اكدت وزارة الصحة التركية امس، تسبب مرض انفلونزا الطيور في حالة وفاة ثالثة لفتاة في ال11 من عمرها، تنتمي الى عائلة كوجيغيت المتحدرة من محافظة فان شرق البلاد، بعدما قضى فيروس"اتش 5 ان 1"المميت على شقيقيها سابقاً. واوضحت الوزارة ان انفلونزا الطيور اصابت رئتي الفتاة التي تدعى هوليا، في وقت اظهرت الفحوص التي خضعت لها بعد وفاتها في السادس من الشهر الجاري خلوها من المرض. واعلنت الوزارة رصد اصابتين جديدتين بالفيروس، ما رفع عدد الاشخاص الذين ظهرت عليهم اعراض المرض الى 18، منذ نهاية كانون الاول ديسمبر الماضي. وفي وقت اشار وزير الزراعة مهدي ايكر الى انتشار انفلونزا الطيور بين الدواجن في 11 من 81 اقليماً، والاشتباه بوجوده في 14 اقليماً آخر، صرح شيجيرو أومي المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة غرب المحيط الهادئ، بان خطر ظهور الوباء يزداد يومياً،"لكنه غير حتمي في حال طبقت الدول والمؤسسات الصحية بسرعة اجراءات مكافحته والتعامل مع اخطاره. ورأى أومي، في كلمة ألقاها على هامش المؤتمر الدولي لبحث اساليب مكافحة انفلونزا الطيور في طوكيو، شاركت فيه 21 دولة، ان ظهور اصابات جديدة في تركيا"يؤكد تدهور الوضع مع تقدم الوقت، على رغم ان آسيا لا تزال تشكل مركز التهديد الرئيسي للمرض في العالم". واعلن اومي ان تشكيل لجنة تضم خبراء عالميين من خارج المنظمة الدولية خلال الاشهر القليلة التالية، من اجل تقديم ارشادات في شأن التعامل مع تفشي محتمل لوباء انفلونزا الطيور،"يمنحنا فرصة اكبر لوقف انتشار الفيروس أو ابطائه قبل خروج الامر عن السيطرة ومواجهة العالم عواقب صحية واجتماعية واقتصادية وخيمة". وعرضت منظمة الصحة العالمية في المؤتمر توقعاتها لانتشار الوباء والاستجابات اللازمة، مؤكدة الحاجة الى تعزيز الاكتشاف الباكر للحالات والابلاغ عنها. وابدت اعتقادها بأن ضعف الرقابة شكل أحد عوامل انتشار المرض المفاجئ في تركيا. وشدد الدكتور هيتوشي اوشيتاني الذي يشغل منصب مستشار في منظمة الصحة العالمية على ضرورة تقصير الفترة التي تفصل بين اكتشاف الحالات والابلاغ عنها تمهيداً لاحتواء الفيروس،"باعتبار ان البطء الشديد رافق تنفيذ هذا الاجراء ضمن فترة أسبوعين كفترة وسطية". مخاوف من استيطان المرض وحذر ديفيد نابارو منسق الاممالمتحدة لشؤون انفلونزا الطيور من امكان استيطان المرض في تركيا كما حصل في أجزاء من آسيا حيث اكتشف المرض للمرة الاولى عام 2003 وتهديده الدول المجاورة بشكل خطر. وذبحت ايران اكثر من 50 ألف طائر في منطقة اذربيجان الغربية المحاذية للحدود مع تركيا، بعدما عوضت على اصحابها، لكنها اكدت عدم رصد اي اصابة بشرية بأنفلونزا الطيور. وجاء ذلك بعدما اقفلت ايران حدودها التجارية مع محافظة فان التركية، واتخذت اجراءات تعقيم وتطهير السيارات التي تعبر نقطة الحدود في غوربولاك. كما دعت مواطنيها الاحد الماضي الى عدم التوجه الى تركيا. وفي لبنان، اكدت وزارة الزراعة خلو البلاد كلياً من انفلونزا الطيور، في وقت اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي اصابة عبر تشكيل 12 فريقاً فنياً نشرت فى انحاء البلاد لاخذ عينات من المزارع تمهيداً لفحصها في مختبرات. وفي غضون ذلك، دعت روسيا مواطنيها الى تجنب السفر الى تركيا الا في حال الضرورة القصوى، بسبب انتشار مرض انفلونزا الطيور فيها وتسببه بحالات وفاة. على صعيد آخر، اعلنت السلطات وفاة امراة في سن ال29 بأنفلونزا الطيور في مستشفى سوليانتي ساروزو المتخصص بالامراض المعدية في العاصمة جاكرتا، حيث ادخلت المستشفى قبل ثلاثة ايام واوضحت وزارة الصحة ان المرأة لمست دواجن نافقة نقلت اليها فيروس"اتش 5 ان 1"المميت. وتسببت انفلونزا الطيور بوفاة 11 شخصاً في اندونيسيا، ونحو ثمانين شخصاً في آسيا وتركيا منذ 2003.