دان كل من السعودية والبحرين امس"المجزرة"التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في بلدة بيت حانون في قطاع غزة واسفرت عن مقتل 18 مدنيا فلسطينيا، وحذرتا المجتمع الدولي من"عواقب"هذ الحادثة وارتداداتها على عملية السلام. ودان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي مجدداً القصف الاسرائيلي للمناطق المدنية الفلسطينية، واعتبره"مناقضا للقانون الدولي والانساني". ونقلت وكالة الانباء السعودية عن بيان رسمي ان المملكة العربية السعودية"تتابع بقلق بالغ هذا العدوان المتكرر... وتجدد دعوتها المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لوضع حد لتلك الاعتداءات على الفلسطينيين الأبرياء وإحياء عملية السلام وفق خطة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية". وأضاف ان المملكة"تحذر من العواقب الوخيمة في ظل استمرار هذا العدوان على مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط برمتها"، مؤكدة أن"الحاجة باتت ملحة لعقد مؤتمر دولي تحضره جميع الأطراف لوضع حد لهذه المجازر البشعة وحماية الشعب الفلسطيني". وتدعو مبادرة السلام العربية التي أقرتها جامعة الدول العربية عام 2002الى انهاء الصراع التاريخي بين العرب واسرائيل من خلال مبادلة الارض بالسلام في اتفاقات مع سورية ولبنان والفلسطينيين. الى ذلك، نقلت وكالة انباء البحرين عن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة قوله ان"العرب توجهوا الى مجلس الامن بصوت واحد بغية الوصول الى سلام دائم وعادل في المنطقة، الا ان التطورات الدموية الاخيرة، بما في ذلك مجزرة بيت حانون، تعد انتكاسة مخيبة للامال تقود المنطقة الى منحدر خطير لا تحمد عقباه". واكد موقف بلاده"الثابت والدائم في تضامنه ودعمه للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وفي لندن، قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان الوضع في غزة"يائس، والناس تعيش في حالة من الشقاء والبؤس". واضاف خلال اجابته على اسئلة بعد إلقائه كلمة رئيسية أمام حلقة دراسية نظمها المعهد الملكي للدراسات الدفاعية في لندن عن الارهاب الدولي وضرورة التغلب على هذا التهديد، ان الوضع في غزة يعتبر عاراً على المجتمع الدولي مع استمرار حصار الفلسطينيين في القطاع، وكذلك رفض التعامل مع"حماس"وعدم اعطاء الحركة الفرصة كي تثبت من خلال الأفعال مواقفها وتصرفاتها. ورأى ان المشكلة المتعلقة بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة لا تتعلق فقط بكونها ستكون حكومة وحدة وطنية، لكن بضرورة توفر الثقة بين الأطراف الفلسطينية، كذلك ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للحكومة الجديدة. وأكد انه كان ينبغي اعطاء"حماس"الفرصة"لنحو ستة أشهر مثلاً لنرى هل سيتصرفون بشكل متحضر ويعملون من أجل السلام". وفي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي مجدداً أمس القصف الاسرائيلي للمناطق المدنية الفلسطينية، واعتبره"مناقضا للقانون الدولي والانساني". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي ان بلازي عبر خلال لقاء عقده في باريس مع بطريرك القدس للطائفة اللاتينية المونسنيور ميشال صباح عن"تأثره البالغ حيال الوضع المأسوي"الذي يعيشه المدنيون في المناطق الفلسطينية منذ أيام، مضيفا ان فرنسا والاتحاد الأوروبي"يبقيان على يقظة كبيرة حيال الوضع في مدينة القدس"وأن وضعية المدينة ينبغي ان"تكون موضع تفاوض"والا تحدد بفرض الأمر الواقع. وأشار ماتيي الى ان فرنسا ستشارك في جلسة النقاش في مجلس الأمن، وانها ترغب ب"إلقاء الضوء كاملا على الأحداث المأسوية في بيت حانون". وبالنسبة الى مشروع النص الذي قدمته قطر الى مجلس الأمن، قال ماتيي ان فرنسا"ستدرسه بعناية وتدلي باقتراحات لتعديله"، مؤكدا ان"من الشرعي بالنسبة الينا ان يحدد مجلس الأمن موقفا حيال مثل هذه الأحداث". ودان الاسقف الانغليكاني السابق في جنوب افريقيا ديسموند توتو"فظاعة"الهجوم الاسرائيلي على بيت حانون، واصفاً اياه بأنه"اهانة للرب، وعلينا ادانته من دون تردد كما كنا ندين فظاعة العمليات الانتحارية بحق المدنيين الاسرائيليين". ودعا المونسينيور توتو الذي حاز جائزة نوبل للسلام عام 1984 لمعارضته نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، الفلسطينيين والاسرائيليين الى"وقف العنف". كما دانت بريتوريا الهجوم، وقال نائب وزير الخارجية عزيز بهاد ان"هذا النزاع بلغ مستوى جديدا من اللاانسانية"، مضيفا ان بريتوريا عبرت عن خيبة املها من"فشل مجلس الامن في التدخل في الوقت المناسب وبشكل حاسم". وكانت كندا اعربت اول من امس عن قلقها حيال القصف الاسرائيلي، ودعا وزير الخارجية بيتر ماكاي في بيان"جميع الاطراف الى ضبط النفس وبذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين وخفض التوتر". كما دعا"السلطة الى اتخاذ تدابير ملموسة لوقف الهجمات على اسرائيل"، مؤكدا"حق اسرائيل في حماية مواطنيها"، لكن"مع ذلك، وعملا بمسؤولياتها، يتعين على اسرائيل ايضا ان تحرص على ممارسة مزيد من الحذر لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين". وفي عمان ودان مجلس النواب الاردني في بيان له امس ما تقوم به اسرائيل من"ارهاب دموي"في الاراضي الفلسطينية واستمرار العمليات العسكرية بعد مقتل 18 شخصا في بيت حانون شمال قطاع غزة الاربعاء، بينهم خمس نساء وثمانية اطفال في قصف مدفعي اسرائيلي. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا عن المجلس دعوته"الاسرة الدولية لإدانة هذه الجريمة النكراء التي ترقى الى درجة الابادة الجماعية بل ترقى الى جريمة ضد الانسانية جمعاء". واوضح البيان انه"بينما يسعى العقلاء من اصحاب القرار عربيا ودوليا ... لوقف العنف كحلقة صارخة من حلقات الارهاب والانحياز ... ينشدون السلام القائم على الاحترام والعدل بين شعوب وأمم الارض، تتمادى اسرائيل في ارهابها وتمضي قدما في عنف دموي لم يشهد له العالم مثيلاً". ودانت تركيا احد حلفاء اسرائيل القلائل في العالم الاسلامي امس بشدة الضربات التي وجهها الجيش الاسرائيلي في غزة الاربعاء. وقال وزير الخارجية عبدالله غول امام البرلمان:"انني ادين هذا العمل بقوة. لقد بلغ حد المجزرة". واضاف مستخدما لهجة قوية غير معتادة:"اسرائيل ترتكب اخطاء وتفتح الباب امام تطورات خطيرة جدا في المنطقة. وهذا لا يمكن قبوله". وقال:"العالم لا يمكنه ان يظل متفرجا سلبيا. انني اناشد الرأي العام العالمي ان يتحرك. واسرائيل يجب ان توقف عملياتها غير المتناسبة التي يتعذر تفسيرها".