بثت قناة"الجزيرة"أمس شريط فيديو ظهر فيه المانيان محتجزان في العراق وحضا حكومتهما على المساعدة في الافراج عنهما، فيما تعهدت المستشارة انجيلا ميركل بذل كل ما في وسعها لتحريرهما. وظهر الألمانيان المحتجزان في الشريط وقد وقف خلفهما مسلحون ملثمون. ولم يكن ممكناً سماع صوتيهما، لكن"الجزيرة"أكدت أن التسجيل الذي يحمل تاريخ 24 كانون الثاني يناير، يوم خطفا، يُظهر الرجلين وهما يدعوان حكومتهما الى العمل لتأمين اطلاقهما. ووصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في تصريحات الشريط بأنه"مؤلم للغاية". وقالت ميركل إن ألمانيا كلها"تأثرت بشدة بالصور"، وتعهدت"بذل كل ما هو ممكن لإعادة مواطنينا الى بلدهما سالمين... من دون أن يصيبهما أذى وفي صحة جيدة." وقال شتاينماير للتلفزيون الالماني ار تي ال:"جرى اتصال مع الخاطفين". غير أن وزارة الخارجية أوضحت ذلك في وقت لاحق بقولها ان كلمة"اتصال"كانت تشير فقط الى بث الشريط. وتعكف الاستخبارات الالمانية على فحص الشريط، لكن ناطقاً باسمها رفض القول إذا كانت خلصت الى أي نتيجة. وأعلنت"الجزيرة"انها تسلمت الشريط من جماعة تطلق على نفسها اسم"كتائب انصار التوحيد والسنّة"التي لم تعلن مطالبها. وكلمة"التوحيد"لها وقع خاص في المانيا، نظراً الى ما يعرف ب"قضية التوحيد"التي نظرت اليها إحدى المحاكم في دوسلدورف. وانتهت المحاكمة الطويلة في تشرين الأول اكتوبر بإدانة أردنيين وفلسطيني بتهمة الانتماء الى جماعة اسلامية خططت لمهاجمة مرقصين يملكهما يهود ومركز اجتماعي في برلين. وكان اسم"التوحيد والجهاد"، هو الاسم السابق للجماعة التي يقودها الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي حليف"القاعدة"الذي تعتبره الولاياتالمتحدة وراء معظم هجمات المقاتلين على قواتها، ويتصدر قائمتها للمطلوب إلقاء القبض عليهم. لكن جماعة الزرقاوي اصبح اسمها الآن"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". وكان الرجال المدانون اقاموا علاقات مع"جماعة التوحيد". وخطف المهندسان الالمانيان اللذان عرفتهما تقارير اعلامية باسمي رينيه برايونليخ وتوماس نيتشكيه الثلثاء من موقع عملهما في بلدة بيجي الصناعية، التي تقع على بعد 180 كيلومتراً شمال بغداد. ونفذ عملية الخطف حوالي ستة مسلحين على الأقل يستقلون سيارتين من دون لوحات من امام مصنع للمنظفات داخل مجمع صناعي يحيط بأكبر مصفاة نفط. وبعد فترة هدوء نسبية زادت عمليات خطف الأجانب في العراق خلال الثلاثة اشهر الماضية. وخطف أكثر من 200 أجنبي وآلاف العراقيين منذ احتلال العراق عام 2003. وافرج عن غالبية الرهائن الأجانب، لكن 54 قتلوا ويعتقد ان عشرات مازالوا محتجزين. وفي الشهر الماضي افرج عن عالمة الآثار الالمانية سوزان اوستهوف بعدما احتجزت رهينة ثلاثة اسابيع. وأفادت تقارير إعلامية، نقلاً عن ديبلوماسيين، ان برلين دفعت لخاطفي اوستهوف خمسة ملايين دولار. وبعد يومين من الافراج عنها، افرجت الحكومة الألمانية عن عضو في"حزب الله"اللبناني صدر عليه عام 1985 حكم بالسجن مدى الحياة لقتله سائقاً في البحرية الأميركية. وترفض برلين الربط بين القضيتين. وطلبت الحكومة الألمانية من الصحافيين الامتناع عن ترديد التكهنات عن دفع فدية حتى لا تشجع خاطفين يسعون الى المال.