طفت الخلافات بين المكونات السياسية لجبهة"التوافق"السنية بزعامة عدنان الدليمي على السطح، ففيما هدد"مجلس الحوار الوطني"بزعامة خلف العليان بالانسحاب من الحكومة والعملية السياسية احتجاجاً على"تهميش واقصاء"وزراء الجبهة، نفى الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية وجود قرار بالانسحاب من الحكومة او العملية السياسية، مشيرا الى"خيارات عدة يمكن اللجوء اليها لاصلاح الاوضاع السياسية". وقال عضو جبهة"التوافق"و"مجلس الحوار"النائب طه اللهيبي ل"الحياة"ان"المالكي تحدث بلهجة جديدة غير مقبولة خلال جلسة مجلس النواب المغلقة عند استضافته امس"، مشيراً الى ان"هذه اللهجة والتهديدات بتطبيق قانون مكافحة الارهاب على النواب الذين يدلون بتصريحات تدين الحكومة، وتأكيد المالكي بعدم قبول مرشح أي كتلة لتولي الحقائب الوزارية الشاغرة في حال اجراء تعديلات وزارية، وتشديده على اختيار المرشح بنفسه بغض النظر عن الكتلة او الحزب السياسي الذي ينتمي اليه، كلها امور غير مقبولة ومخالفة للاتفاق المبرم بين الكتل البرلمانية". واكد ان الجبهة ستطالب باجتماع"عاجل مع كتلة الائتلاف بحضور المالكي لمناقشة بنود الاتفاق مع"التوافق"ويقضي بالمشاركة الفعلية في السلطة وينص على توازن طائفي في الاجهزة الامنية وعموم الوزارات". وقال:"اما ان تطبق بنود الاتفاق او ننسحب من الحكومة والعملية السياسية"لافتاً الى انه"لا فائدة ترجى من وجود الجبهة داخل الحكومة والبرلمان، خصوصاً ان الهدف من هذا الوجود تمرير القوانين لمصلحة هذه الكتلة او تلك". وزاد:"لم نحقق لناخبينا شيئاً يذكر، فالفلوجة ما زالت محاصرة ولا يمكن دخولها الا بتصريح خاص تصدره القوات الاميركية، والبطالة متفشية في كل المناطق السنية، والمشاريع تنفذ على قدم وساق في كل المناطق عدا المنطقة الغربية"ذات الغالبية السنية. واشار الى ان"حكومة المالكي عملت على اضعاف جبهة"التوافق"وترجيح كفة التكفيريين من خلال تهميش وزرائنا". واوضح ان رئيس الوزراء"سحب صلاحيات نائبه سلام الزوبعي وسلمها الى برهم صالح". الى ذلك، قال النائب سلمان الجميلي، عضو"التوافق"عن الحزب الاسلامي ل"الحياة""تألمنا كثيراً بسبب كلام المالكي هذا اليوم امس على رغم نجاحه بتوصيف المشكلة الامنية"، مشيراً الى تحول في خطابه، وصفه ب"الاستراتيجي والكبير"ويتمثل باعترافه اخيراً بوجود الميليشيات". وتابع :"ما زلنا نعتقد ان هناك فرصتً سياسية لاصلاح الوضع في البلد وهناك خيارات ليس من ضمنها الانسحاب". وعن التهميش الذي شكا منه عضو"مجلس الحوار"قال الجميلي ان"الموضوع لا يتعلق بالتهميش ولكنه استئثار من رئيس الوزراء بالصلاحيات من دون ان يسمح للآخرين بمشاركته في اتخاذ القرار"، لافتاً الى ان"مخالفة الاتفاق السياسي للحكومة لا تعني ان الانسحاب مطروح ضمن اجندتنا". من جانبه اكد عارف تيفور، نائب رئيس البرلمان وعضو كتلة"التحالف الكردستاني"ل"الحياة"ان"المالكي لم يوجه كلامه الى جبهة التوافق تحديداً وتحدث مع الجميع باعتدال"، مشيراً الى انه"لوح بتطبيق قانون مكافحة الارهاب ضد وسائل الاعلام التي تحرض على العنف والقوى السياسية التي تحتضن الارهاب وتدعمه"، لافتاً الى ان"حديث المالكي تركز على معاناته كرئيس وزراء، وعدم قدرته على معاقبة أي من موظفيه خوفاً من ان يقال هذا سني وذاك شيعي"، وزاد ان المالكي"تحدث بإسهاب عن وكلاء الوزراء، واشار الى تعديل وزاري قريب، وطالب الكتل البرلمانية بتقديم اكثر من مرشح ليختار الانسب فنياً من بينهم"، وتابع ان"نواب جبهة"التوافق"لم يتحدثوا عن التهميش الذي يعاني منه وزراؤهم بحسب ادعاء الجبهة الا بعد خروج المالكي، لافتاً الى ان"اتخاذ بعضهم من جلسة اليوم امس ذريعة للانسحاب امر غير مقبول".