أصبحت سعاد حميدو خلال شهور قليلة واحدة من أبرز نجمات الشاشة الفرنسية الصغيرة خصوصاً القناة الأولى المعروفة بشعبيتها ورواج مسلسلاتها. وما يثير فرح الفنانة المغربية الأصل وفخرها في الوقت نفسه هو أنها تؤدي في المسلسلات الفرنسية شخصيات تتأرجح بين مفتشة الشرطة والمحامية وربة البيت، بمعنى انها عرفت بعد معاناة طويلة، كيف تتخلص نهائياً من دور المهاجرة العربية المسكينة العاجزة عن تكوين مكانة محترمة لنفسها في المجتمع الفرنسي. وشاركت سعاد حميدو في أفلام مشهورة مثل"ميونيخ"لستيفن سبيلبرغ، وپ"والآن سيداتي سادتي"لكلود لولوش حيث شاركت والدها النجم حميدو أكثر من مشهد، وپ"ثلاثة صفر"من إخراج فابيان أونتنيانتي. ووقفت سعاد أخيراً فوق خشبة مسرح"كوميدي دو باري"الباريسي، في كل ليلة، بصحبة ممثلتين شابتين من دون أي مشاركة رجالية، مؤدية أحد الأدوار الرئيسة في مسرحية"مونولوغ"الأميركية الناجحة التي كتبتها إيف إنسلر. وسعاد هي ابنة الممثل المغربي المعروف حميدو الذي عرف المجد في 1968 عندما منحه السينمائي الفرنسي كلود لولوش دور البطولة المطلقة في فيلم"الحياة والحب والموت"، ومن خلال علاقة الصداقة التي ربطت بين حميدو ولولوش ظهرت سعاد وهي بعد طفلة في السابعة من عمرها في فيلم"رجل وامرأة"من إخراج لولوش نفسه في 1966. إلا ان الشهرة الفعلية بدأت بعد هذا الحدث بحوالى 15 سنة اثر مشاركتها في فيلم من بطولة جيرار دوبارديو عنوانه"الأخ الكبير". وبعد ذلك ظهرت سعاد في عمل فكاهي خفيف عنوانه"الأبله الصغير"أدت فيه شخصية فتاة عربية تعيسة ضائعة في متاهات الغربة. وتوالت الأدوار في حياتها المهنية فبدأت تدرك مأساة والدها كفنان عربي مقيم في أوروبا. وسرعان ما ادركت الفنانة ما فعلته في خمس أو ست سنوات من العمل الفني، وهو الظهور في أفلام جيدة أو أقل ولكن دائماً في دور العربية الطائشة او التائهة والقريبة جداً الى عالم الإجرام والعصابات، فأدركت سعاد ان أفضل مدرسة هي الحياة والتجربة الشخصية، فراحت تبتعد عن السينما وتحاول الانطلاق من نقطة الصفر، إنما في المسرح حيث فرضت نفسها. وجاء التلفزيون في ما بعد، ليقدم لها فرصة مهمة عبر منحها الدور الرئيس في عمل يروي حكاية نجاح المغنية البرتغالية الشهيرة ليندا دي سوزا المقيمة في فرنسا. ونجح الفيلم الى درجة ان القنوات التلفزيونية لا تزال تعيد عرضه في شكل شبه دوري. وإذا كانت سعاد حميدو فخورة الآن وهي في العقد الرابع. من عمرها بما حققته في حياتها الفنية، فهناك من يشعر بهذا الفخر ربما أكثر منها، ولا يكف عن التباهي بالأمر كلما واجه الإعلام. انه والدها حميدو الذي يوزع وقته بين فرنسا وبلده الأصلي المغرب، حيث يشارك في أعمال مسرحية ويقوم ببطولة حلقات تلفزيونية بوليسية أيضاً، ربما تشاركه فيها سعاد في يوم ما.