حقق الصفاقسي التونسي أحسن نتيجة ممكنة في لقاء الذهاب ضد حامل اللقب الأهلي المصري في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وتعادل مساء أول من أمس 1-1 أمام 100 ألف متفرج في ملعب القاهرة الدولي، ويحتاج الصفاقسي فقط إلى التعادل السلبي على ملعبه في رادس مساء 11 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ليتوج بطلاً لأفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، ويقطع معها تذكرة الذهاب والتأهل إلى نهائي كأس أندية العالم في طوكيو في كانون الأول ديسمبر المقبل. الصفاقسي قدم درساً حقيقاً في الإرادة والتصميم والجدية وبذل الجهد، ووقف الحظ معه بقوة في بداية المباراة، عندما أعاد القائم كرة رأسية لعماد متعب بعدما وقف الجميع ظناً أنها هدف، والحظ لا يأتي ابداً إلا لمن يستحقه. واستفاد الصفاقسي من تساهل الحكم الجامبي الضعيف مودو سوو في عدم إشهار بطاقاته الملونة مع لاعبيه الذين ارتكبوا 22 مخالفة في الشوط الأول، واكتفى بإنذار وائل جمعة من الأهلي للاعتراض وسيغيب عن لقاء الإياب، ثم وسام العابدي من الصفاقسي للخشونة. تعرض الأهلي قبل المباراة لصدمة جديدة عندما أصيب جناحه الأيسر طارق السعيد في المران وخرج من قائمة الفريق في اللحظات الأخيرة، ولكن بديله الصغير أحمد قناوي 19 عاماً كان ممتازاً ومصدر الخطورة لفريقه طوال الشوط الأول، ثم انقطعت أنفاسه واستبدل في الثاني. انكمش الصفاقسي في ربع الساعة الأولى لامتصاص حماسة لاعبي وجماهير الأهلي، وبعدها تبادل الفريقان الهجمات وأحرز محمد أبو تريكة هدف السبق لأصحاب الملعب بعد 28 دقيقة من ركلة حرة من 35 ياردة، وارتكب الحارس التونسي احمد الجواشي خطأ فادحاً بالخروج من مرماه. أنقذ حارس الأهلي عصام الحضري انفراداً كاملاً من طارق الزيادي، ومنع محمد صديق هدفاً للصفاقسي من تسديده اسامواه المنفرد، وتولى مهاجما الأهلي متعب وفلافيو إفساد المحاولات القليلة لفريقهما. تفوق الصفاقسي في بداية الشوط الثاني وتدخل الحضري مجدداً لإنقاذ تسديدة هائلة من طارق الزيادي وأنقذ شادي انفراداً من اسامواه، واخيراً سجل اسامواه الهدف الأغلى للصفاقسي في الدقيقة 53 من متابعة جيدة لكرة عرضية سددها فاتح الغربي. حاول الأهلي تحقيق الفوز بسلسلة من التغييرات، ولكن الخطورة لم تظهر إلا في تسديدة من أبو تريكة ومن ركلة حرة، وتألق الحارس الجواشي في إنقاذها بشكل رائع، وعندما انطلقت صافرة النهاية احتفل لاعبو الصفاقسي مع أنصارهم - أكثر من ألفي متفرج - بالتعادل، وكأنهم توجوا باكراً أبطالاً للدوري الأفريقي الكبير. وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة وجه المدير الفني التونسي مراد محجوب الشكر للاعبيه الذين بذلوا قصاري جهدهم، وكانوا رجالاً بكل ما تحمل الكلمة من معان، ورفض محجوب الاحتفالات التي قام بها لاعبوه، مشيراً إلى أن البطولة لن تحسم إلا مع صافرة النهاية في ملعب رادس، والخطوة الممتازة لفريقه بالتعادل في القاهرة لابد وأن تكتمل في لقاء الإياب، ووجه محجوب شكره للاتحاد الافريقي لاختياره حكماً ممتازاً لإدارة المباراة بعدالة تامة. وأبدى جوزيه دهشته من احتفالات لاعبي الصفاقسي مؤكداً أن الشوط الأول من النهائي لا يكفي للتتويج، وهناك شوط ثان يمكن للأهلي ان يقلب فيه المائدة ويحرز الفوز ويحتفظ بالكأس. وأشار جوزيه إلى سلبية الحكم في مواجهة العنف من لاعبي الصفاقسي وتجاهله لإضاعة الوقت المستمر بالسقوط على الأرض وادعاء الإصابة، وأكد ان الحكم الافريقي لا يزال ضعيفاً ولابد من الارتقاء به لضمان كرة قدم نظيفة وجادة. ورفض جوزيه لوم لاعبيه ولكنه أشار إلى أن الإصابات العنيفة والكثيرة حرمته من معظم نجومه، فأصبحت قائمة البدلاء خالية من النجوم القادرين على إصلاح الموقف الصعب.