يتابع الناخبون في صربيا، لليوم الثاني على التوالي، التوجه الى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الصربي الجديد الذي يؤكد أن كوسوفو أقليم ضمن أراضي جمهورية صربيا. وتوجّه القادة الحكوميون وزعماء الأحزاب الى مراكز الاقتراع أمس، وشاركوا في التصويت، ودعوا سكان صربيا الى المشاركة بكثافة وتأييد الدستور الجديد. وأفاد الرئيس بوريس تاديتش الصحافيين بعدما أدلى بصوته في مركز للتصويت في بلغراد ب"أن الدستور الجديد يعبر عن تطلعات شعب جمهورية صربيا في وحدة بلاده وسلامتها وصيانة أمنها وحرية مواطنيها، وهو أفضل من أي دستور سابق للبلاد". واقتصرت مقاطعة الاستفتاء على ألبان كوسوفو الذين لم يسجلوا أسماءهم في اللوائح الخاصة به، كما لم يشارك في التصويت قسم من مجريي هنغار مقاطعة فويفودينا شمال وألبان جنوب صربيا. لكن غالبية البوشناق المسلمين البالغ عددهم حوالى 200 ألف نسمة في منطقة السنجاق جنوب رفضوا المقاطعة وشاركوا في التصويت، وأشار رئيس بلدية نوفي بازار عاصمة السنجاق سليمان أوغليانين رئيس التجمع القومي للبوشناق بعد إدلائه بصوته، الى أنه"يوم عظيم لكل سكان صربيا، وأنه لفخر كبير أن يشارك البوشناق بهذه الكثافة في الاستفتاء وبناء صربيا الجديدة، ما يوفر المجال لنعيد إعمار بيتنا مع الصرب والشعوب الأخرى في الجمهورية بما يناسبنا ويحافظ على حقوقنا جميعاً". وفي كوسوفو، فتحت المراكز ال 265 المقررة للتصويت أبوابها أمام 101 ألف مقترع سجلوا أسماءهم في اللوائح الانتخابية الخاصة بالاستفتاء وغالبيتهم من الصرب. وتولت القوات الدولية كفور حماية هذه المراكز والطرقات المؤدية اليها، ونقل تلفزيون بلغراد عن أحد أفراد القوة الفرنسية التابعة ل"كفور"التي تشرف على قطاع غرب كوسوفو وشمال غربها، أن"لم تحدث أي اعمال عنف أو مشكلات تعرقل التوجه الى مراكز الاقتراع". وأعرب صرب الاقليم عن سرورهم بالاستفتاء على الدستور الجديد، وأفاد رئيس بلدية ليبوسافيتش الصربية شمال كوسوفو فيليمير بويوفيتش للصحافيين، بأن"حلّت الفرصة ليعبر صرب الاقليم عن رأيهم في رغبتهم بالعيش الدائم في صربيا، ولهذا أيّدوا الدستور الذي يضع الاقليم ضمن جمهورية صربيا ويمنع انفصاله". وتشير تقديرات الاستطلاعات عند مراكز الاقتراع، الى أن اكثر من 65 في المئة من الناخبين البالغ عددهم ستة ملايين و 600 ألف شخص سيشاركون في التصويت، وأن نحو 80 في المئة منهم سيؤيدون الدستور الجديد. ومعلوم، أن اقليم كوسوفو لا يزال من الناحية الشرعية الدولية جزءاً من صربيا، بحسب قرار مجلس الأمن 1244 الصادر في حزيران يونيو 1991 بعد توقف الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على صربيا، ولهذا فمن حق بلغراد شموله بالاستفتاء على الدستور كأي منطقة أخرى في الجمهورية، وذلك على رغم معارضة الغالبية الالبانية في الاقليم التي رفضت ادراج اسمائها في اللوائح الانتخابية والاستفتائية الصربية منذ عام 1990، وأصرت على الانفصال والاستقلال.