هدأت الاحداث على الارض في قطاع غزة الذي شهدت شوارعه هدوءاً حذراً امس في اليوم الثالث للصدامات الدامية بين عناصر من القوة التنفيذية وعناصر من الاجهزة الامنية الفلسطينية. ولم تسجل أي اشتباكات مسلحة امس وسارت الحياة في شكل شبه طبيعي بعد صدامات دامية اوقعت قتيلين و18 جريحا في مدينة رفح جنوب القطاع ليل الاثنين - الثلثاء. لكن الهدوء الميداني على الارض قابله تصعيد كلامي واعلامي من جانب حركتي"فتح"و"حماس"اللتين تبادلتا الاتهامات والتهديدات وجاءت هذه التهديدات قبل يوم واحد من وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، التي ساهمت تصريحاتها التي قالت فيها ان هدف زيارتها الى المنطقة ايجاد آليات خلاقة للرئيس محمود عباس في وجه حركة"حماس"بزيادة حدة التوتر. ومثلت تهديدات كتائب"شهداء الاقصى"الذراع العسكرية لحركة"فتح"بقتل قادة حركة"حماس"بمن فيهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل تصعيداً واضحاً وخطيراً للصراع الدائر بين حركتي"فتح"و"حماس"منذ ان شكلت الاخيرة الحكومة في اعقاب فوزها الكاسح على الاولى في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني يناير الماضي. وحملت كتائب الاقصى في بيان لها امس مشعل المقيم في العاصمة السورية ووزير الداخلية سعيد صيام ويوسف الزهار القيادي البارز في القوة التنفيذية شقيق وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار المقيمين في غزة المسؤولية عن الصدامات الدامية الاحد الماضي التي قتل فيها تسعة فلسطينيين وجرح اكثر من 100 آخرين. وقالت كتائب الاقصى في بيانها:"اننا في كتائب الاقصى نعلنها بكل قوة وصراحة في هذا البيان حكم الشعب في الوطن والمهجر بإعدام رأس الفتنة خالد مشعل وسعيد صيام ويوسف الزهار وسننفذ هذا الحكم لكي تكون هذه الحثالة عبرة لمن يعتبر وتسول له نفسه استباحة الدم الفلسطيني". واضاف البيان الذي وصلت نسخة منه الى"الحياة"عبر الفاكس:"اننا بمقدار ما نطمئن ابناء شعبنا بعد تساوقنا مع بذور الشر والحرب الاهلية التي تزرعها"حماس"بمقدار ما سيكون الرد ملائما ويتناسب مع سلوك قوة البغي والعدوان التي تستبيح الدم الفلسطيني، الذي حرمه الله واستباحته"حماس"التي ستداس باقدام الشرفاء في هذا الوطن". وحذرت كتائب الاقصى حركة"حماس"من"التمادي في اعتداءاتها على الموظفين والتحريض ضدهم عبر خطبائهم في المساجد الذين يحللون الحرام ويحرمون الحلال". وردا على هذه التهديدات قال النائب عن حركة"حماس"مشير المصري ان"حماس"لن ترحم قادة التيار الانقلابي الداخلي". واضاف المصري ان"مسلحي"فتح"يصبون الزيت على النار". وجاءت تهديدات كتائب شهداء الاقصى في وقت تبذل فيه فصائل وشخصيات فلسطينية والوفد الامني المقيم في غزة جهودا كبيرة لوضع حد للاتهامات المتبادلة واعادة الثقة بين الطرفين. والمعلوم ان هناك عدة اجنحة في كتائب شهداء الاقصى لها مواقف متباينة احيانا واحدها مقرب من"حماس". ميدانياً، قتل فلسطينيان واصيب 18 اخرين في اشتباكات وقعت في مدينة رفح في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء. ووقع اشتباك مسلح بين عناصر من الاجنحة العسكرية التابعة لحركة"فتح"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية. ووقعت الاشتباكات في اعقاب مشادات كلامية بين عناصر مسلحة من"فتح"وعناصر من القوة التنفيذية بالقرب من"نجمة الشهداء"في مخيم الشابورة اثناء مسيرة حاشدة نظمتها حركة"فتح"للتنديد بالاحداث والصدامات الدامية. وقالت مصادر طبية ان القتيلين في الاشتباكات هما المواطنان حسام ابو سمهدانة 30 عاما واحمد الغول 23 عاما.