يبدو أن عصر الرومانسية المغيب بدأ يعود. ولكن في ثياب جديدة هذه المرّة، إذ ليس على روميو أن يطلع إلى الشجرة أو ينتظر محبوبته تحت الشرفة. كما ليس بالضرورة أن يكتب الولهان أبيات شعر تتحدث عن محبوبته كما فعل قيس مع ليلى. فروميو القرن الحادي والعشرين تأثر بفيلم"السلم والثعبان"من بطولة هاني سلامة الذي استغل عمله في شركة إعلانات كي يصالح محبوبته، فنفّذ لها لوحات إعلانية عدة عبّر لها عن حبّه من خلالها، ونشرها على الطريق المؤدي إلى منزلها. روميو الجديد استوحى افكاره من هاني سلامة، إذ وضع اسم محبوبته"هانيا"في الجزء الأعلى من إعلان نفّذه بخط عريض، لنص مكتوب بالأبيض ذي خلفية من الورود الحمر. وينتهي الإعلان بجملة"إذا أردتي رؤية وجهي فلتذهبي الى بقعتنا المفضلة على كوبري المنيب". انتشرت القصة بسرعة. وكان لأصحاب المدونات الإلكترونية الفضل في ذلك، من طريق مدوناتهم التي مرّرها المتصفحون عبر البريد الإلكتروني. ويؤكد شريف نجيب باقي أحد المدوّنين أن ذلك"لم يكن كل شيء، فعند كوبري المنيب كان هناك إعلان آخر بالخلفية نفسها ومرسومة عليه يدان متشابكتان ومكتوب بحروف كبيرة كلمة واحدة: تتجوزيني؟". وانتقلت حمّى المتابعة بين المدونات حتى صوّر ميشيل حبيب أحد المدوّنين اللوحتين وتحرى عنهما، فقابل حارس أحد المباني الذي اعتاد رؤية الكثير من الناس يأتون لمشاهدة اللافتة والتي تقدر كلفتها ب 35 ألف جنيه. واختلفت ردود الأفعال حول ما فعله روميو الجديد، فهاجمه أحد المدوّنين على صفحات الإنترنت، مؤكداً أن"الاعلانات التي نفذها روميو ستكون لها عواقب وخيمة على المجتمع المصري"، معتبراً أن ما فعله العاشق الولهان"يُصعّب مهمة العشاق في مصر الذين لن يستطيعوا أن يجاروا ما فعله، إذ إنه مهما فعل الشباب فلن يكون في استطاعتهم الانفاق مثلما فعل روميو". وفي المقابل اعتبر آخر أن"ما فعله روميو قمة في الرومانسية"، معلناً إعجابه الصريح والواضح بما فعله. لكنه مهما أبدى إعجابه بنوع الرومانسية الجديد، لن يتفوّق على حسرة الفتيات اللاتي عبّرن عنها من خلال مدوّناتهن. ويبقى في النهاية، أن نسأل عن سبب هذه الظواهر الشبابية الغريبة التي تتتالى في مصر، والتي لم تكن آخرها ظاهرة"الجنس الجماعي"في شوارع القاهرة في أوائل الشهر الجاري؟