قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بيان ان الولاياتالمتحدة"اضطرت للتصويت ضد"مشروع قرار يدين القصف المدفعي الاسرائيلي للمدنيين في بيت حانون شمال قطاع غزة لأنه نص"منحاز". وكانت الولاياتالمتحدة استخدمت اول من امس حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع القرار المدعوم من الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز والذي طرحته قطر رسميا ويندد بالعمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة ويدعو اسرائيل لسحب قواتها منها وانهاء عملياتها في كل الاراضي الفلسطينية، كما يدعو السلطة الفلسطينية الى"القيام بعمل فوري ومتواصل لانهاء اعمال العنف بما ذلك اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية"، ويحض المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات لاضفاء الاستقرار على الوضع واحياء عملية السلام بالشرق الاوسط والتفكير في"امكان إيجاد آلية دولية"لحماية المدنيين. وصوت عشرة من اعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح القرار، فيما امتنعت اربع دول عن التصويت وهي بريطانيا والدنمارك واليابان وسلوفاكيا. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر اول من امس ان الحكومة"تشعر بالارتياح الشديد"، موضحا"ان التصويت الاميركي مرض للغاية. مشروع القرار لم يذكر ان ما حدث في بيت حانون كان خطأ مأسويا". وصرحت رايس في بيان بأن الولاياتالمتحدة"اضطرت للتصويت ضد"مشروع القرار لأنه نص"منحاز"و"لأننا لا نعتقد انه ... يخدم قضية السلام". واضافت ان"القرار كان سيستخدم الحادث المأسوي في بيت حانون لإبراز اجندة سياسية منحازة". وتابعت:"كان مشروع القرار يتضمن لهجة مثيرة للعواطف وغير ضرورية كانت ستفاقم الوضع في غزة، وهو لم يتطرق الى الارهاب او يدن تهديدات حماس بتوسيع رقعة هجماتها ضد اسرائيل والولاياتالمتحدة". وصرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بعد اجتماع مع الرئيس حسني مبارك بأنه"ينبغي احترام حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن ينبغي ان يندرج ذلك في اطار القانون الدولي"، و"من الضروري بالتالي ادانة كل الهجمات الاسرائيلية التي تطاول اليوم من دون تمييز منازل المدنيين". واعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في بيان اول من امس عن"اسفه لتصويت الولاياتالمتحدة ضد القرار باستخدام حق النقض ضده". وقال ان"مثل هذا الاجراء لا يؤدي الا الى تكريس الوضع الذي تريده اسرائيل فرضا للامر الواقع"، معتبرا انه"يزيد من حالة اليأس التي يعاني منها الشعب الفلسطيني مع شعوره بتجاهل المجتمع الدولي له وعدم الاكتراث بمعاناته". وشدد على"ضرورة تحمل مجلس الامن لمسؤولياته والكف عن غض الطرف عن ممارسات اسرائيل خاصة في قطاع غزة"مؤكدا"اهمية توقف اسرائيل عن اعتداءاتها ضد الفلسطينيين واجراءات العقاب الجماعي وفك الحصار والعمل على تسهيل حرية التنقل للفلسطينيين". واعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن استيائه ل"الفيتو"الاميركي، معتبرا أن"الرسالة وصلت وهي ان عملية السلام منتهية تماما، ونحن نقرأ هذه الرسالة بغضب وأسف كبيرين". واضاف ان"هذا الفيتو يزيد الغضب، وهو غير مفهوم، وهو سيكون حماية لاجراءات اسرائيل ضد المدنيين". وتساءل:"هل معقول ان يكون هناك فيتو بهذا الشكل؟". وفي صنعاء، تظاهر آلاف اليمنيين امس للاحتجاج على"الاعتداءات"التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة وللمطالبة برفع"الحصار"المفروض على الشعب الفلسطيني. وسار المتظاهرون في شوارع العاصمة رافعين لافتات تطلب"محاكمة المسؤولين الصهاينة"، وتوجهوا الى مكتب ممثل الاممالمتحدة حيث سلموا رسالة موجهة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طالبوا فيها بوضع الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني"تحت الحماية الدولية"واعتبار ما يتعرض له الشعب الفلسطيني"من اعتداءات جرائم حرب"ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين عنها امام المحكمة الجنائية الدولية. تلويح باستهداف المصالح الاميركية والاسرائيلية واستنكرت هيئات وفصائل رسمية وشعبية فلسطينية"الفيتو"الاميركي، ولوحت اجنحة مسلحة باستهداف المصالح الاميركية والاسرائيلية. كما استنكر الشارع الفلسطيني الفيتو الاميركي واعتبره مظلة لاسرائيل من العقاب وضوءاً اخضر لارتكاب المزيد من المجازر في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. ووصفت الحكومة الفلسطينية"الفيتو"بأنه"وصمة عار للإدراة الأميركية التي تتغنى بالسعي لنشر الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط"، وقال الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي حمد ان الإدارة الأميركية منحت"شرعية مطلقة للمجازر والمذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، كما منحتها حماية مستمرة وغطاء بلا حدود لجرائمها التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين". بدورها، قالت"حماس"إنها لا ترى في القرار الاميركي"شيئاً مفاجئاً أو أمراً طارئاً، إذ يشكل امتداداً لسلسلة من عشرات القرارات التي أحبطتها الإدارة الأميركية على مدار تاريخ الصراع، نصرة للعدو الصهيوني، وانحيازاً سافراً لعدوانه البشع وإرهابه البغيض". ودانت في بيان ما أسمته"الازدواجية الأميركية في التعاطي مع قضايا الأمم والشعوب"، والتي تضفي الشرعية على" كل أشكال الإجرام والإرهاب الصهيوني، وتعطي ضوءاً أخضر إضافياً"لاسرائيل. وشددت على أن"المواقف الأميركية المنحازة... ستؤدي إلى تداعيات خطيرة ضد المصالح الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية". وهددت أربعة أذرع عسكرية فلسطينية بوضع أميركا هدفاً لها كإسرائيل، وطالبت"ألوية الناصر صلاح الدين"الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، و"كتائب شهداء الأقصى - المجلس العسكري الأعلى"، و"كتائب الشهيد أحمد أبو الريش - سيف الاسلام"، و"مقاتلي فتح - كتائب التوحيد"، في بيان مشترك،"كل أحرار العالم والمجاهدين في أمة الاسلام إلى اشباع الأميركان بالضربات بلا رحمة". ووصفت مجلس الأمن ب"المزيف"، و"لحماية الإسرائيليين والحفاظ على أمنهم على حساب دماء الفلسطينيين".