طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - رفعت طهران درجة تحديها للغرب بإعلانها أمس، نيتها بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، مماثلة لمفاعل ناتانز، وذلك رداً على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة الماضي، والذي دان امتناعها عن وقف التخصيب كما طالبها بوقف بناء منشأة التخصيب الجديدة في فردو قرب مدينة قم. وسارعت واشنطن الى تحذير طهران من المضي في خطتها، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية «اذا تم المضي في هذا الامر، فسيشكل ذلك انتهاكاً جديداً من جانب ايران لالتزاماتها لجهة تعليق كل انشطة التخصيب، بما فيها بناء مصانع جديدة». وعلى رغم ان روسيا والصين صوتتا الى جانب قرار الوكالة الاسبوع الماضي، شددت طهرانوموسكو امس على الطابع «الاستراتيجي» لعلاقتهما. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو قوله بعد مشاركته مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في الاجتماع الثامن للجنة الإيرانية - الروسية المشتركة، انه «على رغم القضايا التي تُطرح حول إيران، فإن أحد أهداف موسكو التحرك نحو تعاون طويل الأمد واستراتيجي معها». وأضاف ان «سياسة روسيا تجاه إيران ثابتة وستستمر، كما في السابق»، مؤكداً «ارادة المسؤولين الروس في المضي قدماً بالعلاقات والتعاون بين البلدين». وقال: «لا يوجد عائق في طريق العلاقات الاستراتيجية وطويلة الأمد بين البلدين». ونقلت «إرنا» عن متقي تأكيده «ضرورة توسيع التعاون المتعدد الأطراف بين البلدين في المنطقة، في اتجاه مزيد من التضامن وتنفيذ الاتفاقات بين الجانبين». وكان شماتكو اثار غضب الإيرانيين، بإعلانه إرجاء تشغيل مفاعل «بوشهر» الى العام المقبل، كما تلحّ طهران على موسكو لتسليمها صواريخ «أس-300». وقبل ساعات من تصريحات شماتكو ومتقي، نقلت وكالة «مهر» عن النائب الإيراني مصطفى كواكبيان العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، قوله إن قرار الوكالة الذرية أظهر أن موسكو وبكين «غير صادقتين» حيال طهران. واعتبرت صحيفة «إيران نيوز» الناطقة بالإنكليزية إن قرار الوكالة وجه «ضربة» الى طهران، متسائلة عما اذا كانت روسيا والصين لا تزالان حليفتين لإيران. وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن الحكومة قررت خلال اجتماعها أمس، «تكليف المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية وضع تصاميم لبناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم مماثلة لمنشأة ناتانز، في غضون شهرين». وأشار التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الذرية، الى تركيب 8600 جهاز طرد مركزي في منشأة ناتانز، نحو 4 آلاف منها فقط تُخصّب اليورانيوم. ويمكن المنشأة ان تحوي 54 الف جهاز للطرد. وأوضحت «إرنا» ان الحكومة قررت خلال اجتماعها برئاسة الرئيس محمود احمدي نجاد، «تكليف المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية الشروع في بناء 5 منشآت نووية جديدة لإنتاج اليورانيوم المخصب على المستوى الصناعي، حددت أماكنها مسبقاً في بعض مناطق البلد في غضون شهرين، وتقديم اقتراحات لبناء 5 منشآت نووية أخرى للتخصيب في أماكن مناسبة». ونقلت وكالة «مهر» عن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي قوله ان «10 منشآت جديدة للتخصيب ستُبنى». وقال نجاد ان «إيران في حاجة الى منشآت تضم 500 ألف جهاز طرد مركزي، من اجل تأمين 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية للبلد حتى عام 2025»، مشيراً الى ان «اجهزة الطرد المركزي الجديدة التي صممتها الجمهورية الإسلامية، تتمتع بإمكانات أضخم وسيكون عدد أقل منها كافياً لإنجاز هذا العمل». وأكد نجاد ان ايران «يجب ان تنتج بين 250 و300 طن من الوقود النووي سنوياً، لذلك ستتم الاستفادة من أجهزة طرد مركزي جديدة ذات سرعة أعلى». وشدد على ان الحكومة الإيرانية ستدرس خلال اجتماعها بعد غد الأربعاء، خطة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، قائلاً: «نتعامل مع العالم كله من منطلق المحبة والصداقة، لكننا لا نمزح مع أحد ولن نسمح مطلقاً بهدر حقوق شعبنا ولو قيد أنملة». وكانت طهران رفضت مشروع المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي لنقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب الى الخارج، لرفع تخصيبه الى 20 في المئة لاستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. ورفض الناطق باسم الوكالة جيليان تودور التعليق على قرار الحكومة الإيرانية، والذي جاء بعد ساعات على دعوة تلقتها من البرلمان لتقديم مشروع قرار الى المجلس ل «خفض مستوى التعاون» مع الوكالة الذرية، والذي اعتبرت قرارها «مسيساً» وتقف وراءه الولاياتالمتحدة وبريطانيا. واعتبر رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ان قرار مجلس محافظي الوكالة الذرية «أثبت أن اميركا وبعض الدول الغربية لم ترغب في التوصل لتسوية من خلال الحوار، بل كانوا يمارسون نوعاً من الخداع السياسي». ولوّح للغرب باعتماد «نهج جديد حيالكم اذا لم تتخلوا عن سياسة العصا والجزرة السخيفة». في الوقت ذاته، قال النائب المحافظ البارز محمد كرمي راد ان «في إمكان البرلمان، في رد فعله الأول على هذا القرار غير الشرعي والمسيّس، التفكير في الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي». اما رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني فوصف قرار الوكالة الذرية بأنه «جائر ويستهدف كل المنجزات النووية الإيرانية». وقال خلال لقائه أكاديميين: «علينا من خلال الحكمة وانتهاج ديبلوماسية نشطة على الصعيد الدولي، ان نمنع حدوث ممارسات مماثلة ضد الجمهورية الإسلامية».