سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشرف يذكر الغرب بمسؤوليته في الأزمة الأفغانية ... وبدور بلاده في "الحرب على الإرهاب" . الهند تعيد "الحرب الباردة" مع باكستان بعد اتهام استخباراتها بتفجيرات مومباي
اتهمت السلطات الهندية الاستخبارات الباكستانية ومنظمة"عسكر طيبة"الباكستانية بمسؤوليتها عن التفجيرات في مدينة مومباي التي أسفرت عن أكثر من 186 قتيلاً و700 جريح في 11 تموز يوليو الماضي. وأعلن أي ان روي مدير الشرطة انه تم التوصل الى حل لغز هذه الانفجارات، بعد اعتقال 4 أشخاص جدد هم مهندس وخبير كومبيوتر وطبيب وصحافي، وبذلك بلغ عدد المعتقلين المشتبه بهم 15 معتقلاً. وأشار إلى أن الاستخبارات الباكستانية خططت للعملية التي أنجزت بإحكام وتزامنت مع تنفيذ عناصر من"عسكر طيبة"هجمات على محطات للقطارات وقت الذروة في مومباي. ونفى أفتاب خان شيرباو وزير الداخلية وطارق عظيم وزير الدولة لشؤون الإعلام الباكستانيان مزاعم نيودلهي. ووصف شيرباو هذه الاتهامات ب"الروتينية وغير المسؤولة"وتفتقر الى براهين، محذراً من إفسادها العلاقة بين البلدين، التي شهدت تحسناً في أعقاب المحادثات بين الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أخيراً. وقال إن الهند تحمّل باكستان دائماً مسؤولية أي حادث من دون أن تقدم دليلاً. وكان مشرّف، ومنذ حصول التفجيرات، اقترح على الهند المساعدة في التحقيقات لكن نيودلهي رفضت العرض جملة وتفصيلاً. وتأتي الاتهامات الهندية بعد أيام من إعلان جهات بريطانية رسمية مسؤولية الاستخبارات الباكستانية عن أعمال عنف وتدريب جماعات إسلامية، ومنها عناصر من حركة"طالبان"للقيام بتفجيرات في لندن، ما أثار حفيظة الرئيس مشرّف الذي دعا حكومة توني بلير الى التنصل من تحمل مسؤولية هذا الاتهام الصادر عن مركز أبحاث تابع لها. وقال الجنرال طلعت مسعود الخبير الاستراتيجي الباكستاني ل"الحياة"إن الاتهامات الهندية المتزامنة مع الاتهامات البريطانية للاستخبارات الباكستانية، هدفها الضغط على حكومة مشرّف. وتعني عملياً نعياً لعملية السلام الجارية بين البلدين منذ أعوام عدة. وأشار إلى أن الهند تريد استغلال الحنق الأفغاني والغربي من باكستان وتحميلها مسؤولية كل ما حدث ويحدث، وذلك"لممارسة مزيد من الضغط على إسلام آباد"، عازياً لجوء هذه الجهات إلى اتهام باكستان لفشلها في معالجة الأوضاع الداخلية في أفغانستانوالهند. من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بياناً ردت فيه على الاتهامات الهندية ودعت نيودلهي إلى إظهار الأدلة ومشاطرة الحكومة الباكستانية المعلومات وإطلاعها على نتائج التحقيق. ونفت"جماعة الدعوة"، التي تعتبر المنظمة الأم لتنظيم"عسكر طيبة"، علاقتها بانفجارات مومباي. وقال الحافظ عبدالرحمن مكي المسؤول عن الشؤون الخارجية في الجماعة ل"الحياة"إن الهند دأبت على توجيه مثل هذه الاتهامات وهي تعكس الفشل في التعامل مع القضايا الداخلية أو القضية الكشميرية. وكان مسؤولون أمنيون سابقون في الهند أشاروا إلى إمكان ضلوع منظمة الطلبة المسلمين في الهند بانفجارات مومباي التي وقعت بعد أيام من أحداث عنف طائفية بين جماعات هندوسية وأخرى مسلمة في ضواحي المدينة. على صعيد آخر أ ف ب، جدد مشرّف تصميم بلاده على مكافحة الإرهاب، مشدداً أمس في حديث الى تلفزيون"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي على ان حلفاءه الغربيين"لن يتوصلوا الى شيء"من دونه. وقال محذراً:"سيتم تركيعكم اذا لم تتعاون معكم باكستان. وهذا كل ما أريد قوله"، نافياً الاتهامات لبلاده بدعم الإرهاب في صورة غير مباشرة من خلال المناورات الخفية لأجهزة استخباراته"أي أس أي". واعتبر انه"اذا لم تكن أي أس أي معكم وباكستان معكم ستخسرون أفغانستان". وذكّر مشرّف الدول الغربية أيضاً بمسؤوليتها في الأزمة الأفغانية منذ بدايتها، وبالدعم الذي قدمته للمجاهدين في حربهم ضد الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة ثم"طالبان"في منتصف التسعينات. وأضاف ان"القاعدة"و"طالبان"ظاهرتان"استوردهما"الغرب الى المنطقة إثر أخطائه الاستراتيجية، مؤكداً:"علينا بالفعل ان نصحح الوضع، لكنني لا أعتقد بأنها مشكلة باكستانية فقط".