تعلن مساء اليوم جوائز السيزار التي تمنحها «أكاديمية فنون وتقنيات السينما» للفن السابع في فرنسا، وهي جوائز شبيهة بجوائز الأوسكار ولكنها أقل شهرة منها في العالم العربي، بالنظر للمكانة التي تحتلها السينما الأميركية في العالم عامة وفي مجتمعاتنا بخاصة. وكانت الاكاديمية أعلنت من أسابيع لوائح الأفلام والأسماء المرشحة لنيل الجوائز ومن ضمنها جائزة أفضل فيلم وإخراج وأفضل ممثل وممثلة عن دور رئيسي وثانٍ وأفضل عمل أول وسيناريو ومونتاج وصورة وصوت وموسيقى وديكور وأزياء. وجاءت ضمن لائحة الترشيحات لأفضل فيلم ثمانية أفلام، عرض معظمها في مهرجان «كان» الأخير سواء في المسابقة الرسمية أم في التظاهرات الموازية، مثل «ديبان» لجاك أوديار الفائز بالسعفة الذهبية، و«قانون السوق» لستيفان بريزيه، و«الخيول البرية» (ماستنغ) للتركية الفرنسية دنيز غامزيه ايرغيفين و«مليكي» لماي وان و«الرأس المرفوع» لايمانويل بيركوت، و«فاطمة» لفيليب فوكون، أما الفيلم الثامن المرشح للسيزار والذي لم يعرض في «كان» فهو «ثلاث ذكريات من شبابي» لآرنو ديبليشان الذي أثار عدم اختياره في كان استغراب البعض كون صانعه واحداً من أهم المخرجين الفرنسيين الذين يحرص المهرجان على مشاركتهم. ودخل ضمن ترشيحات أفضل إخراج، جميع المخرجين السابق ذكرهم باستثناء مخرج «فاطمة» - راجع مكاناً آخر في هذا الملحق -. وكان هذا الفيلم قد شارك في أسبوعي المخرجين في مهرجان «كان»، ونال واحدة من أرفع الجوائز السينمائية الفرنسية وهي جائزة «لويس ديلوك»، وقد دخل لائحة الترشيحات للسيزار ليس كأفضل فيلم فحسب بل لأفضل ممثلة كذلك. وهكذا ستنافس بطلته «ثريا زروال»، وهي الممثلة غير المحترفة، كبيرات السينما الفرنسية كاترين دينوف وإيزابيل هوبير وكاترين فروت. وقد أثارت هذه المهاجرة إلى فرنسا والتي لا تتقن اللغة الفرنسية مشاعر المشاهدين بأدائها العفوي والمرتبك أحياناً في «فاطمة» وهي تجسد دور أم مكافحة تعمل في تنظيف البيوت والمؤسسات لتعيل ابنتيها الشابتين. وسيثير فوزها إن حصل الجدل الذي لا ينتهي حول أحقية الممثلين غير المحترفين، الذين أدّوا دوراً قد يكون الوحيد في حياتهم، في نيل جائزة افضل ممثل. يذكر أن الدور الذي لعبته زروال في «فاطمة» مشابه لما تقوم به في الحياة. وكانت تسميتها لجائزة السيزار إلى جانب أسماء ممثلات شهيرات وقديرات في السينما الفرنسية مصدر دهشة وسعادة وفخر لها ولجيرانها في ضواحي إحدى المدن الفرنسية حيث تقيم. كما أن ثمة ممثلة عربية أخرى دخلت ضمن لائحة الترشيحات لأفضل ممثلة وهي المغربية «لبنى أبيضار» عن دورها في فيلم المغربي الفرنسي نبيل عيوش «الزين للي فيك». وكانت الممثلة اضطرت للجوء لفرنسا هرباً من التهديدات التي لاحقتها بسبب دور العاهرة الذي لعبته في الفيلم. ويشار إلى أن الشريط أثار جدلاً واسعاً ومنعاً من العرض في المغرب لاتهامه بالإساءة للمرأة المغربية. وكان لافتاً كذلك ورود اسم السريلانكي انطوني تازان بطل فيلم «ديبان» في قائمة ترشيحات أفضل دور رجالي، فباستثناء منافسته أسماء عريقة في تاريخ السينما الفرنسية مثل جيرار دوبارديو وجان- بيار بكري وفابريس لوكيني وفنسانت ليندون، فهو أيضاً غير محترف وهذا دوره الأول. وضمن الترشيحات في لائحة أفضل فيلم أجنبي، حلّ فيلم أميركي واحد هو «بيرد مان» لأليخاندور غونزاليس ايناريتو جنباً إلى جنب مع فيلمين ايطاليين - «أمي» لناني موريتي و«شباب» لباولو سورينتينو اللذين عرضا في كان أيضاً - وفيلمين بلجيكيين والفيلم الإيراني «تاكسي» لجعفر بناهي! ستكرم الأكاديمية في حفل توزيع الجوائز الممثل الأميركي مايكل دوغلاس للمرة الثانية منذ إنشاء الجائزة عام 1976، ما يثير دهشة عن الأسباب الداعية لذلك. فقد كان يمكن منح التكريم لمخرج أو ممثل أو ممثلة من دول أخرى بدلاً من إعطائها مرتين للشخص نفسه. وكانت تسمية المخرج الفرنسي الشهير كلود لولوش صاحب «رجل وامرأة» رئيساً لاحتفالية السيزار لهذا العام قد أثارت التساؤلات حول ما إذا كانت تلك التسمية ترضية له بعد استبعاد فيلمه الأخير «واحد+ واحدة»، الفيلم الذي صور في الهند ومثّل فيه جان دوجاردان والزا زيلبرشتاين واقترب عدد مشاهديه من المليون، لم يرد في أي من لوائح الترشيحات للسيزار. في السابق حصل ثلاثة من الممثلين الذين عملوا مع لولوش على سيزار أفضل ممثل وهم جان- بول بلموندو عن «مسيرة طفل مدلل» 1988 وفابريس لوكيني كأفضل دور ثان عن «كل هذا من أجل ذاك» 1993 وآني جيراردو عن «البؤساء» 1994، بيد أن هذا المخرج الشهير عالمياً والذي نال عن فيلمه الأشهر «رجل وامرأة» السعفة الذهبية في كان 1966 وكذلك أوسكار أفضل فيلم أجنبي، لم ينل إلى اليوم أي سيزار عن سينماه!