اكد مسؤول امني عراقي اكتمال السيطرة على محافظة ديالى، شرق العراق، لمنع ابي مصعب الزرقاوي، الذي ترددت معلومات عن وجوده في منطقة جبل حمرين، من التسلل اليها. وحشدت العشائر السنية في الانبار جهودها لجمع متطوعين للانضمام الى الشرطة والجيش لفرض الامن في الانبار تمهيداً لجدولة خروج القوات الاميركية منها، وفق ما نص عليه اتفاق ثلاثي ابرم اول من امس بين الاميركيين والحكومة العراقية وزعماء القبائل في الرمادي، والفلوجة والقائم. واشاد السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد بالدور الذي يلعبه اهالي الانبار لطرد الارهاب، لا سيما الدور الذي قام به الشيخ كمال النزال الذي كان اغتيل قبل ثلاثة ايام في الفلوجة. وكانت "الحياة" ذكرت في حينه ان سبب اغتياله يعود الى دعمه للجان العشائرية الامنية في الانبار ونجاحه في سحب المقاتلين العراقيين من تحت خيمة الزرقاوي لدحر فلوله بشكل نهائي. وتزامن مقتله مع اشتباكات عنيفة بين ابناء الرمادي ومسلحين يعتقد بانهم من انصار تنظيم القاعدة. وقال الشيخ اسامة الجدعان، الذي يقود "جبهة تحرير العراق" في الانبار ان شيوخ العشائر ورجال الدين "بدأوا امس استقبال المتطوعين للانضمام الى القوات الامنية عبر وسيلة واحدة هي "استنفار النخوة العشائرية ضد كل مجرم وغريب ومتسلل". واكد ل "الحياة" ان "اللجنة الامنية، التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تعمل مع ابناء العشائر في الوقت الراهن لتأمين الحدود واصطياد الدخلاء". "وسيتم دمج المتطوعين الجدد، من جميع انحاء الانبار، بعد اختبار لياقتهم وكفاءاتهم، عبر لجنة امنية من ضباط وشيوخ ووجهاء الانبار". وكان اتفاق اول من امس نص على تعيين 8 آلاف شرطي جديد في المحافظة حتى نهاية 2006 ما يرفع العدد النهائي لعناصر الشرطة فيها الى 11330 شرطياً. وقال الجدعان ان "وزارة الدفاع ستشرف على تعيين خمسة آلاف جندي بتزكية من عشائرهم". الى ذلك قال احد شيوخ عشائر الرمادي، مفضلاً عدم كشف هويته ل "الحياة" ان "اشتباكات شبه يومية تحدث ليلاً بين ابناء المدينة ومسلحين يرتبطون بالقاعدة. واضاف "يحاول الاجانب تنفيذ سلسلة اغتيالات في الرمادي لكننا لهم بالمرصاد". وذكر ان الاميركيين، لا سيما "القناصة بينهم"، يعيقون عملنا كما ان وجودهم في احياء المدينة يمنح المسلحين المتشددين حجة لاغتيال "شيوخ العشائر" بتهمة التعاون مع الاميركيين لأن مقتل أي رجل بارز في الانبار يسبقه تهديد بوقف التعامل مع الاميركيين، وهو امر لا يمت الى الحقيقة بصلة. وقال السفير الاميركي فى العراق "ان الشيخ كمال شاكر نزال دفع حياته ثمناً لمواقفه الشجاعة فى مواجهة الارهاب"، وقال في بيان صحافي صدر الجمعة "ان الشيخ نزال سيُذكر باعجاب كرمز لصوت العقل والمنطق والتفاني في خدمة الشعب". واوضح "انه وقيادات اخرى اثبتوا ان الفلوجة مدينة المساجد لا تزال مصممة ومصرة على بناء مستقبل افضل عن طريق الانخراط في العملية السياسية والبناء". وتابع "ان الشيخ كمال لم يتخوف من ان يعيق العنف مساعيه ومجهوداته النبيلة، انه ومن دون اي شك كان مدفوعاً بشجاعة المجتمع العراقي الذي ابدى استعداده في الانبار وغيرها من المناطق لتشكيل مستقبل جديد عن طريق القنوات السياسية بعيداً عن العنف". واضاف السفير "ان الشيخ كمال والشيخ حمزة عباس العيساوي، الذي اغتيل غدراً العام الماضي، كانت لهما الشجاعة ولم يشغلهما شيء سوى بناء مستقبل مشرق وآمن". وقدم نيابة عن الشعب الاميركي "أحر التعازي لعائلة الشيخ كمال ومواطني الفلوجة وكل مواطني العراق الذين احزنهم هذا الخطب الجلل بفقدان احد قادة المجتمع". وزاد "لقد كان لي شرف مقابلة الشيخ كمال مرتين، ولقد رأيت فيه قائداً مخلصاً لنجاح العراق، وان مجهوداته ومجهودات الذين يحذون حذوه حتماً ستمهد الطريق لبناء مجتمع جديد يهزم الارهاب". من جهة ثانية توقع قائد قوات الحرس الوطني في كركوك، اللواء انور حمه امين، قرب اعتقال الزرقاوي بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد باختبائه في جبال حمرين ضمن حدود محافظة صلاح الدين، شمال العراق. وقال ل "الحياة" "تمكنا من الحصول على معلومات استخبارية تفيد بوجود الزرقاوي في جبال حمرين وانه ربما يحتمي بالقبائل التي تفرض سيطرتها على تلك المناطق منذ سقوط نظام صدام حسين وحتى اليوم". واكد ان "المعارك التي تخوضها القبائل في الرمادي دفعت بالزرقاوي الى الهروب باتجاه جبال حمرين بغرض التسلل الى بعقوبة والاختباء فيها". وزاد "سنفرض طوقاً امنياً مشدداً على المنطقة، التي ارتفعت فيها العمليات المسلحة في الآونة الاخيرة لتضييق الخناق على الزرقاوي، كما ان قواتنا تراقب حركة المسلحين والمشتبه فيهم من خلال قوات الرصد التابعة للحرس الوطني العراقي".