استبق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صدور تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن مسار إيران النووي، معلناً أن الطموح النهائي لبلاده هو تركيب 60 ألف آلة طرد مركزي لإنتاج الوقود النووي لمحطاتها النووية المدنية. وتزامن ذلك مع تسريبات ألمانية عن تخصيص طهران تمويلاً سرياً قيمته 418 مليون دولار لتوسيع عملياتها النووية. راجع ص 9 وعلى رغم التهديدات بفرض عقوبات دولية على ايران التي رفضت وقف برنامجها النووي، قال احمدي نجاد في مؤتمر صحافي:"نريد إنتاج الوقود النووي، وفي النهاية يجب أن يكون لدينا 60 ألف جهاز طرد مركزي. يجب أن نواصل السير على هذا الطريق. نحن في بداية الطريق"، مشيراً الى انه سيوجه قريباً رسالة إلى"الأمة الأميركية"يشرح فيها سياسات حكومة بلاده، من دون أن يخوض في التفاصيل. في غضون ذلك، أفادت صحيفة"دير شبيغل"الألمانية أن إيران خصصت تمويلاً سرياً قيمته 418 مليون دولار لتوسيع عملياتها النووية، وهو مبلغ سيستخدم لحماية المواقع النووية الإيرانية من هجمات قد تشنها الولاياتالمتحدة أو إسرائيل، ولبناء موقع نووي سري. وأشارت إلى أن فرهاد راهبار نائب الرئيس الإيراني رئيس هيئة الإدارة والتخطيط في البرلمان مدير مركز إدارة المواضيع النووية أوصى بتخصيص المبلغ السري في الموازنة، ما يسمح بزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 30 في المئة. تزامن ذلك مع صدور تقرير مقتضب عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يحمل جديداً يذكر، لكنه أشار إلى استمرار طهران في تجاهل العمل على إزالة المسائل العالقة وإبداء الشفافية في ما يتعلق بطبيعة برامجها النووية. وطرح التقرير تساؤلات عن مدى البحوث الخاصة بتسريع معدل الإنتاج في أجهزة الطرد، علماً أنه أورد في فقرات أخرى أن إيران لم تتمكن إلا من تخصيب كميات قليلة من اليورانيوم، مكرراً تأكيده عدم وجود أدلة دامغة على تطوير طهران برامجها الذرية من أجل الحصول على السلاح النووي. ومن المقرر أن يتم استعراض التقرير في اجتماع حكام الوكالة الذي يعقد غداً ويسبقه اجتماع لجنة المساعدة التقنية التابعة للوكالة للبت فيما إذا كانت ستتجاوب مع طلب تقدمت به طهران أخيراً للحصول على مساعدة من أجل استكمال بناء مجمع"آراك" للبحوث الذي يعمل بالمياه الثقيلة. ويتوقع أن يثير الأمر جدلاً كبيراً، حيث شدد ديبلوماسي غربي على ضرورة الحؤول دون دعم طهران في هذا الاتجاه، لا سيما أن إنتاج المياه الثقيلة يعني قفز إيران نحو القنبلة النووية. وأفادت مصادر ل"الحياة"بأن الوكالة قد تتجاوب مع المطلب الإيراني كونها معنية بالدرجة الأولى بالتحقق من شروط السلامة المحيطة ببناء أية منشأة نووية وبدافع الحرص على توفير المعايير الأمنية اللازمة لإتمام بنائه. وفي نيويورك الحياة، عقد المديرون السياسيون للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً عن بعد لمناقشة فرض عقوبات على إيران. وأكد السفير الصيني لدى الأممالمتحدة أن الاجتماع يهدف"لمساعدة دفع المفاوضات بين السفراء"لدى الأممالمتحدة. وحدد سفراء الدول الخمس اليوم الأربعاء موعداً لعقد اجتماع هو السادس في سلسلة اجتماعات لم تنجح حتى الآن في تقريب وجهات النظر.