امتدت طوابير مواطنين خارج مستشفيات المحافظاتالشرقية في تركيا، بعد تأكيد الاتحاد الأوروبي أربع اصابات بشرية بانفلونزا الطيور، لإخوة من عائلة واحدة توفي ثلاثة منهم والرابع في حال حرجة يعالج في مستشفى"فان"شرق البلاد. وتواجه فرق وزارة الصحة التركية صعوبات شديدة في التعامل مع حال الهلع التي أصابت سكان المنطقة الشرقية وبدأت تمتد تدريجاً نحو الغرب، اثر اكتشاف حالات مرضية بين الطيور في المناطق الجنوبية والوسطى. وأعلنت المفوضية الاوروبية امس ان سلالة"اتش5 ان1"من فيروس انفلونزا الطيور هي التي تسببت في تفشي المرض أخيراً في تركيا. ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نداء الى مواطنيه حثهم فيه على عدم اخفاء الطيور من أجل تجنب التخلص منها. وعلى رغم توجّه آلاف الى المستشفيات للخضوع للكشف الطبي، أكد وزير الصحة رجب أكضاغ ان عدد الاصابات المشتبه بها هو 34 فقط، وان التحاليل لم تثبت بعد وقوع اصابات جديدة بين البشر، لافتاً الى ان الحالات محصورة في عائلة بسبب اتصال مباشر مع الطيور. وشدد وزير الزراعة والثروة الحيوانية مهدي أكار على ضرورة نشر الوعي بين القرويين لمحاربة انتشار المرض بين الطيور والدواجن. وذكر ان انفلونزا الطيور ظهر قبل أشهر في محافظة مانياس غرب البلاد، وحوصر بسرعة لأن سكان المنطقة تعاونوا مع الحكومة، ومعظم الطيور كان في مزارع أمكن الكشف عليها. لكن الحكومة تتعامل الآن مع وضع أصعب اثر انتشار المرض بين الدواجن التي تربيها غالبية السكان في المحافظاتالشرقية، وتشكل جزءاً أساسياً من مصادر غذائهم ومداخيلهم. وأشار أكار الى عملية"تمشيط"واسعة لحصر الحالات المرضية بين الطيور، علماً ان السلطات تخلصت من 14 ألف طائر حتى الآن. ونفى مسؤولون حكوميون اتهامات من المعارضة لهم بالتباطؤ في التصدي للمرض، واستشهدوا بسجلات دول أوروبية مثل هولندا، استغرقت مكافحتها المرض نحو ثلاث سنوات. لكن المعارضة وجهت سهامها هذه المرة الى الحكومة بحجة عدم وجود تنسيق بين الوزارات، وعدم تشكيل لجنة طوارئ للعمل مع البلديات، خصوصاً مع انتشار صور لمتجولين يبيعون الطيور والدواجن في الشوارع، ويكلفون أطفالاً بذبحها ونتف ريشها، على رغم تحذيرات وزارتي الصحة والزراعة. الى ذلك، وصلت الى أنقرة لجنة من منظمة الصحة العالمية للتأكد من ان الحكومة التركية تتعامل بشفافية وجدية مع المرض وتقديم نصائح. وقالت الدكتورة كارولين براون عضو اللجنة إنها ستعد تقريراً عن الوضع وطريقة تعامل الحكومة التركية مع المرض.