انتهت الدورة البرلمانية الاستثنائية في الاردن بضجة اعلامية كبيرة بعد تراجع مجلس النواب بشكل درماتيكي عن تعديلاته التي ادخلها على ثلاثة قوانين هي"الافتاء، والوعظ والارشاد، ومكافحة الفساد"، لتعود تلك القوانين وتنسجم مع الهدف الذي وضعته الحكومة. وعاد المجلس النيابي ليرضي الحكومة بالابقاء على"وصفتها"للقوانين الثلاثة، فحصر مهمة الافتاء بالمفتي العام في المملكة او مجلس الافتاء، وهي خطوة تهدف الى منع الفوضى في الفتاوى، حسب ما تقول الحكومة، خصوصا تلك التي يصدرها"شيوخ"حزب جبهة العمل الاسلامي والتي سبق ان كفرت الحكم في الاردن. كما قصر المجلس مسائل الوعظ والارشاد في المساجد بالعلماء المؤهلين الذين فرض عليهم القانون وجوب الحصول على اذن خطي مسبق للخطابة او الوعظ من وزير الاوقاف، وهي قضية خلافية بين الحركة الاسلامية والحكومات المتعاقبة منذ عشر سنوات مُنع خلالها خطباء المعارضة من اعتلاء منابر المساجد بحجة تسييس الدين واستغلاله لأهداف حزبية. واعتبر نواب جبهة العمل الاسلامي ان تراجع النواب عن"فرملة"طلبات الحكومة في التضييق على"العمل الاسلامي والحريات الشخصية، يأتي في سياق الاستجابة للمطالب الخارجية". وشهدت الجلسة قبل الاخيرة الاثنين الماضي حوارا ساخنا بين النواب الاسلاميين ال17 ورئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي الذي اتهمهم بالافتقار الى"الروح الديموقراطية". وانسحب النواب الاسلاميون من الجلسة ولم يدخلوا الجلسة الاخيرة لاعتقادهم بأن التراجع النيابي جاء بتدخل حكومي مباشر. وزادت الضجة بعد ان عقد المجالي مؤتمرا صحافيا استغرب فيه انتقاد الصحافة لتراجع النواب عن تعديلاتهم، مهددا ب"سن تشريعات تحد من حرية الصحافة"، وهي تصريحات رفضها الصحافيون ونقابتهم، مؤكدين ان حرية الصحافة حق للشعب وليس للصحافيين وحدهم، في وقت ساند نواب المعارضة الصحافة في استنكار التهديد ضدها. ووقعت مشادة كلامية بين اثنين من اعضاء مجلس الاعيان، هما وزير العدل السابق رياض الشكعة ووزير العمل السابق عبدالحافظ الشخانبة، وهي الحادثة الاولى من نوعها في"مجلس الملك"الذي عادة ما تكون فيه النقاشات هادئة جدا نظرا الى كبر سن الاعضاء وخبرتهم الطويلة في الوظائف الرسمية. الى ذلك، اطلقت تصريحات لرئيس الوزراء معروف البخيت في محاضرتين مختلفتين، العنان للصالونات السياسية للتحليل والوقوف على مقاصد تلك الكلمات بعد ان قال في جمعية الشؤون الدولية ان"سياسة الولاياتالمتحدة تصنع في اسرائيل"، وتبعها رجاء من رئيس الجمعية كامل ابو جابر للصحافيين باعتبار كلمات رئيس الحكومة"ليست للنشر". كما وجه البخيت انتقادات مباشرة لسياسة الخطوة خطوة الاميركية الفاشلة، مشيرا الى ان اولى خطوات النهج العربي الجديد هي"اقناع اسرائيل بأهمية حل المشكلة دفعة واحدة". وتبعت تلك التصريحات محاضرة اخرى رفض فيها البخيت"الاعتداءات السورية على الحقوق المائية الاردنية"، في اشارة الى رفع عدد السدود السورية على حوض نهر اليرموك الى 47 سدا. وفرضت اجواء رمضان ايقاعها التقليدي في الاسواق المحلية التي شهدت ارتفاعا في الاسعار، وزادت المخالفات بحق التجار واغلاق المحال وما رافقها من ازمة سير قبيل ساعة الافطار. وشهد الاسبوع الاول زيارات ملكية للعديد من المناطق الفقيرة وتوزيع طرود الخير على المحتاجين وافتتاح مساجد جديدة، وافردت الصحف ملاحق خاصة برمضان ومسابقات دينية جوائزها قيمة، فيما تراجعت مؤشرات البورصة المحلية وشهد بيع اوراق اليانصيب تراجعا. واثار الانتباه مزاعم امرأتين أردنيتين بأن وزير التربية والتعليم خالد طوقان اعتدى عليهما بالضرب عندما وقفتا بباب بيته الاربعاء الماضي طالبتين وظائف لولديهما. وجلست السيدتان امام باب رئاسة الوزراء الاربعاء بانتظار خروج الصحافيين من المؤتمر الاسبوعي للناطق الرسمي وآثار الكدمات ظاهرة على وجه احداهما، فيما أصدر وزير التربية والتعليم بياناً ينفي فيه وقوع الاعتداء. وتجاهلت الصحف الاردنية الحادث، باستثناء جريدة"الدستور"، في وقت نفى وزير التربية ل"الحياة"ان يكون اعتدى على اي من المرأتين اللتين جاءتا الى باب بيته وطلبتا توقيعه على قرار بالتعيين، وارتمت احداهما نفسها على مقدمة السيارة، فيما ارتمت الاخرى على الوزير الذي اعتبر الحادث"عملية ابتزاز لتعيين ولديهما". واستمر الجدل الاسبوع الماضي في وسائل الاعلام في شأن قرار الحكومة بالسماح لشركة"دبي كابيتال"بإنشاء منتجع سياحي في المناطق الحرجية في دبين - محافظة عجلون، والذي تعارضه الهيئات البيئية الأهلية التي تعتقد ان المشروع سيؤثر على الثروة الحرجية، فيما تقول الشركة ان مشروعها سيعود بالنفع على المجتمع المحلي وانها لن تقدم على البدء بالمشروع الا بعد الاستعانة بطاقم متخصص في حقل البيئة بما يحافظ على الاشجار وعدم الاخلال بالتوازن البيئي. واكدت الشركة انها"لن تستسلم للاعتراضات غير المنطقية". كما اصدر امين عمان عمر لمعاني قرارا بوقف العمل في مشروع بناء برجين بارتفاع 42 طبقة في منطقة الدوار الخامس كاستثمار لشركة بيت التمويل الخليجي. وتطالب بلدية عمان بخفض عدد الطبقات الى 32 طبقة، وهو ما ترفضه الشركة، مصرة على انها حصلت على موافقات رسمية ببناء المشروع.