حض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة"العرب على المشاركة الفاعلة في المؤتمر العربي والدولي لدعم لبنان الذي سيعقد في النصف الثاني من كانون الثاني يناير المقبل في باريس باريس-3 من أجل مساعدة اللبنانيين على تحقيق حلمهم في بلد عربي حر ومزدهر". في حين شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على"ان استقرار لبنان وسلامته جزء لا يتجزأ وجزء رئيسي من الأمن والاستقرار في العالم العربي وفي الشرق الأوسط", منبهاً الى"ان سياسات الاعتماد على منطق القوة والسياسات الدولية القائمة على ازدواجية المعايير وسطحية التعامل وتوفير الحماية والدعم لاستمرار احتلال الأراضي العربية، تشكل جذور الأزمة القائمة". وكان السنيورة وموسى يتحدثان في افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري, التي انعقدت في السرايا الكبيرة في بيروت, في حضور رئيس الدورة الحالية للمجلس وزير مال البحرين الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة، ومشاركة ممثلين عن الدول العربية الأعضاء. وبعد كلمة من الوزير البحريني، اكد موسى في كلمته"أن الاجتماع في لبنان الموقف، ولبنان المقاومة، ولبنان العرب هو لنؤكد للبنان وللجميع أن الأخوة ليست كلاماً ولا شعاراً ولا هتافاً، وأن العروبة ليست نشيداً ولا أهازيج، وإنما هي مصلحة مشتركة، وهي التكافل والتعاضد. والجدية في العمل، أو هكذا يجب أن تكون". وعرض موسى الخطوات التي قامت بها الجامعة منذ بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان على المستويين السياسي والاغاثي ورأى"أن العدوان على لبنان مع كل مآسيه أدى إلى تطور رئيسي في عمل الجامعة، والى تنسيق سياسي، وحركة في إطار التكافل الاجتماعي والعمل التنموي لمصلحة لبنان، وجعلتنا ندرس إنشاء جهاز عربي لمواجهة الكوارث التي تهدد أي مجتمع عربي، سواء كانت طبيعية أم بفعل فاعل". وتوقف عند المذكرة التي أعدها لبنان بخسائره وحاجاته، مشيداً بقدرة الشعب اللبناني على تجاوز الأزمة، بمساعدة العرب والعالم. وشدد موسى على ان لبنان"بلد ذو طبيعة خاصة، فبالإضافة إلى جوهره العربي هو نموذج للتعايش والتفاهم ونحن في العالم العربي لن نترك لبنان ساحة للصراع والحروب كما لن نترك الشعب اللبناني العظيم يكافح وحده في مهب الريح". وألقى السنيورة كلمة كرر فيها ان"حجم الخسائر البشرية والمعانات الإنسانية والأضرار المادية والاقتصادية التي نزلت وما زالت تنزل بلبنان، كبير جداً"، موضحاً الخطة التي تتضمن مساعدة المتضررين وتحريك عجلة الإنتاج في مختلف القطاعات. ونوه بالمساعدات العربية"التي تم الالتزام بها لتاريخه وكانت الأداة الأساسية التي مكنتنا من السير في عملية التعويضات بهذه السرعة". ولفت السنيورة الى أن أوضاع لبنان تحتم التحرك بسرعة لإنقاذ اقتصاده"من الوهدة التي أسقطه العدوان الإسرائيلي الأخير فيها".ودعا الى ان يكون"هذا المؤتمر الكلمة الفصل التي ستتخذ على أساسها إجراءات عملية لمساعدة لبنان لا سيما عبر تبنيكم للمقترحات اللبنانية"، مشيراً الى ان"من أشكال الدعم التي يعول عليها لبنان فتح الأسواق العربية في وجه المنتجات اللبنانية، إذ تشكل الصادرات اللبنانية إلى العالم العربي أكثر من 50 في المئة من حجم صادراته". ولدى مغادرته قاعة المؤتمر تحدث السنيورة عن مؤتمر باريس- 3 قائلاً:"نعول كثيراً على دور الأشقاء والأصدقاء وعلى الدور الذي سيلعبه الرئيس الصديق جاك شيراك لدعم لبنان من اجل تحفيز عدد كبير من الدول للإسهام والمشاركة في المؤتمر، مع الإشارة إلى أن الرئيس شيراك سيترأس هذا المؤتمر وأنا على ثقة انه لن يدخر أي وسيلة لإنجاحه". وأضاف:"لبنان في حاجة إلى الكثير وهو تحمل الكثير بصبر وإيمان بانتمائه العربي، وتحمل عن كل الأمة العربية، وأنا لدي كل الثقة بهمة واستعداد جميع المسؤولين العرب والمبادرة إلى القيام بكل ما يمكن أن يكون لديهم من إمكانات". وشدد السنيورة على ضرورة"القيام بالإصلاحات التي تتيح لنا الاستعمال الأمثل للموارد المتاحة وما يمكن أن يتوافر لدينا من خلال المساعدات في تحسين مستويات الأداء". وعما اذا كانت التجاذبات السياسية تؤثر على الدعم الاقتصادي والمالي العربي للبنان, قال:"يجب أن نميز بين العمل الديموقراطي والتجاذبات والمهاترات غير المفيدة التي تضيع الجهود وتوتر الأعصاب والأجواء ولا تأتي بجديد". وعقد المجتمعون جلستين مغلقتين، وقبل إقرار الوثيقة الختامية، زار المشاركون ضاحية بيروت الجنوبية حيث اطلعوا على التدمير الاسرائيلي للأحياء السكنية والتجارية فيها. وكان موسى التقى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري. وأكد في تصريح"ان الأنظار تتجه الآن الى الموقف الداخلي اللبناني الذي لا بد من ان يقوم على التوافق وهو امر مهم يجب السعي إليه من خلال الحوار البنّاء الذي ندعمه جميعنا ونؤيده واعتقد ان التوافق اللبناني والحوار اللبناني امران يمهدان للمستقبل". 300 مليون دولار من الكويت للإعمار وعلى هامش اجتماع المجلس، وقع رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، والمدير العام للصندوق الكويتي عبد الوهاب أحمد البدر، برعاية السنيورة ووزير المال الكويتي بدر مشاري الحميضي، في حضور المدير العام للصندوق العربي عبداللطيف الحمد، مذكرة تفاهم تقدم بموجبها الكويت منحة بقيمة 300 مليون دولار لمساعدة لبنان في إعادة اعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير. وأوضح الحميضي أن"كثراً من الشعب الكويتي يتطلعون للعودة الى لبنان لقضاء إجازتهم فيه، والعيد على الأبواب وسترون أعداد الكويتيين الذين سيأتون". الى ذلك، وقّعت الولاياتالمتحدة ممثلة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية عقد ترسية بقيمة 5 ملايين دولار إلى شركة"خدمات سيكور البيئية في الشرق الأوسط"للمساعدة في حملة تنظيف الشواطئ اللبنانية من الوقود الذي انتشر إثر النزاع الأخير في لبنان.