أعلن مصدر مسؤول في مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في النجف أمس أنه لن يرسل مبعوثاً يمثله الى مؤتمر مكة الذي ترعاه منظمة المؤتمر الإسلامي في مسعى لوقف التقاتل المذهبي في العراق. فيما طالب زعيم حزب"الفضيلة"محمد اليعقوبي الجميع ب"العمل بما يقره المؤتمر". وقال المصدر إن"السيد السيستاني يدعم ويبارك مؤتمر مكة الذي يعقد تحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي، وستشارك فيه شخصيات دينية من الشيعة والسنة من اجل التوصل الى وقف نزيف الدم في العراق". إلا أنه أكد من جهة ثانية ان السيستاني"لن يرسل مبعوثاً شخصياً عنه، وانه يعتبر المشاركين يكفون ويسدون الحاجة". وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال الاربعاء بعد لقائه السيستاني في النجف ان"سماحته بعث برسالة ايجابية لمؤتمري مكة تشجع على استتباب الامن وايجاد حالة من الانسجام". من جانبه، أكد مسؤول في مكتب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ان"الصدر لن يرسل مبعوثاً الى مؤتمر مكة"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وكان الصدر أكد في مؤتمر صحافي عقده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مكتبه الاربعاء في النجف دعمه لمؤتمر مكة واعتبره"يصب في مصلحة العراق". وقال:"ادعم كل المؤتمرات التي تصب في صالح الشعب العراقي وكان من الأفضل عقده في العراق ... ومن المفروض ان العراق هو الذي يتبنى مثل هذه المؤتمرات". وأضاف:"إن شاء الله جهود الاخوة العرب والمسلمين والجيران كلها تصب في مصلحة الشعب العراقي، وإن شاء الله نسعى وتسعى الحكومة الى استتباب الأمن في هذا البلد". من جانبه، أعلن الشيخ محمد اليعقوبي، المرشد الروحي لحزب"الفضيلة"الذي ينتمي الى لائحة"الائتلاف"الشيعية ويشغل 15 مقعداً في مجلس النواب العراقي، أنه لم يشارك في مؤتمر مكة شخصياً، بل من خلال ممثليه. وقال اليعقوبي في مؤتمر صحافي في مكتبه:"إننا وإن لم نحضر معكم بأبداننا، إلا أن مشاعرنا وآمالنا متعلقة بكم". واضاف:"ارسلنا وفداً رفيع المستوى ليوقع على الوثيقة الصادرة عنكم، وقد اطلعت على كل بنودها فوجدها جامعة لخصال الخير والسلام والتسامح والاتفاق على أسس كريمة". وزاد:"لذا ألزم جميع العراقيين بالعمل بما ورد بالوثيقة ولا يجوز لأحد خرقها ومخالفتها ومن يفعل ذلك فإنه لا يظلم نفسه فحسب وإنما يظلم أمته". وتابع:"على كل الدول التي لها تأثير في أوضاع العراق ان تلتزم بها، لأن الفتنة اذا وقعت لا تقتصر على المباشرين لها". وطالب الجماعات المسلحة بالتخلي عن السلاح والحوار مع الحكومة. وقال ان"الشعب العراقي يطلب من حملة السلاح تحت أي مبرر، القاءه من وقت توقيع هذه الوثيقة .... حتى نعطي الفرصة للحوار وحل كل العقد التي أدت بنا الى هذه الحال". واضاف مخاطباً المسلحين:"اتركو السلاح جانباً واعطوا فرصة للحوار لا تقل عن شهرين لتجتمع كل الاطراف المعنية في موسم الحج وتدرس النتائج". ويعقد اليوم في مكةالمكرمة اجتماع للمراجع الدينية السنية والشيعية في العراق في مسعى لحقن الدماء وذلك برعاية منظمة المؤتمر الاسلامي التي تتخذ جدة مقراً لها. وتوقع المراجع السنية والشيعية"الوثيقة المكية"اليوم، بعد إدخال تغييرات عليها لضمان موافقة الأطراف المختلفة على الوثيقة. ويعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو مضمون الوثيقة في مؤتمر صحافي يعقده مساء اليوم مع ممثل عن السنة وآخر عن الشيعة. وقال أوغلو ل"الحياة"إنه متفائل بنجاح مبادرة منظمته من أجل حقن دماء العراقيين. وأكد أنه كان على علم بعدم مشاركة السيستاني والصدر،"لكننا حصلنا على تأييدهم للوثيقة". وأطلعت"الحياة"على الوثيقة التي تتكون من 10 بنود، كانت سمتها الأبرز التركيز على الكليات والثوابت الدينية التي تجمع فريقي السنة والشيعة. وكانت خمسة تغييرات رئيسة طرأت على برنامج اللقاء والوثيقة، وهي تغيير فكرة مؤتمر حوار سني - شيعي، يعقبه توقيع ميثاق شرف إلى"وثيقة مكة"، من دون أن يسبقها أي حوار موسع بين المرجعيات الدينية. وتم الاكتفاء بمراسم توقيع فقط خلال يوم واحد من دون عقد لقاءات أو اجتماعات حوار سني - شيعي. وأعلنت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في بيان أمس أن مبادرتها"تقتصر على جانب النزاع الطائفي المذهبي الدموي، لإخماد جمرته، باعتبار أن هذا النزاع، بما ينطوي عليه من خلفيات دينية، يكون عادة أكثر أنواع النزاعات دموية وعنفاً، وإذا ما تمكنّا من التعامل معه بكيفية مجدية، نكون أسهمنا في نزع فتيل النزاع الطائفي الذي يُعاني منه العراق اليوم".