مقديشو، أديس أبابا - ا ف ب، رويترز - تعهّدت «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية المتشددة أمس القتال «حتى آخر رجل» ضد القوات الحكومية وأي قوات من الدول المجاورة التي دعاها البرلمان إلى التدخل لإنقاذ الحكومة من الانهيار تحت وطأة هجوم الإسلاميين. ووجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى هذه الدول، متوعدة بإعادة جنودها إليها «في نعوش». وقال الناطق باسم «الشباب» علي محمد راج في مؤتمر صحافي في مقديشو أمس: «نحذّر بوضوح الدول المجاورة ونقول لها إذا أرادت أن يعود جنودها في نعوش، فلترسلهم إلى الصومال... سيستمتع كلابنا وقططنا بتقطيع جثث جنودكم إذا لبّيتم نداء هذه الدمى (الحكومة)». وأضاف: «نقول لأعدائنا إننا لا نخشى غزواً من الخارج. أجبرنا إثيوبيا على الانسحاب هذا العام، ومستعدون لتكرار ذلك». وأمام الهجوم الشرس للمتمردين الإسلاميين، دعا رئيس البرلمان أول من أمس الدول المجاورة إلى «نشر قوات في الصومال في الساعات ال24 المقبلة»، وذكر كينيا وإثيوبيا وجيبوتي واليمن. وتبنّت الحكومة بياناً أعلنت فيه فرض حال الطوارئ في البلاد، لكنه لم يصبح سارياً بعد في انتظار موافقة الرئيس شريف شيخ أحمد. ورأى راج في هذه التطورات «إشارة واضحة إلى سقوط الحكومة المزعومة التي أسسها الأعداء». وقال: «سنقاتل، نحن المجاهدين الصوماليين الشبان، أي قوات تنتشر هنا لمساعدة الحكومة حتى سقوط آخر مجاهد... سيعيننا الله على هزيمة أعدائنا، ولا يقلقنا عددهم ولا عتادهم». ومنذ السابع من أيار (مايو) الماضي، شنّ الإسلاميون المتطرفون التابعون لحركة «الشباب المجاهدين» و «الحزب الإسلامي» هجوماً غير مسبوق على مقديشو بهدف إطاحة الرئيس الجديد الذي انتخب في مطلع السنة. وردت القوات الحكومية بعدها بأسبوعين بهجوم مضاد منيت خلاله بهزائم عدة. ومنذ آذار (مارس) 2007، تنتشر قوة سلام أفريقية تضم جنوداً أوغنديين وبورونديين في مقديشو، لكنها تعاني من نقص في عديدها (4300 جندي من أصل 8000)، وهي القوة الأجنبية الوحيدة المنتشرة في الصومال. وفي الأيام الثلاثة الماضية، قُتل ثلاثة مسؤولين كبار في سلسلة هجمات، بينهم وزير الأمن الداخلي عمر حسني آدم الذي قتل الخميس في عملية انتحارية نوعية أعلنت «الشباب» مسؤوليتها عنها في بلدوين (300 كلم شمال مقديشو). وأفاد شهود أن قوات إثيوبية انتشرت اول من أمس في منطقة بلدوين. لكن أديس أبابا سارعت إلى النفي على لسان وزير إعلامها بركات سايمون الذي قال إن بلاده لن تتدخل في الصومال «من دون قرار من الأسرة الدولية». وكانت إثيوبيا تدخلت في نهاية العام 2006 ومطلع العام 2007 في الصومال لدعم الحكومة وطرد الإسلاميين من السلطة في مقديشو بتفويض من منظمة «إيغاد» وبدعم من الاتحاد الأفريقي، لكن قواتها انسحبت في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي.