شنت القوات البريطانية والاميركية حملة مداهمات في جنوبالعراق امس بحثاً عن اربعة اميركيين ونمسوي واحد اختفوا عندما خُطفت قافلة شاحنات مدنية كانوا يحرسونها بعد عبورها الحدود الكويتية. وقال مصدر في الجيش ل"الحياة"إن رتلاً يتألف من 10 شاحنات كبيرة وسيارات شخصية اختطفها مسلحون يستقلون سيارات تابعة للشرطة ويرتدون زيها بالاضافة الى ثمانية عراقيين يعملون كسائقين ومترجمين في وقت تعرضت القاعدة البريطانية في مطار البصرة الدولي، شمال المدينة، لهجوم بتسعة صواريخ، بينما طالت ثلاثة صواريخ أخرى قاعدة الشعيبة لتصل إلى ابعد نقطة يتمركز فيها الجنود البريطانيون خارج المدينة. وقالت الشرطة في الزبير انها قتلت أميركيا يرتدي ملابس مدنية وأصابت آخر بعدما قتلا بالرصاص شرطيين اثنين أوقفت دوريتها سيارتهما التي لا تحمل علامات قرب بلدة الزبير امس. وقال متحدث باسم الجيش البريطاني ان القوات البريطانية قتلت مسلحين اثنين قرب بلدة صفوان الحدودية قرب الموقع الذي تعرضت فيه القافلة للهجوم بعد عبورها قادمة من الكويت. ونفى معرفته بأي صلة بين هذه العملية وحادث الخطف. ورفض المتحدث البريطاني التعليق عما قال مسؤولون أمنيون عراقيون انه عملية بحث للقوات البريطانية عن رهائن في منطقة البصرة التي تسكنها غالبية شيعية. وفي بلدة الزبير، التي تسكنها أغلبية سنية، قالت شرطة الجمارك انها تخشى وقوع مداهمة أميركية للمركز التابع لها عقب الحادث الذي قُتل خلاله الاميركي. وصححت الشرطة رواية لها سابقة كانت أكدت خلالها أن المداهمة تجري بالفعل. وعرضت الشرطة في بلدة صفوان الحدودية الواقعة على بعد 60 كلم جنوبالبصرة على الصحافيين عربة مدرعة ذات دفع رباعي قالت ان الاجانب كانوا يستقلونها عندما اوقف المسلحون قافلة الشاحنات ليل الخميس بعد عبورها الحدود من الكويت في طريقها الى الناصرية. وقال مصدر امني ان المسلحين خطفوا ايضاً تسعة عراقيين لكن بعضهم على الاقل اطلق سراحه بالفعل. وقالت الشركة الكويتية"كريسينت للامن"المشغلة لهم ان خمسة أجانب فقط لا يزالون مفقودين. وقال ممثل للشركة في الكويت:"لا نعرف على وجه الدقة ما حدث"، واضاف:"وقع الحادث عند ظهر الخميس على بعد 24 كيلومتراً شمال صفوان". وأبلغت عائلة متعاقد أمني اميركي صحيفة اميركية بأن مسؤولين اميركيين قالوا انه أسر. وكانت القافلة، وهي احدى قوافل كثيرة تنقل الامدادات من الكويت الى العراق في طريقها الى الناصرية، الواقعة على بعد 375 كلم جنوببغداد. وقال الجيش الاميركي في بادئ الأمر انه يتحرى عن صحة التقارير التي قالت ان الحادث وقع قرب الناصرية. وقال مصدر أمني عراقي ان العملية وقعت على طريق تُفرض عليه حراسة مشددة لحماية القوافل العسكرية الاميركية على طول خط الامدادات الرئيسي لقوات الاحتلال الى داخل العراق. وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر، المتحدث العسكري الاميركي، في بغداد ان الجيش لا يزال يتحرى عن صحة تقارير قالت ان القافلة ربما اوقفت عند نقطة تفتيش وهمية. وأبلغ الاخ التوأم لحارس امن اميركي صحيفة محلية ان وزارة الخارجية والشركة التي يعمل بها اخوه والموجودة في الكويت اتصلتا بالعائلة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بتوقيت العراق لتعلماها ان بول روبين 39 عاماً خطف. وهناك ايضاً خلاف بين شركات الامن الخاصة، التي توظف عشرات الآلاف من الاجانب في العراق، وقوات الامن العراقية. وفي وقت سابق من الاسبوع الجاري قالت الشرطة في الناصرية انها اعتقلت اربعة مدنيين اجانب يعملون لحساب شركة بريطانية بعدما اطلقوا النار على نقطة تفتيش للشرطة. لكن الغضب من الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة، الذي تمثله في الاغلب القوات البريطانية في الجنوب، يتزايد بين الجماعات الشيعية القوية كما زادت الهجمات على القوات الاجنبية والقوافل الخاصة التي تنقل امدادات من الكويت. وقالت جينفر روبين