طاولت كوارث الطيران المتكررة في ايران، الحرس الثوري، وأسفرت عن وفاة قائد القوات البرية فيه الجنرال احمد كاظمي وسبعة من كبار ضباطه، في تحطم طائرة عسكرية تقلهم شمال غربي البلاد امس. جاء الحادث بعد اقل من اربعين يوماً على سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز"سي 130"تابعة للحرس الثوري، ومقتل حوالى 97 كانوا على متنها، من بينهم خبراء عسكريون و70 صحافياً ايرانياً. وأصيبت القيادة العسكرية للحرس الثوري باسداران بضربة قاسية في سقوط طائرتها من طراز"فالكون"والتي كانت تقل اضافة الى كاظمي، مساعديه لشؤون العمليات اللواء سعيد سليماني وللشؤون الادارية والاستخباراتية اللواء نبي الله شاه مرادي، اضافة الى سعيد مهتدي قائد"فرقة رسول الله"وقائد قوات المدفعية العميد غلام رضا يزداني ومسؤول التخطيط في الحرس العميد صفدر رشادي. وأكد الناطق باسم الحرس الثوري العميد محمد جزائري ان سقوط الطائرة يعود الى خلل فني طرأ على عجلاتها التي لم تفتح، اضافة الى سوء الاحوال الجوية التي منعت الطيار من الهبوط على احدى الطرق التي لا تبعد اكثر من 13 كيلومتراً عن مطار اورومية في اقليم اذربيجان الغربية المحاذية للحدود مع تركيا. وكانت قيادة الحرس متوجهة الى المنطقة في اطار الزيارات التفقدية الروتينية التي تقوم بها الى المناطق الحدودية. وكان رئيس اركان الجيش الايراني عبدالله صالحي بدأ تلك الزيارات بتفقد اقليمي كردستان وخوزستان للوقوف على جاهزية قواته لمواجهة أي اعتداء محتمل. وكان مقرراً ان تحظى زيارة قائد القوات البرية في الحرس الثوري بأهمية امنية وعسكرية، في وقت تتكاثر المعومات عن امكان ان تكون تركيا والقواعد العسكرية الاميركية فيها، منطلقاً لشن هجوم عسكري على ايران. وبث التلفزيون الايراني مشاهد للطائرة التي تناثرت اجزاؤها على مسافة عشرات الامتار في حقل قرب منازل قرية ايدان -لو. وقال جامشيد محمد - زاده نائب المحافظ المكلف الشؤون السياسية والامنية في محافظة اذربيجان - الغربية ان"الطائرة كانت تقل ثلاثة من افراد الطاقم"، مشيراً الى ان"فرق الانقاذ موجودة في المكان لكن لم يتم التعرف بعد الى كل الجثث". وأوضح محافظ المنطقة رحيم غرباني ان"عجلات الهبوط في الطائرة لم تفتح، وحاول الطيار الهبوط على ارض خلاء، ففقد السيطرة عليها وانفجرت عند اصطدامها بالارض". وقال رضا طلائعي- نك رئيس لجنة الدفاع في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والامن القومي انه"قبل تحطم الطائرة، ابلغ الطيار برج المراقبة في اوروميه بوجود مشكلات فنية وعطل في محركي الطائرة". ونقلت عنه وكالة انباء"مهر"شبه الرسمية المقربة من الحرس، ان الوقود نفد من الطائرة ما يفسر تعطل محركيها. يذكر ان الحرس الثوري أنشئ غداة الثورة الاسلامية عام 1979 ويعتبر الجيش العقائدي للنظام، وهو بمثابة جيش فعلي موازٍ للجيش النظامي، لكنه يملك امكانات تقنية ومالية افضل، كما ان صواريخ"شهاب -3"سلمت اليه. ويلعب الحرس دوراً في حماية النظام في حال حصول اضطرابات داخلية. ووضعت ميليشيا"الباسيدج"التي تضم عشرة ملايين عنصر، تحت امرته مباشرة. وفي السنوات الماضية، شهدت ايران حوادث طيران مدني او عسكري، علماً ان الاسطول الجوي يتقادم في ظل العقوبات الاقتصادية الاميركية والحظر الذي تفرضه بعض الدول الاوروبية على مبيعات الطائرات.