علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن الولاياتالمتحدة بدأت توسيع قاعدة «عين الأسد» في الأنبار لتكون منطلقاً لتنفيذ عمليات ضد «داعش» في العراق وسورية، بعدما أهلتها ونشرت فيها مئات من الجنود بما لا يثير حفيظة الحكومة التي تتعرض لضغوط من فصائل «الحشد الشعبي» لمنع الوجود الأميركي في البلاد. وتقع قاعدة «عين الأسد» في ناحية «البغدادي» في الأنبار وتبعد 180 كلم غرب بغداد، وتمكنت القوات الأميركية من إعادة تأهيلها مطلع عام 2014 لتكون مقراً أساسياً لقواتها. وقال مسؤول محلي في المحافظة، طالباً عدم نشر اسمه ل «الحياة» أن القوات الأميركية «بدأت توسيع وتطوير القاعدة وستصل قوات خاص لتنفيذ عمليات برية ضد «داعش» في العراق وسورية». وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أعلن الأربعاء الماضي أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أنه سيتم نشر قوات خاصة في العراق تشن هجمات على مراكز التنظيم لمساعدة القوات العراقية و»البيشمركة». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة عززت وجودها في «عين الأسد»، على مراحل بدأت منذ عام 2014. وزاد أن موقع القاعدة «مثالي» لتوجيه ضربات إلى داعش في العراق وسورية نظراً إلى وقوعها قرب معاقل التنظيم»، لافتاً إلى أن «وحدات قتالية من المارينز وطائرات أباتشي ومئات المستشارين موجودون فيها». و»عين الأسد» في قلب «ولاية الفرات» التي أعلن «داعش» تأسيسها العام الماضي، وهي «الولاية» الوحيدة التابعة للتنظيم التي تضم أراضي من دولتين وتمتد من «البو كمال» السورية ومركزها دير الزور إلى محافظة الأنبار العراقية ومركزها الرمادي، وتعتبر مدينة «القائم» الحدودية عاصمة هذه الولاية ومكاناً مناسباً لقادة التنظيم. إلى ذلك، قال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار في اتصال مع «الحياة» من عمان إن الولاياتالمتحدة ستزيد وجودها العسكري في المحافظة وسترسل قوات برية محدودة تستند إلى دعم قوات عشائرية مكونة من قبائل الحدود أبرزها البو محل والكرابلة والبو نمر». وأضاف أن «هذه العشائر كانت الأولى في المشاركة بقوات «الصحوة» عام 2006 لكنها تفككت بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ولم تثق هذه العشائر بالحكومة خشية تكرار تعرضها للملاحقة». وأشار إلى أن العمليات العسكرية الجارية في مناطق غرب الأنبار في مدن حديثة والبغدادي وهيت تخوضها عشائر هذه المدن بدعم من القوات الأميركية وبموافقة الحكومة، ولكن العشائر في الرمادي والفلوجة لم تحصل على الدعم نظراً إلى وجود قوات كبيرة من الجيش وفصائل «الحشد الشعبي».