بدأ سباق الرئيس الأميركي جورج بوش مع الوقت بحثاً عن آخر مكاسب يسعى إلى تحقيقها قبل انتهاء سيطرة حزبه الجمهوري على الكونغرس بمجلسيه في كانون الثاني يناير المقبل، نتيجة خسارة الجمهوريين انتخابات التجديد النصفي لمصلحة الحزب الديموقراطي. وحدد الزعماء الجمهوريون جلسة سريعة في مجلس الشيوخ للتصويت على تعيين روبرت غايتس الذي رشحه الرئيس لتولي حقيبة الدفاع على أمل إقرار تعيينه بحلول نهاية العام. وقال مساعد لزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري بيل فيرست:"سأنظر على الفور وبشكل أولي في أن تبدأ جلسة إقرار التعيين في الأسبوع الذي يبدأ في الرابع من كانون الأول ديسمبر". وأضاف:"هدفنا إقرار تعيين غايتس قبل نهاية العام ونحن متفائلون. استناداً إلى ما سمعناه من الديموقراطيين حتى الآن، فإن ذلك سيحدث". وستعقد لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جلسة لمناقشة تعيين غايتس. وإذا صوتت اللجنة بالقبول فسيرسل ترشيحه إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه. بولتون وإذا كان التصويت لتثبيت غايتس سهلاً، فالأمر لن يكون كذلك بالنسبة إلى جون بولتون. وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس بوش ينوي المضي قدماً في تثبيت بولتون مندوباً لبلاده لدى الأممالمتحدة على رغم المعارضة الواسعة من الحزب الديموقراطي. ويرغب بوش في المضي قدماً في هذا التثبيت قبل أن تنتهي الجلسة الحالية للكونغرس. ولا بد من الحصول على موافقة مجلس الشيوخ أيضاً. وقال ماكورماك إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستستمر في العمل على إقناع الشيوخ بالموافقة على تعيين بولتون، معرباً عن اعتقاد الإدارة بأنه"يستحق تصويتاً. وإذا حصل ذلك، فإنه سيفوز في مجلس الشيوخ". ويعمل بولتون مندوباً للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة منذ آب أغسطس 2005 بعدما استغل بوش مادة دستورية تسمح له بتعيين السفير المثير للجدل في المنصب في وقت كان فيه مجلس الشيوخ في عطلة. لكن وفقاً للقوانين، على بولتون مغادرة منصبه عند بداية الجلسة الجديدة للكونغرس إذا لم يتأكد تعيينه. ونجح الديموقراطيون في مناسبتين بمنع التعيين في مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين. ويعارض الديموقراطيون بولتون المحافظ المتطرف لطريقته الجافة في الإدارة وبعد شكاوى من أنه يوبخ الموظفين، ولسعيه إلى طرد المسؤولين في وزارة الخارجية ممن لا يوافقونه الرأي. الشرق الأوسط وآسيا من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن السياسات الخارجية تجاه كوريا الشماليةوإيران والشرق الأوسط لن تطرأ عليها تغييرات كبيرة على رغم نتائج الانتخابات التي منحت الحزب الديموقراطي المعارض الغالبية في مجلسي الكونغرس. وقال الناطق باسم الخارجية:"بالنسبة إلى النقاط الرئيسية، سواء في ما يتعلق بكوريا الشمالية أو إيران أو الشرق الأوسط، نتخذ المسارات الصحيحة للتعامل مع هذه القضايا". وجسدت النتائج غضب الناخبين من الحرب على العراق وساهمت في استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقال ماكورماك:"ستكون هناك تغييرات قليلة في ما يتعلق بالبرامج النووية لكل من إيرانوكوريا الشمالية والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مضيفاً:"لا أتوقع أي تغييرات رئيسية في السياسة." وكان بوش حض الكونغرس على إقرار اقتراحه التعاون في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية مع الهند التي يبدو أنها تحظى بدعم قوي من الديموقراطيين. وقال بوش:"نحتاج إلى استكمال العمل في التشريعات التي ستسمح لنا بالتعاون مع الهند في التكنولوجيا النووية السلمية". وجعل سيد البيت الأبيض اقتراحه المشاركة التكنولوجية حجر الزاوية لتعزيز العلاقات الهندية - الأميركية. ودعا زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد الكونغرس إلى التعامل مع هذه القضية. وقال ريد:"أعتقد بأن من الضروري بالنسبة إلى المجلس أن يتعامل مع هذا الموضوع من دون مزيد من التأجيل. تمريره يعني الكثير للعلاقات الأميركية - الهندية شديدة الحيوية". على صعيد آخر، حض بوش أعضاء الكونغرس على تمرير مشروع قانون يسمح بتطبيع العلاقات التجارية مع فيتنام قبل تشكيل الكونغرس الجديد. وقبلت منظمة التجارة العالمية انضمام فيتنام إليها الثلثاء الماضي، ما يعكس وضعها كقوة اقتصادية آسيوية صاعدة بقوة. وسيزور بوش فيتنام لحضور القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي في 18 و19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وحسم اعتراف السناتور الجمهوري جورج ألن بالهزيمة أمام الديموقراطي جيم ويب سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس. وقال:"تحدث سكان فرجينيا هذا الموسم وأنا احترم قرارهم". وأعربت الأكثرية الديموقراطية الجديدة في مجلس الشيوخ الأميركي عن عزمها التعاون مع جورج بوش وحزبه الجمهوري، معلنة في الوقت نفسه استعدادها لمواجهة الرئيس للدفاع بشكل أفضل عن"الأميركي المتوسط". وفي خضم الفرح بالفوز الذي أعلن رسمياً، قال ريد:"هذا وقت التغيير، ووقت التعاون بين الأحزاب، ووقت قيام حكومة منفتحة وشفافة ووقت تحقيق نتائج". وسأل مهندس عودة الديموقراطيين إلى مجلس الشيوخ السناتور تشارلز شومر:"هل سنقاوم الرئيس عندما يبدو لنا انه يخطئ؟ نعم. لكن مهمتنا الحقيقية هي العمل معاً لمساعدة العائلات الأميركية وجعل أميركا بلداً أفضل، ونتعهد بألا نحيد عن هذه المهمة".