سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الجهاد» تنتقم لشهيدها لؤي السعدي بعملية استشهادية في شمال تل أبيب أوقعت خمسة قتلى من الإسرائيليين كوفي عنان «مصدوم» وواشنطن وباريس تدينان العملية بعبارات شديدة
قتل خمسة اسرائيليين واصيب 26 بجروح في عملية استشهادية في بلدة الخضيرة في شمال فلسطينالمحتلة هي الأولى من نوعها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 12 ايلول/سبتمبر الماضي. وجاءت رداً على جرائم الحرب الإسرائيلية في الضفة الغربية. وأعلن متحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية الحركة عن هذه العملية في اتصال مع وكالة «فرانس برس» موضحاً انها تأتي رداً على قيام (إسرائيل) باغتيال لؤي السعدي قائد كتائب سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد، في الضفة الغربية مساء الأحد الماضي. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية مايكي روزنفلد في مكان العملية «قتل خمسة أشخاص في التفجير بالإضافة إلى الانتحاري، واصيب 26 آخرون بجروح، بينهم خمسة اصاباتهم خطرة». وأكد شرطي في موقع العملية ان شاباً نفذ العملية، نافياً معلومات سابقة قالت ان المنفذة كانت امرأة. وأوضح ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة ان طوقاً أمنياً فرض على المنطقة التي تبعد نحو 40 كلم شمال تل ابيب. وقال نائب وزير الأمن الداخلي ياكوف ايديري ان حملة مطاردة اطلقت في منطقة الخضيرة بحثا عن مشاركين محتملين في عملية التفجير موضحاً ان سيارة من نوع (بيجو) شوهدت وهي تنطلق بسرعة كبيرة مباشرة بعد وقوع الانفجار. وحذر وزير الأمن الداخلي جدعون عيزرا الفلسطينيين قائلا ان «رد فعل (إسرائيل) سيكون عبر تنفيذ عمليات محددة الأهداف لأنه من غير الوارد معاقبة كل السكان» الفلسطينيين. وسارعت السلطة الفلسطينية إلى إدانة عملية التفجير وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «ندين هذه العملية وندعو كل الفصائل إلى الالتزام تماما بالتهدئة». وأضاف عريقات «ان هذا النوع من العمليات لا يخدم مصالح الفلسطينيين والعنف يستدعي العنف». وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس شدد أمس أمام المجلس التشريعي الفلسطيني قبل تفجير الخضيرة على «ضرورة التزام جميع الفصائل الفلسطينية بما تم الاتفاق عليه في القاهرة من إجماع وطني حول التهدئة»، وقال «إذا أردنا أن نخرقها نحتاج إلى إجماع وطني»، مؤكداً ان «الحوار الوطني لا يزال مستمرا». وتأتي هذه التصريحات بعد اطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على جنوبفلسطينالمحتلة ثأراً لقائد جناحها العسكري. وردت (إسرائيل) بتنفيذ غارات جوية وقصف اسرائيلي على قطاع غزة. وفي الاتصال الهاتفي لتبني عملية الخضيرة، قال المتحدث باسم حركة الجهاد لفرانس برس ان العملية تاتي «كرد أولي على اغتيال قائد سرايا القدس، موضحاً ان بياناً مفصلاً سيصدر في وقت لاحق». وكان لؤي السعدي (32 عاما) قائد سرايا القدس في الضفة الغربية استشهد في عملية إجرامية نفذها الجيش الإسرائيلي في طولكرم يوم الأحد (شمال الضفة الغربية) إلى جانب ناشط آخر يدعى ماجد الأشقر (28 عاما). وتوعدت سرايا القدس مباشرة بالانتقام معلنة انتهاء «فترة التهدئة». وقالت «لن يرى العدو منا الا ما رآه من شهيدنا لؤي السعدي وسيخرج له استشهاديونا من كل مكان ليحيلوا ليله إلى نهار وسيندم على جريمته حيث لا ينفع الندم ولتذهب التهدئة إلى الجحيم بلا رجعة». وفي جنين شمال الضفة الغربية، اعلن ناشطون في حركة الجهاد الإسلامي عبر مكبرات الصوت ان حسن ابو زيد (21 عاما) من بلدة قباطية المجاورة هو منفذ عملية الخضيرة. ودان البيت الابيض العملية الاستشهادية ووصفها بانها عملية «بغيضة». وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان «العملية الانتحارية التي نفذت اليوم في شمال (اسرائيل) هي هجوم بغيض استهدف مدنيين ابرياء». وقال ان «على السلطة الفلسطينية ان تبذل مزيدا من الجهود لوقف العنف ومنع وقوع عمليات ارهابية (..) تضعف» رئيس السلطة محمود عباس و«المبدأ الذي انطلق منه على اساس وحدة السلطة ووحدة القانون ووحدة السلاح». وتابع ان «الرئيس (جورج بوش) والرئيس عباس تناقشا في الامر الاسبوع الماضي» خلال زيارة عباس الى واشنطن. وكرر البيت الابيض دعوته الى تجريد حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين (حماس) من سلاحها، داعيا السلطة الفلسطينية الى منعها من المشاركة في العملية السياسية طالما احتفظت بسلاحها وواصلت تنفيذ عمليات تستهدف (اسرائيل). ودان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي «بدون تحفظ» العملية الاستشهادية. وقال دوست بلازي في بيان ان «فرنسا تدين بلا تحفظ الاعتداء (الارهابي) الذي وقع في اسرائيل واسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى». واضاف «انه عمل جبان ووحشي»، مؤكدا ان «العنف والارهاب لا يؤديان سوى الى تراجع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين». وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إنه «صدم» بالهجوم. وقال متحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان إن عنان «صدم بنبأ الهجوم الإرهابي الذي وقع في سوق الخضيرة في (اسرائيل) وسبب سقوط عدد كبير من الضحايا من المدنيين الاسرائيليين» ودان عنان الهجوم داعياً الى «وقف فوري لتصاعد العنف». وقال إن «قوى الاعتدال والتفاوض يجب ان تطغى». وامتنع الأمين العام عن ادانة سياسة الاجرام الإسرائيلية في الضفة الغربية.