تزدحم الفضائيات العربية بإعلانات البحث عن زوج أو زوجة وبمواصفات وشروط متعددة، ومن أهم الشروط التي لفتت انتباهي شرط أن يكون الزوج «رومانسياً» خصوصا في الإعلانات التي تتعلق بالسعوديين!! شرط محير بالفعل لا قياسات دقيقة له كشرط مثلا العمر، أو،الشكل أو الثقافة، ولكن تواجد هذه الشروط في اغلب طلبات راغبات الزواج دليل على وجود قياسات معينة له، وقد احترت في كيفية تقديم الشخص لنفسه انه «رومانسي»، هل هذا الأمر مرتبط بكونه شاعرا أو مغرما بأغاني فيروز وأليسا، أو متأثر كثيرا بونات وآهات أغاني عبدالله الصريخ على مستوى الفن الشعبي، كيف سيكون الحال مع شاعر يخاطب محبوبته بغناء راشد الماجد بأغنية كلماتها «تحبني ولا تحب الدراهم؟» هل سيفقد من يعجب بمثل هذه الأغنية الغريبة «شرط» الرومانسية!!، كيف ستقاس درجات رومانسية الرجل، هل عليه مثلا أن يردد أرق وأعذب كلمات مغناة سمعها مؤخرا بصوت المطرب تركي: «لك حب يا عيني من كثرة قلبي مو قادر على حمله احتاج ل حبك (عشر قلوب) ويمكن تكفي.. ويمكن لا أنا احبك لا أودك لا ولا مغرم ولا أي إحساس احتاج لكلمة حب جديدة ما مرت على كل الناس» الرومانسية بداخل كل شخص فينا، وكل إنسان لديه هذه الصفة أو الشرط الجميل، ولكن أحيانا تموت هذه الرومانسية بسبب قسوتنا واعتبارها «عند البعض» تفاهات ولا تستقيم مع الرجولة، لأن مقاييس الرجولة لدى البعض «بالظاهر فقط» سواء بالشكل أو بالقسوة الهمجية على الزوجات أو الأبناء أو حتى أنفسهم!!. لو تتبعنا مقاييس الرومانسية حسب الأحاسيس والمشاعر نجد أن السعوديين من وجهة نظري أكثر شعوب العالم رومانسية، فرغم قسوة اجوائنا المناخية والطبيعية، نجد ان لدينا أكثر شعراء العرب المنغمسين بالرومانسية ولدينا أكثر مطربي العرب المتغنين بأنواع الرومانسية، ولدينا أكثر الرجال المسافرين بأفئدتهم لتطبيق الرومانسية، ولكن السؤال هل رومانسيتنا كسعوديين «ظاهرية» فقط، أم أنها نادرة جعلت من طالبات الزواج يضعنها من أهم شروطهن الأساسية للارتباط بشريك العمر ليس الشجاع وليس الكريم وليس الغني ولكن الرومانسي، الذي يحمل أكثر من قلب لمحبوبته، لكي يكون الزوج الرومانسي المناسب، والغريب أنني لم أشاهد بشروط الرجال أن تكون الزوجة رومانسية!!، كتأكيد أن الرجل لدينا يبحث عند الزواج عن «القطة المغمضة» على قول إخواننا المصريين، لأنه من العيب أن تكون زوجته رومانسية أو ما شابه ذلك..!! بالفعل من الصعوبة شرط أن يكون شرط زوج المستقبل «رومانسي»، لأننا لن نجد من يعترف انه «خالي مشاعر»، كما هو الحال مع البخيل الذي لن يهتم بشرط أن يكون «كريماً» لأننا ببساطة نتجاهل أن نعرف «حقيقة أنفسنا»!! المرأة تحتاج لرجل بمواصفات رائعة محمد عبده «مجموعة إنسان»، والإشكالية أن كل الرجال يعتبرون أنفسهم «مجموعة إنسان»، وهنا نردد كان الله بعون الباحثات عن الرجل الرومانسي!!