ما إن انتهى الفنان المغربي العالمي حميدو من تقديم عرض مسرحية"1962"في باريس حتى طار إلى المغرب ليصور مشاهده من الفيلم الفرنسي"غراديفا"إلى جوار النجمة أريال دومبال وإخراج ألان روب غرييه. وحميدو، الممثل الخمسيني، صاحب الإطلالات السينمائية اللافتة والتجارب المسرحية الجريئة، يزور بلده الأم باستمرار. إذ يحرص على التجول في مدنه وتقديم عروضه المسرحية هناك، تلك العروض التي يكون هو فيها الممثل والكاتب والمخرج معاً. وعلى رغم نجاحه على الصعيد الدولي، لا يستغني حميدو عن بلده، ويحرص دوماً على المشاركة فنياً هناك، وها هو يصبح بطلاً لحلقات تلفزيونية مغربية يؤدي فيها شخصية مفتش شرطة على نمط المسلسل الفرنسي الشهير"نافارو". ولم يقرر حميدو بعد إذا كان سيعرض"1962"في الجزائر، والعرض المأخوذ من حرب الجزائر أخرجه مهدي شارف. وفي حديث إلى"الحياة"، استحضر حميدو ذكرياته مع السينما وقال:"ولدت في الرباط في منزل لا علاقة له بالميدان الفني، لكني اكتسبت منذ الصبا حب السينما وطورت رغبة ملحة في متابعة أخبار النجوم لا سيما الأميركيين منهم... كنت وأنا في العاشرة من عمري أعرف من تزوج ومن طلق ومن توفي وكنت أشاهد الأفلام كلها، خصوصاً تلك التي تتحدث على المغامرات ورعاة البقر وكان بطلي المفضل هو النجم الراحل الآن جيمس كاغني... وفي وقت أصبحت قاموساً حياً في شؤون السينما الأميركية تدهورت حالي في المدرسة. لكني لم أقلق كثيراً من كثرة ما قرأته عن حياة النجوم الكبار وعن فترة صباهم في المدرسة إذ كانوا عادة كسولين. فهمت إذاً أن النجاح الفني لا علاقة له بإجادة الدروس بل أن العكس هو الصحيح في أكثر الأحوال. وفي سن الثانية عشرة انضممت إلى برنامج الأطفال في الإذاعة المحلية وشاركت في التمثيليات والفقرات الغنائية إلى أن تشكلت بعد ثلاث سنوات فرقة رسمية للفن الدرامي قدمت أعمالها في الإذاعة... وكنت آنذاك النجم الأول الذي شارك صغيراً في معظم تلك الأعمال، خصوصاً أنهم كانوا يحتاجون إلى أطفال في تلك البرامج". وتابع حميدو مبتسماً:"كل ذلك فعلته من دون أن يرضى والدي عني. أمي هي التي وقفت إلى جواري ودافعت عني وواجهت غضب والدي بدلاً مني. لكني عرفت في ما بعد أن أبي كان يشعر بشيء من الفخر وهو ينصت إليّ في المذياع. ومع استقلال المغرب تطورت الأمور وتكونت بعثات تعليمية إلى الخارج ولا سيما فرنسا في ما يخص الفن المسرحي واستطعت الفوز بمنحة إلى مدرسة الدراما في باريس". ويذكر أن حميدو بنى لنفسه شهرة عالمية بفضل مشاركته الدورية في أعمال أكبر المخرجين الأوروبيين والأميركيين إضافة إلى نشاطه المسرحي في فرنسا والمغرب. وبين أبرز أفلامه"الحياة والحب والموت"للفرنسي كلود لولوش و"رونان"للأميركي جون فرانكنهايمر، وتقاسم البطولة مع كل من روبرت دي نيرو وجان رينو، و"قواعد الالتزام"للأميركي ويليام فريدكين مع تومي لي جونز وسامويل إيل جاكسون، و"هيديوس كينكي"مع بطلة فيلم"تايتانيك"البريطانية كيت وينسليت، و"روزباد"للأميركي الراحل أوتو بريمنغر، و"لعبة جواسيس"تحت إدارة طوني سكوت مخرج الفيلم الأميركي الشهير"توب غان"وبمشاركة كل من روبرت ريدفورد وبراد بيت. وحميدو بدأ يشجع ابنته سعاد على خوض تجارب سينمائية، وهو قدم معها أفلاماً عدة، أبرزها"والآن سيداتي وساداتي".