أفاد تقرير نشره المحاميان مارك وجوشوا دنبو اللذان يتوليان الدفاع عن معتقلين في غوانتانامو، أن اكثر من نصف المعتقلين، وتحديداً 55 في المئة منهم، لم يرتكبوا اي"عمل معادٍ"للولايات المتحدة. واوضح ان 93 في المئة من المعتقلين لم تأسرهم القوات الاميركية،"بل السلطات الباكستانية 36 في المئة، وتحالف الشمال المعارض لحركة"طالبان"في افغانستان 11 في المئة، فيما لم تكشف الجهات التي سلمت 44 في المئة منهم والذين يعتقد بأنهم اشخاص"سعوا الى نيل اموال". واستند التقرير الى تحليل دقيق لوثائق الادارة الاميركية في شأن عناصر الاتهام الموجهة الى المعتقلين باعتبارهم"مقاتلين اعداء"والتي نشرتها وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على شبكة الانترنت مطلع عام 2005. واشار التقرير إلى أن وثائق الادارة الاميركية كشفت ان 8 في المئة فقط من المعتقلين وصفوا بأنهم مقاتلون في تنظيم"القاعدة، فيما ربط الآخرون بالتنظيم وبحركة"طالبان"الافغانية أو سواها من الجماعات التي لم يدرج بعضها على اللوائح الرسمية للمنظمات الارهابية. تغذية بالقوة وفي المعتقل ذاته، اتخذ الجيش الاميركي اجراءات تغذية معتقلين مضربين عن الطعام بالقوة، بعدما اقتنع بأن بعضهم يصر على الانتحار احتجاجاً على احتجازهم لاجل غير مسمى. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مصادر عسكرية أن الاجراءات التي طبقت في الاسابيع الثلاثة الأخيرة، شملت تثبيت المعتقلين المصرين على الاضراب عن الطعام على كراسٍ لايام عدة تغذيتهم عبر أنابيب ومنعهم من التقيوء عمداً بعد ذلك. وايضاً، وضع بعضهم في الحجز الانفرادي في زنزانات بردت بمكيفات هواء وخلت من الاغطية والكتب لفترات طويلة، من اجل ابعادهم عن بقية المعتقلين. واكدت الصحيفة ان الاجراءات الصارمة عرقلت"اهداف"المعتقلين المضربين عن الطعام،"اذ انخفض عددهم من 84 الى اربعة في نهاية كانون الاول ديسمبر الماضي"، بحسب الناطق باسم الجيش في غوانتانامو الكولونيل جيرمي مارتن الذي أوضح أن الإطعام بالاكراه نفذ"في شكل انساني رحيم"وفقط في حالات الضرورة للحفاظ على حياة السجناء. في المقابل، اكد محامون ان هذه المعاملة انتهكت حقوق السجناء. وقال توماس ويلنر المحامي في مؤسسة"شيرمان اند سترلينغ"في واشنطن:"الواضح ان سلطات السجن انهت الاضراب عن الطعام باستخدام القوة واساليب معاملة وحشية وغير انسانية". وزاد في أعقاب زيارته الاسبوع الماضي ستة كويتيين يدافع عنهم:"انها فضيحة". وبدأ السجناء سلسلة من الاضرابات عن الطعام في آب اغسطس الماضي للاحتجاج على اعتقالهم من دون توجيه تهم اليهم. وارتفع عددهم الى 131 في الذكرى الرابعة لاعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، أي أكثر من ربع سجناء السجن الذين يناهز عددهم ال500. ترحيل باكستانيين الى ذلك، رحلت الولاياتالمتحدة 51 باكستانياً اعتقلوا سابقاً بتهم انتهاك قوانين الهجرة وجرائم أخرى إلى بلادهم. وهم وصلوا الى إسلام آباد على متن طائرة من طراز"بوينغ 757"تولى 15 من مسؤولي الامن الاميركيين مهمة توفير الحماية الامنية لها، قبل ان يسمح لهم بالذهاب إلى منازلهم بسبب عدم وجود اتهامات داخلية في حقهم، علماً ان ايديهم بقيت مقيدة طوال الرحلة التي استمرت 19 ساعة. واعتقل هؤلاء للاشتباه بتورطهم في قضايا عدة بينها تجاوز فترة الاقامة والسفر باستخدام وثائق مزورة والتعدي الجنسي وحيازة أسلحة غير مرخصة. وأمضى نحو 29 منهم 18 شهراً في سجون ولايتي فرجينيا وتكساس قبل إعادتهم إلى بلادهم. وشددت الولاياتالمتحدة قوانين الهجرة في أعقاب اعتداءات 11 أيلول 2001، ورحلت أكثر من ألفي باكستاني استناداً الى اتهامات مختلفة.