ألقت تصريحات رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس في شأن عدم اتخاذ الجيش الاسرائيلي قرارا بالانسحاب من ممر صلاح الدين في معبر رفح الحدودي مع مصر بظلالها على ما اعلن عنه الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي عن احرازهما "اختراقاً" و "تقدماً" خلال اللقاء الاخير الذي ضم وزير الشؤون المدنية ومسؤول "ملف الانسحاب" محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في الوقت الذي اكد فيه الاخير ان الاتفاق مع مصر لنشر افراد من حرس الحدود المصرية على طول المعبر سيوقع خلال اسبوع في القاهرة. وقال حالوتس ان الجيش الاسرائيلي "لم يتخذ قراراً بعد بشأن انسحاب الجيش من محور فيلادلفي التسمية الاسرائيلية لممر صلاح الدين مضيفاً ان "للجيش الاسرائيلي موقفاً من هذا الموضوع ولكنه سيعرضه في المكان المناسب". وشكك حالوتس في امكانية اخلاء المستوطنين اليهود من قطاع غزة خلال ثلاثة اسابيع، مشيراً الى ان ذلك "يعتمد على مدى شدة المعارضة" التي سيواجهها الجيش الاسرائيلي من جانب المستوطنين. وفاجأت اقوال حالوتس التي ادلى بها خلال جولة له في احدى القواعد العسكرية الاسرائيلية المستوى السياسي في اسرائيل كونها جاءت مناقضة تماماً لاعلان وزير الدفاع موفاز قبل ساعات انه "اتُخذ قرار بالانسحاب من محور فيلادلفي في حلول اكتوبر تشرين الاول المقبل". وقال موفاز في تصريح للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي "ان رئيس الدائرة السياسية في الجيش الاسرائيلي عاموس غلعاد سيتوجه الى القاهرة خلال هذا الاسبوع لوضع اللمسات الاخيرة" على اتفاق نشر قوات من حرس الحدود المصرية على طول الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر موضحاً انه "سيصار الى اتفاق خلال اسبوع"، وهو الامر الذي اكدته الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي امس. وقال موفاز في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت": "لا اعتزم ابقاء جنود في محور فيلادلفي. عندما نخرج من هنا القاطع لن اترك جيباً هناك. في حلول نهاية الاخلاء عشية رأس السنة العبرية سنكون نحن خارج محور فيلادلفي". وذكرت مصادر اسرائيلية ان اخلاء ممر صلاح الدين ومعبر رفح سيتم في المرحلة الثالثة من الانسحاب الاسرائيلي اي بعد اخلاء المستوطنين وجلاء الجيش الاسرائيلي عن قطاع غزة. وقال موفاز ان عملية اخلاء المستوطنين ستستغرق ثلاثة اسابيع مرجحاً ان يغادر 50 - 60 في المئة من المستوطنين وعددهم 9000 مستوطن بحسب المصادر الاسرائيلية بشكل تطوعي قبل الخامس عشر من اب اغسطس المقبل. وتشير تصريحات المسؤولين الاسرائيليين العلنية المتناقضة الى وجود خلافات في وجهات النظر بين المؤسستين العسكرية والسياسية الاسرائيلية. وعلى هذا الصعيد، اعلن القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عن تأييده لاخلاء ممر صلاح الدين داعياً الى ان يتم ذلك في آب اغسطس وعدم الانتظار حتى تشرين الاول اكتوبر. وقال اولمرت ان المنطق يحتم انسحاب الجيش الاسرائيلي من نقطة الحدود المصرية مع القطاع مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة ضمان ان يقوم الجانب المصري بمنع تهريب الاسلحة. وزاد اولمرت: "كل من رأى الرئيس المصري حسني مبارك بعد تفجيرات شرم الشيخ يدرك ان مصر في فترة ما بعد هذه التفجيرات تختلف عما كانت عليه من قبل". وفي هذه الاثناء، تحدث الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي عن احراز "تقدم" في الاجتماع الذي جرى بين دحلان وموفاز الثلثاء تمثل في الاتفاق على انشاء ثلاث غرف عمليات لمتابعة الانسحاب السرائيلي من قطاع غزة. وقال الوزير الفلسطيني دحلان: "سنبدأ العمل في انشاء الميناء ابتداء من اليوم" مشيراً الى انه تم الاتفاق مع موفاز على اقامة الميناء في المنطقة المقابلة لمستوطنة "نتساريم" في غزة على ان يتم تحويل هذه المستوطنة الى مخازن تابعة للميناء. واشار دحلان الى ان الجانب الاسرائيلي وافق على حركة تنقل شاحنات البضائع الفلسطينية من رام الله في الضفة الغربية وتفريغها في غزة مباشرة. وذكرت مصادر اسرائيلية ان "هذا الترتيب يتطلب توفر اجهزة تفتيش حديثة وغالية الثمن" مضيفة انه تم الاتفاق على تشكيل لجنتين مشتركتين الاولى "لتحسين الحواجز العسكرية والمعابر" والثانية لبحث كيفية السيطرة المستقبلية على هذه المعابر. في غضون ذلك، شارك رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ووزير داخليته نصر يوسف في جولة في معسكر تدريب في غزة حيث يجري اعداد القوة الفلسطينية الخاصة بتأمين انسحاب اسرائيلي "منظم وهادئ" من قطاع غزة. وتتألف هذه القوة من 5000 شرطي فلسطيني. وفي موازاة ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية ان قيادة الجيش الاسرائيلي تطالب بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة خلال عملية الانسحاب بما في ذلك السيطرة على مدن فلسطينية بالكامل. وذكرت المصادر ذاتها نقلاً عن مسؤولين "رفيعي المستوى" في الجيش الاسرائيلي ان الاخير "متشائم جدا بشأن السلوك الفلسطيني في اثناء الانسحاب وان احتمال ان يدار "فك الارتباط" بهدوء ضعيف جداً". واشارت الصحيفة الى ان كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي طرحوا هذا "الطلب" اثناء اجتماع ضمهم ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الثلثاء في قطاع غزة مشيرة الى ان حملة عسكرية "باتت حتمية".