أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو محادثات في مدينة النجف، أمس، مع كل من المرجع الديني علي السيستاني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين، في ثاني يوم من زيارته البلاد. وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده عقب زيارته مرقد الإمام علي ولقائه المرجع الديني علي السيستاني والذي استمر ساعة، إن «هذا المكان دائماً في قلب الأتراك ونحن ممتنون جداً لهذه الزيارة، فهي بمثابة عبادة لنا»، مؤكداً: «نحن نتشرف بزيارة النجف». وأضاف: «لقد سررنا بزيارة السيستاني صاحب الحكمة البالغة والعقل السليم، فلقد استفدنا من اللقاء، إذ أن السيستاني هو عالم نكنّ له كل الاحترام ونقدّر جهوده في مكافحة الفتنة الطائفية». وأشار إلى أن «السيستاني دعا جميع السياسيين في المنطقة إلى منع الفتنة الطائفية». وتابع أوغلو أن «شهر محرم يدعونا إلى الوحدة، ونحن عازمون على العمل سوية مع العراق من أجل وحدة المنطقة برمتها». وعبّر عن أمله بعدم حصول حرب في العالم الاسلامي و «بأن يكون المسلمون متحدين». ولفت إلى أنه نقل «سلام رئيس الجمهورية (عبدالله غُل) ورئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) وسلام 75 مليون تركي إلى السيستاني، ونحن ممتنون للسيستاني على هذا اللقاء المفيد وسننقل سلامه إلى الشعب التركي». وعقد اوغلو اجتماعاً مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقال الأخير في مؤتمر صحافي مشترك بعد الاجتماع: «نرحّب بزيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى النجف»، مضيفاً أن «لقاءنا كان مثمراً وحل اليوم ضيفاً عزيزاً علينا». من جانبه قال اوغلو خلال المؤتمر: «البارحة واليوم أجرينا لقاءات مثمرة مع المسؤولين العراقيين وزرنا الكثير من الأماكن المقدسة ونحن متشرفون بزيارة النجف الأشرف»، وأعرب عن سروره «بلقاء صديقي مقتدى الصدر». وأضاف أن «عائلة الصدر من العوائل المحترمة التي نكنّ لها الاحترام في تركيا»، وأشار إلى «أنني التقيت مع الصدر ثلاث مرات من قبل وسنلتقي مجدداً». وزاد: «سنعمل سوية من أجل ايقاف الفتنة الطائفية ونعمل على وحدة المسلمين». وكان اوغلو الذي وصل بغداد اول من امس التقى شخصيات سياسية ودينية سنية وشيعية في بغداد، على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى العراق بدعوة من نظيره هوشيار زيباري. ومن بين المسؤولين الذين قابلهم نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ورئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، ووزير الخارجية هوشيار زيباري، ورئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم.كما زار أول من أمس قبر الإمام أبي حنيفة النعمان حيث التقى رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبدالغفور السامرائي. كما زار مسجد الإمام موسى الكاظم في بغداد والتقى صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي. إلى ذلك، نفت كتلة «التحالف الكردستاني» أن تؤثر زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد وجنوب البلاد على العلاقات السياسية والاقتصادية التي تجمع تركيا مع إقليم كردستان، ورحبت بعودة العلاقات بين أنقرة وبغداد. وقال عضو «التحالف الكردستاني» النائب شوان محمد طه ل «الحياة» إن «زيارة أوغلو بغداد تعكس رغبة تركية بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز الخلافات السابقة». وأضاف أن «على تركياوالعراق تجاوز الخلافات والنظر إلى المخاطر الإقليمية المحتملة، ومن ثم العمل على تنسيق المواقف لمواجهة تطورات الاوضاع في المنطقة وخصوصاً تداعيات الوضع السوري». الى ذلك، أفادت مصادر تركية أمس ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيلتقي رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني السبت المقبل في منطقة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، وسيبحثان في الأزمة السورية والقضية الكردية.