ليست المشكلات الروسية - الجورجية أزمة ثنائية عابرة. فروسيا تصف الجالية الجورجية على أراضيها بپ"جيش"يخدم"دولة معادية"، وتنسب اليهم"التلوث الإثني". والانزلاق الى استعمال هذه اللغة القومية والاثنية يضر بروسيا. ونحن وأوروبا معنيون بما يجري. وآمل أن يدين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي انتهاك حقوق الانسان بروسيا. وأنا لا أرغب في عزل روسيا، ولا أدعو اليه. فعلى خلاف العزل يجب حمل روسيا على الانتساب الى العالم الحر، والتزام مبادئه. ولا يجوز أن يحتكر القوميون السياسة الروسية. ففي روسيا رجال يقدمون معايير العمل والمصلحة على التعنت. وهؤلاء ملمون بلغة الرأسمالية والحداثة. ويجب مخاطبة هذه الشريحة من الروس، ومحاسبتها على الإخلال بمبادئ العالم الحر، ومحاورتها. ونودّ أن تساعدنا أوروبا على تجاوز هذه الأزمة، من طريق اجراءات عملية مثل تسهيل سفر رجال الأعمال والطلاب الى دول الاتحاد الأوروبي، والاقامة بها، وبعد إغلاق السوق الروسية أمام الجورجيين، على الاتحاد الأوروبي فتح أسواقه أمامنا. فليس في مستطاع تركيا الاتجار معنا جراء معاهدة الوحدة الجمركية مع الاتحاد الأوروبي. وليست حادثة اعتقال جواسيس روس الأولى من نوعها بين البلدين. ففي الماضي، سبق لنا أن رحلنا عسكرياً روسياً سعى الى زعزعة أمن بلدنا. وسعى العسكر الروس الموقوفون أخيراً بجورجيا الى الإطاحة بالنظام الحاكم، ولم يقتصروا على التجسس. ولم تنف موسكو التهمة الموجهة الى العسكريين، بل ا عترضت على خروجنا على المعايير الديبلوماسية. والحق ان عودة الجورجيين المقيمين بروسيا الى بلادهم، ما خلا المأساة الإنسانية، مفيدة. فنحن نحتاج خبراتهم وقوة عملهم. وهم هاجروا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وبحثاً عن عمل يناسب كفاءاتهم. وحاولنا تطوير شبكة طرقنا، ولكننا قصرنا جراء"نضوب"المهندسين من جورجيا. فالمهندسون كلهم تركوا البلاد. عن ميخائيل ساكاشفيلي رئيس جمهورية جورجيا، "لوموند" الفرنسية" 17/10/2006