سقط 43 قتيلاً في أعمال عنف وهجمات متفرقة في العراق بينهم 33 عاملاً قضوا في انفجار عبوة استهدفت تجمعاً لعمال البناء في مدينة الصدر شرق بغداد، بحسب وكالة"أسوشيتد برس"، في حين وصل عدد قتلى الجيش الأميركي في العراق خلال الشهر الجاري الى مئة. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد عبدالكريم خلف أن انفجاراً وقع في ساحة ال55 وسط المدينة، واستهدف تجمعاً للعمال، ما أسفر عن مقتل 33 منهم وجرح 59 آخرين، في حين أفاد شهود أن سيارات إسعاف وآليات مدنية نقلت الجرحى الى ثلاثة مستشفيات، إثنان منها داخل المدينة وآخر خارجها. وتفرض القوات الأميركية منذ ستة أيام حصاراً أمنياً على مدينة الصدر معقل ميليشيا"جيش المهدي"التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بعد خطف أحد الجنود الأميركيين من أصل عراقي على أيدي مسلحين ليل الاثنين الماضي. ويخضع جميع الداخلين الى المدينة والخارجين منها إلى تفتيش دقيق عند الحواجز الاميركية. وسبق للمدينة ان شهدت عمليات تفجير كبيرة كان آخرها في 23 أيلول سبتمبر الماضي عندما قُتل 31 عراقياً على الاقل وجُرح 34 آخرون في انفجار عبوات قرب صهريج للمحروقات كان يفرغ شحنته في المدينة. وقال"أبو زينب"أحد الشهود في مكان الحادث إن"عبوة كانت موضوعة داخل كيس ترك وسط تجمع العمال انفجرت"، مضيفاً أن"هذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها المكان، بل الثالثة خلال هذا العام". وذكر مراسل"فرانس برس"أن معظم الجرحى نقلوا بسيارات مدنية لتأخر وصول سيارات الإسعاف، لافتاً الى تناثر ملابس وأدوات العمال في الساحة ودمائهم التي غطت مكان الانفجار، وتدمير عربات باعة متجولين يبيعون وجبات الإفطار الرخيصة. وحمل الناطق الاعلامي باسم مكتب الشهيد الصدر في منطقة الكرخ"القوات الاميركية مسؤولية الانفجار". وقال الشيخ حمد الله الركابي إن"الجميع يعلم بأن هذه المدينة آمنة، ووجود قوات الاحتلال فيها هي حال مأسوية اضافية لها"، مشيراً الى أنه"الانفجار الثاني الذي تشهده المدينة منذ بدء محاصرتها قبل ستة أيام". ورأى أنها"محاولات هزيلة لجر التيار الصدري الى مواجهات طائفية لكنها لن تحدث بسبب توجيهات الصدر". الى ذلك، انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة، وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص واصابة حوالي عشرين آخرين، بحسب مصادر في وزارة الداخلية. وفي كركوك، اعلن مدير الشرطة العميد تورهان يوسف ان عنصري شرطة وطفلاً قُتلوا في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مقر قيادة الشرطة. وأعلن الجيش الأميركي أن جندياً أميركياً قتل في محافظة الأنبار أول من أمس، ما يرفع عدد قتلاه هذا الشهر الى مئة، ليكون بذلك الشهر الرابع الأكثر دموية للقوات الأميركية بعد كانون الثاني يناير عام 2005 107 ونيسان أبريل 2004 135 وتشرين الثاني نوفمبر 2004 137. واعتبر رئيس كتلة الصدر في البرلمان النائب فلاح حسن شنيشل ان التفجير"رد فعل من قوات الاحتلال بعد التظاهرات التي نظمها الاهالي قبل يومين وطالبوا فيها بفك الحصار عن المدينة وجلاء القوات الاجنبية من العراق"، واتهم شنيشل"قوات الاحتلال بارتكاب اعمال ارهابية وتقديم تسهيلات وغطاء للارهابيين في تسللهم عبر الطوق الامني المفروض من قبلها على المدينة". ونسب الشيخ ابو حسن الكناني من"مكتب الشهيد الصدر"، المسؤولية عن الاعتداء الى القوات الاميركية التي قال انها تسعى الى"جيش المهدي"لإحداث صراع"يكون ذريعة او شرارة لإشعال حرب طائفية".