لو سارت كرة القدم وفقاً للمنطق والمعطيات، فسيتوج الصفاقسي التونسي الليلة على ملعبه ووسط جمهوره بطلاً لدوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى، ويحتاج منافسه حامل اللقب الأهلي المصري إلى مساندة هائلة من الحظ تصل الى المعجزة، ليحتفظ بلقبه. الخامسة مساء بتوقيت غرينتش موعد انطلاق مباراة الإياب في نهائي دوري الأبطال، في ملعب رادس جنوب العاصمة تونس، بين الصفاقسي والأهلي، ويديرها طاقم حكام دولي من بنين بقيادة كودجيا كوفي، الذي شارك في نهائيات كأس العالم عامي 2002 و2006، ويشهدها أكثر من 60 ألف متفرج في المدرجات. مباراة الذهاب أقيمت قبل اسبوعين في القاهرة وانتهت بالتعادل 1-1، وأحرز محمد ابو تريكة للاهلي، وتعادل الغاني فريمبونغ للصفاقسي، وأصبح التعادل السلبي كافياً لأصحاب الملعب في رادس لاحراز اللقب الافريقي للمرة الاولى... ولكن الصفاقسي لم يفرط في الفوز في كل مبارياته التي خاضها في ملعبه في البطولة الحالية. يزيد من معطيات فوز الصفاقسي - غير أنه يلعب على أرضه ووسط جمهوره - ان صفوفه مكتملة بكل نجومه، باستثناء المدافع الدولي الموقوف وسام العابدي، وان معنويات لاعبيه في السماء بعد النتائج الممتازة لهم، وانضمام خمسة من لاعبيه الى منتخب تونس في مباراته الودية ضد ليبيا الاربعاء المقبل، العابدي وكابتن الفريق أنيس بوجلبان وأمير الحاج مسعود وطارق الزواري وعبد الكريم نفطي، وان التعادل السلبي في القاهرة منحه خيارات كثيرة لإحراز اللقب، وأخيراً أن دوافع لاعبيه لإحراز لقب جديد في تاريخ ناديهم أكبر جداً من دوافع لاعبي الاهلي، الذين شبعوا أخيرا من الارقام القياسية لعدد مرات الفوز بالألقاب المحلية والقارية. وتكتمل معطيات تتويج الصفاقسي بالنقص الحاد في صفوف الاهلي، وهو ازداد في لقاء اليوم بغياب جناحي الوسط محمد بركات وطارق السعيد، ويسافر بركات الى المانيا خلال ساعات لعرض ركبته المصابة على الجراح الالماني الشهير ايمهوف بسبب تجدد الآلام، وأجريت جراحة استئصال الغضروف لركبة السعيد قبل أيام، وسيغيب عن الملاعب شهرين. ويفتقد الاهلي أساساً خط دفاعه الاساسي الدولي، المكون من عماد النحاس واحمد السيد والانغولي غيلبرتو منذ ربع النهائي، ورحل عن الدنيا الظهير الدولي محمد عبد الوهاب. وتكتمل الصورة القاتمة والمؤلمة للاهلي بتعرض نجم الوسط الأول محمد شوقي للانذار الثاني في مباراة القاهرة، ويغيب اليوم للإيقاف- العجيب أن الاهلي لا يجد ايضاً بدلاء لمباراة اليوم، بسبب اصابة المهاجم اسامة حسني وايقاف زميله المهاجم عمرو سماكة قارياً، لثبوت تعاطيه المنشطات في مباراة شبيبة القبائل الجزائري. ولن يجد المدرب البرتغالي للاهلي مانويل جوزيه أية خيارات في تشكيلته، التي تضم عصام الحضري - شادي محمد ووائل جمعة ومحمد صديق وإسلام الشاطر - احمد شديد وحسن مصطفى وحسام عاشور أو الغاني اكوتي منساه - محمد ابو تريكة والانغولي فلافيو وعماد متعب- وعلى الجانب الآخر، يمتلك المدرب الوطني مراد المحجوبي خيارات كثيرة في تشكيلة فريقه، ولكنه يتمسك دائماً بتثبيت صفوفه، وتشكيلته واضحة كالشمس، من احمد الجراشي - امير الحاج مسعود وعصام المرداسي وايمن بن عمور او المشرقي وفاتح الغربي - بوجلبان والنفطي وهيثم المرابط وزبير السافي - طارق الزيادي وفريمبورنغ- ومعهم عدد كبير من النجوم على مقاعد الاحتياطيين، منهم ابراهيم كواسي بليسي وحمزة يونس وكريم بن عمار. والفوز يضع الصفاقسي جنباً الى جنب مع كبار الكرة التونسية، بعد ان ظل طويلاً على الهامش إلى جوار الترجي والنجم الساحلي والافريقي، وهو يمنح بطل الجنوب جائزة مالية قدرها مليون دولار، ويمنحه ايضاً بطاقة التأهل لتمثيل افريقيا في كأس العالم للقارات في اليابان الشهر المقبل، وهي البطولة التي تضمن له أكثر من مليوني دولار.