أكدت شخصيات سياسية عراقية ونواب ان المشاكل السياسية والأمنية التي تعاني منها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ناتجة عن تخبط المشروع الاميركي في العراق. وقال محمد الدايني النائب عن جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلق ان"الصراعات السياسية بين الكتل والأحزاب والتيارات السياسية كانت سبباً رئيساً في هذا التخبط الناتج عن المشروع السياسي وما ينتج عنه من أزمات لاحقة الذي يمثل امتدادا طبيعياً للمشروع الاميركي في البلاد". واكد ان جميع الأحزاب والكتل السياسية جزء من هذا المشروع وهي مسؤولة عن الفشل السياسي والأمني الذي يعاني منه العراق، وقال ان"كل من يقول انه لا يتلقى أوامره من الاميركيين كاذب بما فيها الحكومة والبرلمان". ولفت الى ان السياسة الاميركية أوقعت حكومة المالكي والأحزاب السياسية والبرلمان في مأزق محرج بسبب التخبط الذي انعكس سلباً على المشروع العراقي وان الحكومة باتت في مواجهة مباشرة مع العراقيين بعدما وقعت تحت تأثيرات وضغوط كبيرة من الجانب الاميركي والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة الى جانب الضغط المسلط من قبل"حكومة الظل"التي تمثلها الميليشيات المسلحة المرتبطة بفرق الموت والمدعومة من اطراف خارجية عدة. وقال جابر خليفة جابر النائب عن كتلة الائتلاف ونائب الأمين العام لحزب الفضيلة الإسلامي ان حكومة المالكي باتت بحاجة الى دعم شعبي واسع لإخراجها من الأزمة السياسية التي وقعت فيها نتيجة سياسة التخبط في العراق، وقال ل"الحياة"ان المالكي يمثل الشريحة الاكبر للشعب العراقي وان هناك محاولات واضحة لإظهار الحكومة بمظهر الفشل وإيجاد حكومة إنقاذ وطني بديلة. وأرجح المشكلات السياسية المنبثقة عن الصراعات بين الأحزاب والتيارات السياسية الى افتقار هذه الأحزاب والقوى الى الرؤيا الوطنية وسيادة نظام المحاصصة الطائفية التي كانت سبباً رئيساً وكبيراً في الواقع السلبي الذي تعيشه البلاد في الوقت الحالي، لكنه قال ان المالكي تمتع بإدارة جيدة للموازنات والأزمات السياسية التي تتعرض لها الحكومة برغم تعرضه الى ضغط القوى السياسية المؤتلفة في الحكومة وقوى اخرى خارجها الى جانب الضغوط التي يمارسها الجانب الاميركي عليه. ولفت وائل عبداللطيف عضو الكتلة العراقية الى ان الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي ناتجة عن صراعات بين قوى واحزاب غلبت مصالحها الحزبية على المصلحة الوطنية، وقال ل"الحياة"ان اية أزمات ناتجة عن الوضع السياسي يتوجب معالجتها باللجوء الى الحوار بين القوى والأطراف السياسية كافة وعدم اللجوء الى وسائل العنف والقوى التي غالباً ما يكون الشعب العراقي بجميع أطيافه الجانب الوحيد الخاسر في القضية.