هدفنا المباشر هو نجاح شراكتنا مع حلف شمال الأطلسي الناتو، واقناع شركائنا في الحلف، في 2006، ان جورجيا جاهزة للعضوية الكاملة. ودخول الاتحاد الأوروبي هو الركن الثاني من سياستنا الخارجية. وعليه، ترغب جورجيا في توقيع اتفاق يحدد مواقيت انسحاب القواعد الروسية واجراءاته، في أسرع وقت. وهذه مسألة تقنية، ولا ينبغي أن تكون مسألة سياسية. وحين ننجزها ننتقل الى مسائل أخرى مثل ترسيم الحدود. والمسألة الثالثة التي تتصدر سياستنا الخارجية هي تعاون بلدان حوض البحر الأسود. وعلى الأوروبيين والأميركيين والروس تناولها ومعالجتها في اطار الأمن الأوروبي المشترك. فمنطقتنا ليست بعيدة من أوروبا، وهي جزء منها. والحق ان تحسين العلاقة الثنائية بيننا وبين روسيا في مقدم ما نصبو اليه. وأرى أنه ينبغي تعريف المصالح الروسية في منطقتنا تعريفاً دقيقاً. ودور روسيا في جنوب القوقاز أمر تحتمه الجغرافيا. وجورجيا ليست في حيرة من أمر موقعها الجغرافي. ولسنا من أخرج البحر الأسود من الاتحاد السوفياتي، وأدخله في حلف الأطلسي. فبلغاريا ورومانيا وتركيا دول أعضاء في الحلف. وأوكرانيا وجورجيا على وشك الانتساب اليه. وهذه دينامية ليس في مستطاع أحد كبحها، والبحر الأسود بحر أوروبي. وجورجياوروسيا حلقتان في سلسلة أمن أوروبي واحد في المنطقة. وهذه واقعة جغرافية سياسية ثابتة. وحلف الأطلسي منظمة مزدوجة عسكرية وسياسية. وفي وسعها مساعدتنا في بناء دولة موحدة وديموقراطية. ومن في مقدوره مؤازرتنا وحدنا بوسائل تطوير مؤسسات ديموقراطية فاعلة؟ الاتحاد الأوروبي، ومجلس أوروبا ومنظمات الأمن والتعاون في أوروبا، وحلف الأطلسي. وهو السبب في التماسنا المساعدة من هؤلاء. فنحن، في عبارة أخرى، نقيم علاقات استراتيجية الذين يقدرون على تقديم وسائل قمينة بإبلاغنا غايتنا على وجهي السرعة والفاعلية. والسؤال الذي يدور على شفاه كثيرة، من غير الجهر به، هو هل يسع جورجيا الانضمام الى حلف الأطلسي قبل معالجة منازعاتها الاقليمية والحدودية؟ والحق أننا مصممون على افهام شركائنا ان الانضمام الى حلف الأطلسي يترتب عليه الاسراع في حل المنازعات هذه. وعقدة المنازعات هي العلاقات الروسية - الجورجية. فسياسة روسيا الملتبسة تبعث جورجيا على القلق. فمن جهة، لا تنفك روسيا عن التنبيه الى أهمية استعادة جورجيا وحدة أراضيها، ومن جهة أخرى تستدرج الأنظمة الانفصالية علناً، وتمنح الجنسية الروسية لسكان أنجازيا وأوسيتيا الجنوبية، وتوفد اليهما موظفين من الروس، وتزوِّد المفاوضين تعليمات روسية. وتأمل جورجيا في موافقة روسيا على ارساء أوسيتيا الجنوبية على حال طبيعية، بحسب الخطة التي اقترحها الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، وهذه خطوة أولى على طريق علاقات أفضل بين بلدينا، وتنص الخطة على تسديد تبليسي متأخرات ورواتب تقاعدية تعود الى أهل أوسيتيا الجنوبية، وادارة مشتركة للمشكلات الاجتماعية. وتمويل الحكومة الجورجية مشروعات بناء واعمار في هذه المنطقة، والتمويل، نتوقع الحصول عليه. فالوحدة الاقليمية شاغلنا الداخلي الأول. والموارد التي يحتاجها لن نبخل بها. وعلى روسيا ادراك ان منطقة القوقاز لم تعد قائمة. فثمة، اليوم، جنوب شرق أوروبا وحوض البحر الأسود والأمن الأوروبي. عن غيلا بيجواشفيلي وزيرة خارجية جورجيا، سفوبودنايا غروتسيا الجورجية، 24/11/2005