فيما كشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية ومسؤول الملف الفلسطيني السفير محمد صبيح أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن دعا مصر والأردن والجامعة العربية إلى توفير ضمانات لرفع الحصار عن الفلسطينيين في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية، أكد مصدر مصري موثوق به ل" الحياة"أن اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي عقد فى مقر اقامة السفير الروسي فى القاهرة أول من أمس أسفر عن نتيجة مفادها أنه لا تعامل مع حكومة لا تحترم قرارات اللجنة. وقال المصدر:"لقد كان ممثلو الرباعية صريحين وواضحين للغاية وقالوا لن نتعامل مع حكومة لا تحترم قراراتنا"، وأشار إلى أن"مصير رئاسة رئيس الجامعة الإسلامية السابق محمد شبير لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مازال عالقاً ولم يتحدد بعد"، لافتا إلى أن إسرائيل تعترض عليه وتعتبره موالياً ل"حماس"ومحسوباً على التيار الإسلامي. وأضاف:"هناك تحفظات من جهات عدة على رئاسة شبير للحكومة"، وزاد"زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الحالية إلى واشنطن ستكون حاسمة في هذه المسألة". وقال المصدر نفسه ان"رفع الحصار هو الانجاز المنتظر"من حكومة الوحدة الوطنية و"إن اسماعيل هنية لن يقدم استقالته قبل الاتفاق على تسمية رئيس الحكومة بشكل رسمي والاتفاق على الحقائب الوزارية التي مازالت هناك خلافات بشأنها". وأضاف"أن عضو المجلس التشريعي زياد أبو عمرو هو المرشح الأكثر حظا لتولي الخارجية فهو مقرب من الرئيس عباس ومدعوم من حماس". ولفت إلى أن وزير الخارجية"لن يكون له علاقة بملف المفاوضات وأن هذا الملف منوط فقط برئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير". واستبعد المصدر ما تردد عن امكانية تولي سلام فياض حقيبة المال، واعتبر مسألة توزيع الحقائب الوزارية أهون شيء، وقال:"هناك أحاديث كثيرة تسبق هذه المسألة على رأسها تسمية رئيس الحكومة الذي يجب أن يلقى رضا الأطراف الدولية الأساسية التي تملك منح ضمانات برفع الحصار ثم هناك برنامج الحكومة الجديدة والقضايا الجوهرية التي سيتناولها وعلى رأسها الهدنة ثم مسألة الافراج عن الجندي المأسور في غزة غلعاد شاليت". وحول موقف مصر تجاه هذه القضايا، أجاب:"مصر توافق على أي شيء يريده الفلسطينيون والمشكلة ليست في موقفنا لكن المهم موافقة الأطراف الأساسية المؤثرة". وقال:"مصر تدعم أبو مازن وتساعده وتمنحه دفعة معنوية لأننا لا نريده أن ييأس". من جانبه، قال الأمين العام المساعد للجامعة ومسؤول الملف الفلسطيني السفير محمد صبيح"إن أبو مازن دعا إلى توفير ضمانات برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني فى حال تم تشكيل حكومة الوحدة"، وأنه طلب من مصر والأردن والأمين العام للجامعة ضرورة رفع الحصار المفروض على الفلسطينيين وأكد أن ذلك يحتاج إلى دعم عربي من جانب الملوك والرؤساء العرب والجامعة العربية والدول الأوروبية والأميركية. وكان عباس عقد محادثات يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال صبيح في حديث خاص ل"الحياة":"إذا لم تساهم الولاياتالمتحدة أيضاً بوضوح في هذا الجهد فهذا يعني استمرار حالة عدم الاستقرار وهذا ما يتخوف منه أبو مازن". وأضاف:"أبو مازن دعا إسرائيل إلى تطبيق إجراءات الثقة بأسرع ما يمكن، مثل فتح المعابر ورفع الحصار وإعادة الأموال الفلسطينية المستقطعة من قبلها التي تحتجزها ظلماً وعدوانا"، كما حض الدول العربية على دفع الالتزامات المقررة عليها وفقاً لقرارات القمة. وزاد:"إذا كنا نريد دعم أبو مازن وعملية السلام آن الأوان أن تشارك جميع الدول العربية في تقديم الدعم وأن تقوم كل دولة بدورها"، مشيرا إلى أن هناك"تفاوتا فى حجم الدور فهناك دول يمكنها الاتصال بواشنطن ودول تستطيع الضغط على إسرائيل وهناك دول تستطيع أن تقدم الدعم المادي". وحدد صبيح إجمالي المتأخرات المستحقة للفلسطنيين على الدول العربية حسبما أقرته القمم العربية بالبلايين، وقال إن"المتأخرات منذ أول تشرين الأول أكتوبر حتى 31 آذار مارس الماضي فقط بلغت 249 مليون دولار ومنذ أول نيسان ابريل وحتى 30 أيلول سبتمبر الماضي بلغت 292 مليون دولار"، ونفى أن تكون هناك أموال لدى الجامعة العربية لم يتم تحويلها، وقال:"جميع الأموال التي كانت لدى الجامعة حولت إلى السلطة الفلسطينية".