سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متشددون بريطانيون تطوعوا في العراق وأفغانستان عادوا الى بلادهم لتشكيل "خلايا نائمة" . بلير يربط مستقبل باكستان بمحاربة الإرهاب ومشرف يطالب بحلول عادلة لقضايا المسلمين
ربط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مستقبل باكستان في السنوات المقبلة بالحرب التي يقودها الغرب على الإرهاب. وشدد في مؤتمر صحافي مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف على التعاون المشترك بين باكستان والدول الغربية في تلك الحرب. ترافق ذلك مع تشكيك غربي بما تقوم به باكستان من خطوات لمكافحة الإرهاب، واتهامات في وسائل الإعلام الغربية وكذلك من الحكومتين الهندية والأفغانية بأن باكستان تمول وتساعد أو تتغاضى عن العمليات التي يقوم بها المتشددون انطلاقاً من أراضيها. وفي وقت أكد مشرف على موقف إسلام آباد الثابت في الحرب على الإرهاب وتحالفها مع واشنطنولندن والعواصم الغربية في هذا المجال، ونفيه أن تكون بلاده تدعم في شكل مباشر أو غير مباشر تواجد"طالبان"و"القاعدة"في مناطقها الحدودية، فإنه شدد على أهمية حل القضية الفلسطينية في شكل عادل، ليتم القضاء على ما وصفه بجذور المشاكل التي تسبب الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي. وشدد مشرف على دور الدول الغربية في حل تلك الأزمات والمشاكل، معتبراً أن السياسة غير العادلة وغير المنصفة التي اتبعت لأكثر من نصف قرن في فلسطين وكشمير وغيرهما من القضايا الإسلامية، هي التي سببت التطرف وولدت جماعات العنف في الدول الإسلامية والعالم كله، وأنه لا مجال للخلاص من ذلك من دون النظر في حل جذري لتلك القضايا الحساسة في العالم الإسلامي. وفي ما يخص الوضع الأفغاني، شدد مشرف على أن الحرب ضد"طالبان"لا يمكن الانتصار فيها من خلال الوسائل العسكرية فقط، وانتقد في شكل غير مباشر قوات حلف شمال الاطلسي ناتو والقوات الأميركية لما تقوم به من عمليات عسكرية مع عدم وجود أي مبادرة للحل السياسي أو تقديم مشاريع إعمار وإعادة بناء للمناطق التي ينشط فيها مقاتلو الحركة جنوبأفغانستان وشرقها. وطالب رئيس الوزراء البريطاني الحكومة الباكستانية بالعمل على منع استخدام الأراضي الباكستانية ممراً او مقراً لمقاتلي"طالبان". ومن المقرر ان يتوجه بلير من إسلام آباد إلى كابول، للقاء الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ويتوقع أن يقوم بجولة على القوات البريطانية في الجنوب الأفغاني حيث تقود القوات البريطانية المؤلفة من أربعة آلاف و500 جندي وضابط القوات التابعة لل"ناتو". وخسرت هذه القوات العشرات من رجالها خلال الأشهر الماضية في مواجهات مع"طالبان"أو في سقوط طائرات. متطوعون بريطانيون في لندن يو بي أي، كشفت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"أمس، أن مسلمين بريطانيين تطوعوا لمحاربة قوات التحالف في العراقوأفغانستان، أُعيدوا إلى بريطانيا لتشكيل خلايا نائمة لتنظيم"القاعدة". وقالت الصحيفة إن جهاز الأمن الداخلي البريطاني أم آي 5 يعتقد"بأن شباناً آسيويين مسلمين تلقوا تدريبات في إطار ما يسمى الجهاد العالمي في معسكرات القاعدة في باكستانوأفغانستان صاروا يُعتبرون مصادر نفيسة للاستخدام في محاربة القوات البريطانية والأميركية". وأضافت أن"أم آي 5"وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني أم آي 6"يعملان الآن على فرضية أن المتطوعين الشبان المسلمين عادوا إلى جالياتهم في بريطانيا ومعهم تعليمات بإنشاء خلايا سرية مستقلة للقيام بعمليات إرهابية لا تكون لها أي علاقة بالقيادة العليا لتنظيم القاعدة"، مشيرة إلى أن المصادر الأمنية استبعدت إمكان استخدام التنظيم حملة جوازات سفر لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق لأنها تعتبرهم أكثر نفعاً كمصادر نائمة في بريطانيا". لكن الصحيفة أشارت إلى أن"أم آي 5"يخشى من استحالة تقدير عدد البريطانيين المسلمين الذين أجروا دورات تدريبية في معسكرات"القاعدة"خلال العقد الماضي، وعدد الذين عادوا إلى بريطانيا للتخطيط لهجمات إرهابية. الى ذلك، كشفت صحيفة"ذي أوبزرفر"الصادرة في لندن أمس، أن خبيراً في صناعة القنابل من تنظيم"القاعدة"يقضي عقوبة سجن في ايرلندا الشمالية، أجرى تدريبات نظرية لشن هجمات إرهابية ضد مطاري دبلن وكنوك. وقالت الصحيفة إن خبير المتفجرات عباس بوتراب زار المطارين وعثر على معلومات عنهما في شقته في بلفاست قبل ثلاث سنوات، وذلك استناداً إلى أدلة قُدمت إلى المحكمة التي حاكمته في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، مشيرة إلى أن بوتراب عاش في عاصمة في الجمهورية الايرلندية لمدة أربع سنوات بعد حصوله على اللجوء السياسي بهوية مزورة. وأضافت أن بوتراب غادر دبلن عام 2002 بعد ان صار المشتبه الرئيسي في قضية طعن طالب لجوء بسكين وانتقل إلى بلفاست حيث عاش بهوية مزورة أخرى قبل اعتقاله في إطار عملية أمنية مشتركة عام 2003 واكتشاف معلومات في جهاز حاسوبه بأنه طوّر طريقة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية ومن ضمنها المسجلات لتفجير عبوات ناسفة داخل طائرة. وأشارت الصحيفة إلى أن بوتراب كان أُدين بامتلاك معلومات عن صناعة القنابل، وحُكم عليه بالسجن ست سنوات، وكان جزءاً من مؤامرة أعدها تنظيم"القاعدة"لتهريب قنبلة إلى طائرة وتفجيرها أثناء تحليقها فوق مدينة أميركية كبيرة. وقالت الصحيفة إن بوتراب لم يثر الاشتباه حين عاش في مدينة لوكان في ايرلندا تحت اسم مستعار يوسف جفري، وان الوثائق التي عثرت عليها الشرطة في شقته في بلفاست أظهرت أنه دخل إلى الجمهورية الايرلندية وتقدم بطلب الحصول على لجوء سياسي عام 2001، كما اكتشفت الشرطة لاحقاً أنه سرق جواز سفر في مطار دبلن في أيلول سبتمبر 2001 من سائح إيطالي اسمه فابيو بارنتي واستخدمه حين انتقل إلى ايرلندا الشمالية.