مع بدء المفاوضات الهنديةالباكستانية على مستوى وكلاء خارجية الدولتين في العاصمة الهندية دلهي، أعربت الهند عن أملها في أن تتبنى إسلام آباد موقفاً واضحاً من الإرهاب. وجاءت المفاوضات بين الطرفين بعدما تأجلت عقب تفجيرات شهدتها مدينة بومباي في 7 تموز يوليو الماضي. وأمل وكيل الخارجية الباكستاني رياض محمد خان الذي يترأس وفد بلاده الى المحادثات، بحوار بناء وإيجابي يفضي إلى نتائج إيجابية حول القضايا الخلافية، خصوصاً قضية كشمير العالقة بين الطرفين. وكانت الحكومة الباكستانية أعربت على لسان وزير خارجيتها خورشيد محمود قصوري عن تفاؤلها بإمكان انسحاب القوات الهندية من منطقة سياشين المتجمدة في أعالي كشمير والمحاذية للصين، كبادرة حسن نية تجاه المفاوضات بين البلدين، ولإعطاء المحادثات حول حكم ذاتي موسع في كشمير دفعة قوية الى الأمام. وكانت القوات الهندية احتلت مرتفعات سياشين التي تعتبر أعلى ساحة معارك في العالم عام 1984، عندما كانت باكستان منشغلة بالحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفياتي. يأتي ذلك بينما أعلن الجيش الهندي الذي يتحكم بالملف الكشميري معارضته أي انسحاب من سياشين، لئلا يقود ذلك إلى تنازلات هندية للجانبين الباكستاني والكشميري في عدد من القضايا الأخرى. وتأمل الهند في تعهد باكستاني صريح لمحاربة الإرهاب، غير أن الدولتين لهما مفهومان متناقضان حول القضية. ففيما تحاول الهند دمغ الحركات الكشميرية المناوئة لها بالإرهاب وتطالب باكستان بوقف دعمها المادي والمعنوي للجماعات الانفصالية، ترى إسلام آباد في عمل هذه الجماعات حقاً مشروعاً وفق قرارات الأممالمتحدة التي نصت على إعطاء الكشميريين حق تقرير المصير، ومن دون ان تجزم القرارات الدولية الضم القسري لكشمير من جانب الهند أو باكستان.