قتل أمس حوالي 80 ناشطاً إسلامياً بينهم أجانب، في قصف نفذته مروحيات للجيش الباكستاني على مدرسة دينية في منطقة باجور المتاخمة للحدود مع افغانستان، بعد معلومات عن استخدامها مركزاً لتدريب المقاتلين، وأدى الحادث الى سلسلة احتجاجات للمعارضة الباكستانية. وأكد الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء شوكت سلطان مقتل الناشطين الثمانين، في الهجوم على المدرسة في قرية مأمون، موضحاً أن أياً من القتلى ليس من المطلوبين لدى إسلام آباد أو من الرموز المعروفة في المنطقة أو من تنظيم"القاعدة". ونفى سلطان في حديث الى"الحياة"في مقره القريب من القيادة العامة للجيش في راولبندي، أن يكون القصف نُفذ بناء على رغبة أميركية، مضيفاً أن معلومات استخباراتية أفادت عن استخدام مسلحين المدرسة كمركز تدريب، وأن رفضهم إغلاقها استدعى شن الهجوم. ولفت الى أنه كان متعذراً على الإدارة المحلية التابعة للحكومة إغلاق المدرسة أو اعتقال المسلحين فيها، أو إرسال وحدات من الجيش خشية فشل العملية أو حصول اشتباكات تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف العسكريين. وبعد القصف تظاهر مئات من الإسلاميين في كراتشي، منددين بالولاياتالمتحدة والجيش الباكستاني، فيما أحرق 200 من أنصار"الجماعة الاسلامية"، أكبر الأحزاب الاسلامية في البلاد، العلم الأميركي أمام نادي الصحافة. ووصف زعيمهم سرفراز احمد الهجوم على المدرسة بأنه"عمل وحشي ضد مسلمين أبرياء نُفذ بدعم من الولاياتالمتحدة". وكتب على لافتة"ندين الهجوم الإرهابي الأميركي في باجور". وفي بيشاور، عاصمة الولاية الحدودية الشمالية الغربية، قدم سراج الحق نائب رئيس الولاية وعضو"الجماعة الإسلامية"، استقالته"احتجاجاً وتضامناً مع الطلاب الأبرياء". وقال إن"الهجوم شنته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها وبينهم باكستان"، وزاد"لم نصوّت على هذه الموازنة للجيش ليقتل أبناء شعبه". ودعا"مجلس العمل المتحد"، تحالف الأحزاب الاسلامية الستة الذي يشكل أبرز حزب معارض للخطة الوطنية، الى احتجاج"سلمي"في الولاية اليوم. وحمّل قاضي حسين أحمد زعيم المعارضة الباكستانية، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في إسلام آباد، القوات الأميركية مسؤولية الغارة الجوية التي أدت الى مقتل طلاب لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة، و3 مدرسين ومدير المدرسة. وتابع:"لم يسر الولاياتالمتحدة حديث الجيش والقبائل في باجور عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام على غرار ما حصل في وزيرستان، لذا أرادوا توتير الأوضاع في المنطقة". واتهم الرئيس برويز مشرّف والحكومة بمحاولة"التغطية على الأميركيين ورهن سيادة باكستان لواشنطن"، مشيراً إلى أن أحزاب المعارضة ستبدأ حملة احتجاج واسعة، ومتوقعاً مزيداً من الاستقالات لمسؤولين.