واجه رئيس مجلس النواب الأميركي دينيس هاسترت أمس، أسئلة مكثفة حول السبب الذي جعل رد فعل الحزب الجمهوري على رسائل النائب فولي، الموجهة إلى مراهق، غير حازم وصارم، فيما طالب أعضاء الحزب، الخائفين من فشل سياسي، بأن يأتي الردّ جازماً. وفي محاولة للحفاظ على وحدة الصف داخل الحزب قبل خمسة أسابيع من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، أجرى هاسترت وفريق عمله اتصالاً هاتفياً جماعياً مع نواب الحزب الجمهوري، وسمعوا نصائح وانتقادات قاسية من جانب المشاركين الذين طالبوا باتخاذ مزيد من الخطوات لطمأنة الناخبين. ودافع هاسترت عن كيفية تعامل الحزب الجمهوري مع شكوى اتت من ذوي المراهق الذي تلقى رسائل من فولي منذ نحو سنة. لكنه اعلن ان احتواء الرسالة على أسئلة اطمئنان على حال الصبي وتطلب صورة له"أمر خطر". وقال هاسترت:"أعتقد بأن المسألة أغضبت المراهق وذويه"، وكرر انه لا يذكر إذا كان علم في شأن الرسائل قبل كشف مضمونها الأسبوع الماضي. الا ان رئيس مجلس النواب قال ان فولي وآخرين خدعوه، اذ انه أجاب على سؤال حول الرسائل الالكترونية بأنه حاول ببراءة الاطمئنان على الصبي، وهو من"لوزيانا"، بعدما ضرب إعصار"كاترينا"ساحل مكسيكو. ورداً على سؤال حول إذا كان يفترض اتخاذ الجمهوريين إجراءات إضافية أجاب هاسترت،"نعم وكان يجب ان يحصل ذلك". من جهته، أقر النائب عن ولاية نيويورك طوماس أم راينولدس, الذي يدير جهود حملة الجمهوريين وسط منافسة ضروس, انه اطلع في شكل عام على رسائل البريد الإلكتروني التي بعثها السيد فولي في الربيع الفائت. وأوضح راينولدس انه تطرق إلى المسألة مع هاسترت الذي قال انه لم يعد يتذكر هذا الحديث غير انه لم ينفِ انه حصل. في غضون ذلك، اصدر فولي الذي استقال الجمعة الماضي تحت ضغط كشف محطة"أي بي سي نيوز"مضمون الرسائل التي تضمنت عبارات جنسية مشينة، بياناً أفاد انه ادخل عيادة لإعادة التأهيل من الإدمان على الكحول، علماً ان دايفيد روث، محامي فولي، كان أعلن أول من أمس ان موكله بعث بالرسائل تحت تأثير الكحول. ونفى روث حصول أي علاقة جسدية شاذة بين موكله وأولاد قاصرين, مؤكداً أنه"لم يكن لمارك فولي أية علاقة جنسية شاذة مع قاصر في حياته. وهو لا يتحرش بالأطفال على الإطلاق". لكن مساعداً سابقاً لفولي وبعض شركائه قالوا انهم لا يعتقدون بأنه يعاني من مشكلة الإدمان على الكحول. كما أعلنت محطة"أي بي سي نيوز"ان رسائل أخرى اشارت إلى أن فولي التقى مراهقاً خارج حرم ال"كابيتول هيل"وسعى لإقامة علاقة معه. وقال مسؤولون في هيئة تطبيق القانون الفيديرالي ان مكتب التحقيقات الفيديرالية أف بي آي حصل أخيراً على رسائل بعثها فولي الى صفحة الكترونية، لكنه لم يضع يده على إثباتات ملموسة تكفي لفتح تحقيق في القضية. وأشارت مجموعة"مواطنون من أجل المسؤولية والقيم في واشنطن"الى انها بعثت بالرسائل إلى مكتب ال"أف بي آي"في 21 تموز يوليو الماضي، وطلبت فتح تحقيق في شأنها. ووصف توني سنو، الناطق باسم البيت الابيض، الفضيحة بأنها مسألة"رسائل الكترونية مشينة"، ما أثار استياء الديموقراطيين الذين اعتبروا ان كلامه يشير إلى ان الجمهوريين لم يفهموا خطورة الوضع. على صعيد آخر، اختار الجمهوريون في ولاية فلوريدا جو نيغرون، وهو نائب محافظ، مرشحاً بديلاً عن مقعد الدائرة الانتخابية السادسة عشر الذي كان يشغله فولي. لكن لوائح الاقتراع كانت قد طبعت وعليها اسم السيد فولي. ففي حال فاز، تنتقل الأصوات إلى نيغرون. وحض الديموقراطيون في أنحاء البلاد منافسيهم الجمهوريين على المطالبة باستقالة السيد هاسترت وقادة آخرين. وفي ولاية إنديانا, طلب بارون هيل المرشح الديموقراطي لمقعد نيابي, من المسؤول النائب الجمهوري مايك سودرال, رفض أي مساهمات مالية من الحزب الوطني. وفي نورث كارولاينا حيث يواجه النائب الجمهوري روبين هايس منافسة شديدة, أصدر الحزب الديموقراطي بياناً سأل فيه،"من يمثل روبين هايس؟ مارك فولي والأكثرية الجمهورية أو الأولاد القاصرين؟". وبعدما قام الجمهوريون بحملة في دوائرهم الانتخابية, أجابوا على انتقادات الديموقراطيين ونأوا بأنفسهم عن سلوك فولي. وفي هذا الإطار, قال النائب راي لحود:"علينا الاعتراف بأن هذا الأمر حصل على مرأى ومسمع منا", مضيفاً انه بعد عودته إلى المنزل بعد جلسة الكونغرس السبت الماضي, كان برنامج الصفحة الإلكترونية في صلب اهتمامات الناخبين وحولها تمحورت كل الأسئلة. وأشار لحود إلى ان الأسئلة الثلاثة الأولى التي طرحت عليه لم تكن عن الهجرة أو الحرب أو الضرائب, بل"ماذا ستفعلون في شأن برنامج الصفحة الإلكترونية؟".