تركت تصريحات وزراء وعسكريين اسرائيليين امس الانطباع بأن اسرائيل تعد لعملية برية واسعة في قطاع غزة تستهدف اساساً اعادة احتلال معبر فيلادلفي الحدودي مع مصر، على ان يتم اقرار أي تحرك عسكري في اجتماع للحكومة الأمنية السياسية المصغرة يتوقع ان يدعو اليه رئيسها ايهود اولمرت الأسبوع الجاري، وسط توقعات بأن يتم التنفيذ بعد عودة الأخير من واشنطن التي يزورها في 12 الشهر المقبل. وتسابق الوزراء قبل جلسة الحكومة الأسبوعية وخلالها، في اطلاق التهديدات للفلسطينيين في القطاع، وسط إجماع بوجوب القيام بعمل عسكري كبير اختلفوا على تفاصيله، وإن تحدث معظمهم عن تأييده التوغل حتى معبر فيلادلفي بداعي وقف تهريب الأسلحة والصواريخ من مصر الى القطاع. وكرر وزير الدفاع عمير بيرتس القول إن اسرائيل لن تسمح بأن يتحول القطاع الى"لبنان آخر"، مضيفا ان اسرائيل لا تعتزم اعادة احتلال القطاع والبقاء فيه"لكننا ملزمون بالتحرك ضد كل جهة تحاول المس باسرائيل". من جهته، قال نائب رئيس الحكومة، زعيم حركة"شاس"الدينية المتشددة ايلي يشاي ان ما يحصل في القطاع ينبغي"ان يطيّر النوم من عيوننا". وحذر من الانتظار"كما حصل في لبنان"، مضيفا انه يتحتم على الحكومة عمل شيء ما واتخاذ القرارات المناسبة، ومن ضمنها اعادة السيطرة على محور"فيلادلفي"الذي وصفه ب"بوابة جهنم". وأيده في هذا الموقف زعيم حزب"المتقاعدون"الوزير رافي ايتان الذي أكد اهمية اعادة احتلال المحور المذكور والبقاء فيه لوقت طويل والعمل على التعاون مع مصر في"قضية التهريب". وقال وزير المواصلات شاؤول موفاز ان ما يحصل في غزة يستوجب بحثا سريعا في الحكومة واتخاذ قرارات. كما أبدى الوزير مئير شيتريت المحسوب على"حمائم"الحكومة دعمه احتلال الشريط الحدودي"لكن من دون البقاء فيه"، ودعا الى اقناع مصر"بالتعاون معنا لمنع التهريب"، مضيفا ان لدى اسرائيل وسائل أخرى لمراقبة ما يحصل في الشريط الحدودي. وحمّل النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز حركة"حماس"المسؤولية عما يحصل في القطاع، ووصف سلوكها ب"الوحشي". وهدد الوزير اسحق هرتسوغ"قادة حماس المتبجحين بدفع ثمن باهظ على تبجحهم". من جهته، دعا الميجر جنرال في الاحتياط يوم طوف ساميا الذي استدعي اخيرا الى القيادة الجنوبية في الجيش ليعمل"مستشارا لشؤون الطوارىء"، الى السيطرة على"صناعة حفر الأنفاق وأسلحة حماس". ودعا الى احتلال المنطقة المحاذية لمحور"فيلادلفي"وعرضها نصف كيلومتر، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من المحور و"البقاء هناك حتى نضمن استتباب الأمن ل 25 عاما". وقال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس ان حل القضية الفلسطينية"بعيد"وان السلطة الفلسطينية في قطاع غزة تعيش حال فوضى عارمة"خلافا لما هو في الضفة الغربية حيث نوجد". وتابع ان"في غزة حال من الهرج والمرج، لا يوجد من يبسط القانون... وهناك قتال داخلي لن يتحول الى حرب اهلية، بل سيتفق كل المتصارعين على اننا العدو لهم".