رفض البيت الابيض خيارين"لتغيير النهج"في العراق، فيما تعد لجنة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لرفع توصيات الى الرئيس جورج بوش خلال اسابيع بشأن سبل تغيير الاستراتيجية في تلك الحرب التي لا تحظى بشعبية في الولاياتالمتحدة. ووصف الناطق باسم البيت الابيض توني سنو فكرة تقسيم العراق الى 3 مناطق شيعية وسنية وكردية تحظى بحكم شبه ذاتي بأنها"بلا فرصة للنجاح"وهي الفكرة التي طرحها السناتور الجمهوري الحليف لبوش كاي بيلي هاتشيشون. كما رفض اقتراحاً آخر لتنفيذ انسحاب على مراحل للقوات الاميركية، بنحو خمسة في المئة كل شهرين، وهي الفكرة التي طرحها بعض أعضاء الكونجرس الاميركي. وقال سنو عن تقرير نشرته صحيفة"واشنطن تايمز"وفيه أن ادارة بوش تجري"تصحيحاً للنهج"في العراق إنه"مجموعة من الهراء". في غضون ذلك تواصل اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق لي هاملتون عملها بسرية، ولم يتضح ما اذا كانت ستضمن توصياتها اقتراحي تقسيم العراق وانسحاب القوات الاميركية على مراحل، علماً أن مسؤولين مطلعين على مداولات اللجنة يتوقعون انها ستطرح تغييرا في الاستراتيجية في العراق. وستنشر اللجنة تقريرها بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في 7 من تشرين الثاني نوفمبر حتى لا تصبح عاملا يستغل في الحملات الانتخابية، حيث يواجه الجمهوريون، الذين يتزعمهم بوش، مخاطر فقد السيطرة على الكونغرس في الانتخابات. وقال سنو ان بوش سيأخذ على محمل الجد تقرير اللجنة غير أن الرئيس الأميركي سيعتبره"تقريرا استشاريا"وهو ما يعني أنه لن يكون بالضرورة ملزماً بنتائجه. وتقوم استراتيجية بوش على البقاء في العراق الى حين تمكن حكومته من تحقيق الاستقرار ومنع تحول البلاد الى ملاذ آمن لتنظيم"القاعدة"وغيره من المتشددين المناهضين للولايات المتحدة. وقال سنو ان تحول العراق الى قاعدة انطلاق للمتشددين الاسلاميين سيكون"كارثة بكل ما تعنيه الكلمة". وأضاف"لذلك لا يوجد خيار هنا، وبالتالي فلن نفكر في خيار غير النجاح واكمال المهمة". وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني عبر في مقابلة مع مجلة"تايم"عن فكرة مشابهة عندما سئل عما اذا كان الرئيس سيبحث في استراتيجية للخروج من العراق بعد الانتخابات فقال:"أعلم ما يفكر فيه الرئيس. وأعلم ما أفكر به. ونحن لا نبحث عن استراتيجية للخروج. اننا نتطلع الى نصر". ويتزامن ذلك مع اعتراف الرئيس الأميركي بتشابه الوضع في العراق مع الحرب في فييتنام من جهة، واعلان القوات الأميركية انها تعيد دراسة استراتيجيتها في بغداد حيث أخفقت التعزيزات العسكرية في تخفيف حدة العنف المتزايد من جانب المسلحين والميليشيات الطائفية من جهة ثانية. وقال بوش:"بالتأكيد هناك تصاعد في مستوى العنف في العراق ونحن بصدد انتخابات". وأضاف"القاعدة مازالت نشطة للغاية في العراق. انهم خطرون وفتاكون. انهم لا يقتلون القوات الاميركية فقط بل يحاولون اذكاء العنف الطائفي. ويعتقدون انهم كلما اشاعوا الفوضى سيكل الشعب الاميركي ويمل من الجهد العراقي وسيجعل الحكومة الاميركية تنسحب"من العراق. وقال متحدث باسم الجيش الاميركي ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كيسي أمر بمراجعة الاستراتيجية في بغداد التي ينظر اليها على انها دعامة أساسية لارساء الاستقرار في العراق للسماح للقوات الاميركية بمغادرته في نهاية المطاف. وقال الميجر جنرال وليام كولدويل ان عدد الهجمات التي تستهدف قوات الامن في بغداد ارتفع منذ شنت الولاياتالمتحدة عملية أمنية واسعة لوضع نهاية للعنف الطائفي الذي يؤدي الى مقتل العشرات يومياً. وأوضح كولدويل ان العنف تزايد في أنحاء العراق بنسبة 20 في المئة على الاقل خلال الأسابيع الثلاثة الاخيرة من شهر رمضان مقارنة بالاسابيع الثلاثة التي سبقته". وتابع"نعمل عن قرب مع الحكومة العراقية لتحديد كيفية اعادة تركيز جهودنا بالشكل الامثل". وكان الليفتنانت كولونيل كريستوفر غريفر أعلن ان كيسي أمر الاسبوع الماضي بمراجعة الاستراتيجية، مشيراً الى ان"حجم الخسائر الاميركية يشكل قلقا بالغا ولكن ليس هذا هو سبب الدراسة".