أجرى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس مباحثات في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد وذلك بعد أسبوعين من الغارة الأميركية على بلدة البوكمال السورية على الحدود بين العراق وسوريا. وكان زيباري وصل أمس الاول إلى دمشق في زيارة غير معلنة تهدف لإزالة التوتر في العلاقات بين سوريا والعراق عقب هذه الغارة، إلى جانب طمأنة الجانب السوري فيما يخص الاتفاقية الأمنية المرتقبة بين العراق والولايات المتحدة. وترفض دمشق الاتفاقية الجاري الحديث عنها لأنها تعتبرها (تهديدا) لأمنها القومي. وقال الرئيس السوري قبل يومين في خطاب أمام برلمانيين عرب إن الوجود العسكري الأميركي في العراق يمثل تهديدا دائما لدول الجوار ويشكل عنصر عدم استقرار في المنطقة. وقد أجرى رئيس الدبلوماسية العراقية أمس مباحثات مع نظيره السوري وليد المعلم في مستهل الزيارة التي وصفها المسؤول الإعلامي في السفارة العراقية بدمشق بأنها دليل على أن (الجانب العراقي حريص على ألا تكون هناك أي شائبة تشوب العلاقات المشتركة). ويذكر أن الغارة على البوكمال في 26 أكتوبر الماضي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص زعم مسؤولون أميركيون أن بينهم مسؤولا من تنظيم القاعدة كان يتولى تسهيل دخول مقاتلين أجانب إلى العراق، لكن سوريا أكدت أن القتلى كلهم من المدنيين. وتعود آخر زيارة لزيباري إلى سوريا لديسمبر من العام الماضي حيث التقى الرئيس الأسد وعددا من كبار المسؤولين. وكانت سوريا قد عينت مؤخرا أول سفير لها في بغداد منذ نحو ثلاثين عاما بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر 2006. وقد انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين بعد فترة قصيرة من تسلم صدام حسين مقاليد الرئاسة في العراق في يوليو 1979، ووصل سوء العلاقات بينهما ذروته خلال الحرب العراقية الإيرانية التي نشبت عام 1980 ووقفت فيها دمشق إلى جانب طهران.