زوجة شقيق المتعاقد الاميركي المختفي ان روبين، وهو شرطي سابق في مينيسوتا، قال لها عندما تحدث اليها هاتفياً الاسبوع الماضي انه يعتزم العودة للوطن بسبب تزايد اعمال العنف. ويأتي هذا الحادث في وقت تزايدت فيه حدة التوتر العرقي في بغداد ليس فقط في الشوارع لكن ايضا داخل الحكومة وبين الجماعات المشاركة في العملية السياسية التي تدعمها واشنطن. ويشكو الزعماء السنة والمسؤولون الاميركيون المحبطون على نحو متزايد من ان نور المالكي رئيس وزراء العراق لا يفعل ما يكفي لكبح جماح المسلحين الموالين لحلفائه الشيعة والذين ينحى باللائمة عليهم في عملية خطف جماعي لعشرات من الموظفين من مبنى تابع لوزارة التعليم العالي الثلثاء. ولا يزال اعضاء الحكومة مختلفين في شأن ما اذا كان ما يصل الى 70 شخصاً ما زالوا مفقودين وما إذا كان بعضهم عُذب وقتل. من جهة ثانية ذكرت قناة"العربية"نقلاً عن مصدر امن عراقي ان رهينة نمسوياً قتل خلال تبادل لاطلاق النار بين القوات الاميركية وخاطفين في جنوبالعراق امس. وافادت"العربية"بأن خمسة اشخاص قتلوا وجرح رهينة أميركي في الاشتباك الذي جاء بعد يوم من خطف أربعة اميركيين ونمسوي خلال خطف قافلة مدنية كانوا يحرسونها. وفي البصرة اعلن مصدر في الشرطة مقتل مدني بريطاني واربعة عراقيين وجرح غربي آخر في تبادل لاطلاق النار في الزبير اثر دخول سيارة تقل اجانب الى الاراضي العراقية بصورة غير مشروعة. وأوضح المصدر ان"شرطة الجمارك في الزبير، قرب الحدود مع الكويت، اوقفت سيارة تقل ستة اجانب تجاوزت الحدود من دون اذن". واضاف ان"مواجهات جرت وأسفرت عن مقتل بريطاني واثنين من شرطة الجمارك وامرأتين، واصابة اجنبي قد يكون اميركياً". واوضح ان"الآخرين فروا بسيارتهم في اتجاه الكويت"، مشيراً الى ان"جثة القتيل البريطاني نقلت الى مستشفى الزبير". واعرب المصدر عن اعتقاده بأن السيارة كانت تقل موظفين أمنيين يبحثون عن زملائهم. وفي بغداد، قالت الشرطة ان مسلحين قتلوا بالرصاص اربعة رجال شرطة يحرسون مصرفاً وسط العاصمة وسرقوا 1.6 بليون دينار عراقي 1.10 مليون دولار كما قتل مسلحون شقيقين في حي الحرية. وعثرت الشرطة على 14 جثة عليها اثار تعذيب وطلقات رصاص في مناطق شتى من بغداد. وعثرت الشرطة على جثتين مع اثار تعذيب وطلقات رصاص على بعد 12 كلم شمال الفلوجة. وفي كركوك، قالت الشرطة ان مسلحين فتحوا النار وقتلوا مدنياً وجرحوا ابنته الوليدة في المدينة. وفي محافظة ديالى، اعلن الجيش الاميركي ان جنديا أميركيا قُتل الخميس بنيران أسلحة صغيرة خلال عملية قتالية جرت في المحافظة. وفي البصرة، دعا العميد محمد حمادي الموسوي، قائد الشرطة الجديد، المواطنين السنة للانخراط في الشرطة، واصفاً انضمامهم بانه"قضية ذات أهمية كبيرة في عملية التوازن الطائفي". وقال الموسوي"إن الباب مفتوح أمام هؤلاء من أجل جعل المدينة آمنة، مؤكداً وجود ضباط كبار في الشرطة من أهل السنة وبرتب متنوعة، كما ان هناك مسيحيين وصابئة من مختلف شرائح المجتمع. كما حدد العميد قائد الشرطة الساعة السادسة مساء كآخر موعد للشرطة للقيام بمداهمة المطلوبين للعدالة ومنع بموجب ذلك قيام الشرطة باعتقال أحد بعد الساعة هذه ومن يقوم بذلك فهو من العصابات. وطلب من المواطنين التصدي لكل من يقوم بمحاولات اعتقال خلافاً للوقت هذا والرد بالنار لأن أية جهة تأتي من دون تصريح من قاضي التحقيق أو موافقة المجلس البلدي بعد الساعة السادسة هي جهة غير رسمية ومن حق المواطن أن يحمي نفسه منها لحين وصول قوات الشرطة لمساعدته، بحسب قوله. وأشار إلى أن الشرطة داهمت المنازل المسماة بالحواسم، في منطقة كوت الحجاج ومنطقة"منتزه لبنان"القريبة منها التي كانت مرتعاً للعصابات واللصوص والقتلة والقت القبض على اكثر من خمسين مسلحاً معظمهم قادمون من محافظات كالعمارة والناصرية والسماوة وكركوك وغيرها كما تبين ان قسماً من هؤلاء متهمون بحوادث قتل وسلب واعمال مسلحة.