سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيباري يعلن الاتفاق مع المعلم على التنسيق الأمني وتطوير العلاقات الاقتصادية . دمشق تعتبر اعادة العلاقات مع بغداد "صفحة جديدة" وموسى يرحب وواشنطن تواصل تشكيكها
اعتبرت سورية ان اعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغدادودمشق بعد انقطاع"دام حوالي ربع قرن"تفتح"صفحة جديدة في مسيرة العلاقات بين البلدين. وفيما رحبت الجامعة العربية بهذه الخطوة واصلت تشكيكها بها ورأت ان سورية بحاجة لاظهار التزامها تجاه مساعدة العراق، ودعتها الى وقف تسلل المقاتلين الى هذا البلد. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بحضور نظيره السوري وليد المعلم في بغداد أمس اعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغدادودمشق بعد انقطاع دام حوالي ربع قرن. ورأت صحيفة"تشرين"الحكومية السورية أمس ان زيارة وزير الخارجية السوري الى بغداد"تفتح صفحة جديدة في مسيرة العلاقات بين سورية والعراق بعد انقطاع غير طبيعي لم يكن لسورية شأن به ولا بتبعاته وانما جاء بمبادرة من النظام السابق". واضافت ان"المجتمع الدولي وخصوصاً الادارة الاميركية، يعرف ان سورية حذرت من مخاطر التدخل الاجنبي في العراق وتداعياته، ونصحت بعدم القيام بأي مغامرة عسكرية لغزوه، ثم رفضت هذا الغزو الذي لا يمكن تسويغه ولا قبول ذرائعه". وتابعت"لأجل ذلك عوقبت سورية اميركياً على الاقل لانها رفضت احتلال العراق". وحمّلت الصحيفة"المحتلين كامل المسؤولية عما جرى للعراق شعباً وارضاً، وليس دول الجوار وفق مزاعم المحتل الذي فشل مخططه في العراق وبات يحمل الآخرين مسؤولية اخطائه الكارثية". واضافت ان هذه الحقائق وهذه المعطيات توصل اليها المحتلون انفسهم ولا ادل على ذلك من الفشل الذريع الذي منيت به ادارة الرئيس بوش في انتخابات الكونغرس حيث كان العامل العراقي في صلب هذا الفشل". وواصلت الولاياتالمتحدة تشكيكها في امكان مساهمة اجتماع مسؤولين سوريين وعراقيين في انهاء العنف المتصاعد في العراق، ودعا المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي غوردن جوندرو سورية الى اظهار"التزام بناء"حيال الحكومة العراقية ووقف تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق بعد اعلان استئناف العلاقات الديبلوماسية بين دمشقوبغداد. وأضاف"لطالما شجعنا دول جوار العراق على المساهمة في دعم ومساعدة حكومة الوحدة في العراق. لكن على سورية الان ان تثبت انها ملتزمة بالمساعدة على قيام عراق يمكنه ان يحكم نفسه ويتولى الدفاع عن نفسه". وأوضح انه"من الخطوات الاولى التي يمكن لسورية القيام بها تعزيز مراقبة حدودها مع العراق ووقف تدفق المقاتلين الاجانب الى هذا البلد". وكان الجيش الاميركي أعلن الاثنين أن بين 70 ومئة مقاتل أجنبي ما زالوا يتسللون عبر الحدود السورية الى العراق شهرياً. وفي القاهرة رحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغدادودمشق، واعتبر ان"هذه الخطوة ستعزز التعاون بين البلدين الشقيقين، فضلاً عما تحققه من دعم التواصل مع الشعب العراقي والتشاور مع حكومته وقواه السياسية". ولفت الى أن القرار"يعتبر تنفيذاً لقرار القمة العربية الاخيرة في الخرطوم"التي دعت في آذار مارس الماضي الدول العربية لاقامة بعثات ديبلوماسية في بغداد. وكان وزير الخارجية العراقي اعلن بحضور نظيره السوري في بغداد أمس اعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغدادودمشق. وقال زيباري"وقعنا اعلان عودة العلاقات العراقية السورية الكاملة بعد انقطاع دام ربع قرن"، معبرا عن امله في"اجراءات عملية وفعلية للتواصل والحوار المستمر"بين البلدين. واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك في ختام زيارة المعلم، وهي الاولى لوزير خارجية سوري منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003"وقعنا سوية للبدء في هذه العملية وسيرفع علم العراق في سماء سورية وعلم سورية في سماء بغداد". وتابع انه"في مجال التعاون والتنسيق الامني بين البلدين، جرى اتفاق ان تتم لقاءات بين مسؤولين امنيين بين البلدين، كما بحثنا سبل تطوير العلاقات التجارية". وقال زيباري"بحثنا امكانات وسبل التعاون الاقتصادي والتجاري وحتى في مجال النفط والمياه والتجارة لكن امامنا طريق للمحادثات والتواصل، والعراق بلا شك يحتاج ان يعدد من منافذ تصدير النفط". واشار الى ان"البلد غني بقدراته وبامكاناته. وعندما تصحح العلاقات بين البلدين فكل المجالات ستكون مفتوحة ... ووجدنا ان مصالح الشعبين تتحقق من خلال اعادة الدم الى شرايين العلاقات". من جهته، قال المعلم"تم الاتفاق على تشكيل فرق عمل مشتركة متخصصة للبحث في كل هذه الامور". واضاف"لا اريد ان اعود الى الاتهامات السابقة والشكاوى المتبادلة. ما اردنا معا ان نبنيه بهذه الزيارة هو آلية التعاون المستقبلي في كل المجالات. وطالما ان القرار السياسي والنية واضحتان، فانني اعلل ان تسير الامور بين المختصين والمسؤولين عن هذه الملفات في البلدين سيرا حسنا". واجاب زيباري ردا على سؤال:"التقى المعلم جميع المسؤولين وكانت لديه لقاءات مع وزير الداخلية لبحث التعاون الامني مع الاجهزة الامنية والاقتصادية والمالية لذلك بحثت كل الامور بوضوح". الى ذلك، قال زيباري ان الرئيس جلال طالباني"تلقى دعوة"لزيارة دمشق نافياً الانباء حول عقد قمة عراقية ايرانية سورية في طهران. واضاف"هناك دعوة لزيارة دمشق ونأمل تلبيتها في وقت قريب". وتابع ان"ما نشرته الصحافة عن قمة عراقية سورية سورية في طهران ليس دقيقاً. فهناك اتصالات بين العراقوايران وهي لم تنقطع، لكن لم يتقرر اي اجتماع ثلاثي بين ايران وسورية والعراق". وشدد على ان"رئيس الجمهورية لديه دعوة سيلبيها لعقد قمة عراقية ايرانية".