أكد سفير فلسطين لدى مصر نبيل عمرو أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) سيبحث اليوم مع الرئيس حسني مبارك آليات التحرك العربي المشترك مع الادارة الأميركية الجديدة واللقاءات المقبلة لعدد من الزعماء العرب مع الرئيس باراك أوباما، اضافة الى آخر ما وصلت اليه الحوارات الفلسطينية تمهيداً لإنهاء الانقسام والجولة المقبلة من الحوار الفلسطيني منتصف الشهر الجاري. وأكد السفير الفلسطيني في القاهرة خلال مؤتمر صحافي له امس ان السلطة بصدد تشكيل حكومة على قاعدة انهاء الحصار وإعادة الاعمار وليس بشكل يؤدي الى المزيد من الأزمات للشعب الفلسطيني المنهك الآن من الحصار. ودعا الدول العربية التي ستعقد اجتماعا طارئا غدا في الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، الى اتخاذ قرارات بزيادة الدعم المادي للفلسطينيين فى المدينة المقدسة بما يعزز صمودهم امام السياسية الإسرائيلية والمخططات الاستعمارية. واشار الى أهمية العمل العربي المشترك للاستفادة من أي توجهات إيجابية لإدارة الرئيس أوباما الجديدة، وقال ان «الادارة الأميركية السابقة كانت تدير أزمة، أما الآن فنحن بصدد اهتمام اميركي كبير لحل على قاعدة الدولتين». وعما تردد من أنباء عن عزم حركة «حماس» نقل مكاتبها من دمشق إلى طهران، وتأثير ذلك على الحوار الفلسطيني كورقة ضغط، قال عمرو: «المكان الآمن لحماس هو الشرعية الفلسطينية، وأي مكان آخر يظل رهنا للابتزاز لأن لكل دولة مصالحها وأهدافها». الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» إن قرار الرئيس عباس في شأن شخصية رئيس الوزراء المفترض تكليفه تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، مرهون بمحادثاته في كل من عمان والقاهرة، لافتة إلى أن تأجيل عقد الحوار الفلسطيني إلى 16 الشهر الجاري مرتبط بهذا القرار. واوضحت المصادر أنه عقب عودة عباس إلى رام الله بعد غد سيكون جدوله مزدحما، وسيجري اجتماعات مكثفة طيلة ثلاثة أيام مع كل من حركة «فتح» ومع الفصائل والمستقلين وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، متوقعة أن تنهي هذه الاجتماعات الأحد المقبل. ورجحت أن يعلن عباس موقفه المتعلق بتشكيل الحكومة بعد أن ينهي مشاوراته مع جميع هذه القوى. وتوقعت أن يكلف عباس شخصية مستقلة، مرجحة أن يكلف سلام فياض تشكيل حكومة فصائلية يشارك فيها مستقلون. واستبعدت أن يتوجه عباس إلى واشنطن من دون أن يشكل حكومة فلسطينية جديدة، خصوصا أن حكومة فياض قدمت استقالتها، وإن كانت مستمرة في أداء عملها بطلب من عباس، وقالت إنه «لا يفضل أن يزور واشنطن والحكومة الفلسطينية غائبة ولم تشكل». وقالت المصادر إن عباس يحتاج إلى موافقة عربية، خصوصاً من مصر قبل تشكيل حكومة فلسطينية موسعة كي تحصل على دعم عربي يؤكد وجودها ويقويها، مضيفة أن حركة «حماس» ترى أن تشكيل الحكومة يجب أن يتم بالتوافق «وإلا فإن هذه الخطوة ستعطل الحوار وستهدد بإفشاله... لذلك يحتاج عباس إلى موافقة من مصر التي ترعى الحوار قبل اتخاذ قرار في هذا الشأن، خصوصا في ظل ما أبدته دول عربية عدة من مخاوف من اتخاذ مثل هذه الخطوة». ولفتت المصادر إلى أن تشكيل حكومة فلسطينية أصبح أمراً ضرورياً وملحاً، موضحة أن الاتحاد الأوروبي والدول المانحة تلوح بوقف الدعم المادي للحكومة باعتبار أن حكومة غزة مقالة وغير شرعية، وحكومة فياض في رام الله قدمت استقالتها. وأشارت إلى أن استمرار هذا الوضع «قد يهدد بانقطاع صرف مرتبات السلطة وحدوث أزمة مالية عاصفة». في غضون ذلك، قال مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى منتجع شرم الشيخ الاثنين المقبل سيتم فيها تبادل الأفكار في شأن المسيرة السلمية، خصوصا قبل توجهه إلى واشنطن، مشددة على أن مصر تتمسك بحل الدولتين كأساس لا بديل له في مفاوضات السلام من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أكد خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل ضرورة التركيز على حل الدولتين، وأن هذه المسألة لها الأولوية، وقالت: «لم يحدث اتفاق على هذه المسألة، ولا زال الامر يحتاج إلى مزيد من المشاورات وتبادل الأفكار».