أعلن مجلس الأمة البرلمان الكويتي أمس خلو منصب الأمير طبقاً لقانون توارث الإمارة بعدما قرر، وبإجماع أعضائه، تنحية الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح عن هذا المنصب لأسباب صحية، وباتت كل صلاحيات الإمارة، حسب الدستور، في يد مجلس الوزراء الذي سيطلب عقد جلسة برلمانية خاصة الاثنين المقبل لترشيح الأمير الجديد الذي من المؤكد أن يكون الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء الحالي. وبحث المجلس، في جلسة خاصة أمس وخلف أبواب مغلقة، في طلب مجلس الوزراء تفعيل قانون توارث الإمارة بسبب الحال الصحية للشيخ سعد 76 سنة الذي شغل منصب ولي العهد من 31/12/1977 حتى 15/1/2006 وصار أميراً للكويت بنص الدستور عند وفاة الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح الاسبوع الماضي. وكان موضوع الجلسة أمس بحث في الحال الصحية للشيخ سعد وما اذا كانت تحول دون تسلمه مهمات الامارة، بينما تردد طوال اليوم ان الشيخ سعد سيتنازل طوعاً عن الامارة لكن الخطاب الذي يحمل هذا القرار جاء متأخراً وبعدما صوت المجلس واتخذ قرار العزل. ووفقاً لنواب فإن جلسة تنحية الأمير تضمنت تقريراً طبياً من صفحتين تلاه وزير الصحة الشيخ أحمد العبدالله الصباح حول الوضع الصحي للشيخ سعد، ويوجز التقرير رأي طبيبين احدهما اختصاصي في جراحة المخ والآخر يتابع الشؤون العلاجية للشيخ سعد منذ عشر سنوات. ويستنتج التقرير المقدم من مجلس الوزراء ان الشيخ سعد يعاني من أمراض عدة وكان تعرض لجلطات صغيرة في المخ وأن لديه قصوراً في أداء المهمات اليومية وعجزاً عن القيام بالأعباء الرسمية ومتاعب في البصر، وكان أزيل منه ورم سرطاني في الغدة الدرقية. وبعد التقرير فتح الرئيس الخرافي المجال للنقاش فتحدث أربعة نواب هم أحمد السعدون وجمال القمر وعبدالله الرومي ويوسف الزلزلة وكان حديثهم عاماً ولا يتضمن اعتراضاً على طلب الحكومة تنحية الأمير لأسباب صحية ولا جدالاً حول مدى صحة أو عدم صحة التقرير الطبي، الا ان السعدون قال ان لديه تحفظاً دستورياً على فكرة اعلان المجلس خلو منصب الامارة، وقال ان هذا"لا يكون الا بوجود ولي عهد وهذا غير موجود حالياً وهذا وضع استثنائي"، الا ان السعدون تابع انه رغبة منه، عدم مخالفة الاجماع الوطني فإنه سيصوت بالموافقة على التقرير. وكان لافتاً ان الجلسة التي بدأت العاشرة صباحاً توقفت وأرجئت 3 مرات بسبب تردد معلومات حول احتمال تنازل الشيخ سعد طوعاً ووصول كتاب منه بهذا القرار، بل أوشكت اجراءات عزل الأمير ان تلغى بعد وصول كتاب التنازل في اللحظة الأخيرة لولا ان أطرافاً في الحكومة كانت ترى ان تنحية الشيخ سعد برلمانياً أكثر سلامة من الناحية الدستورية من قبول كتاب التنازل. ووفقاً لنواب، فإن الشيخ فهد سالم العلي وصل الى البرلمان الساعة الثانية بعد الظهر ومعه كتاب تنازل الشيخ سعد، وكذلك الأختام الخاصة بالشيخ سعد، إلا أن رئيس الوزراء الشيخ صباح امتنع عن أن يكون هو من يختم الكتاب، وطلب احضار الكتاب مختوماً من"قصر الشعب"مقر اقامة الشيخ سعد. وبعدها بساعة حل نجل الأمير الشيخ فهد سعد العبدالله الصباح ومعه الكتاب المختوم، وجرى ادخال الكتاب الى قاعة البرلمان، بينما النواب يصوتون على التقرير الطبي. وقال نائب ل"الحياة"إنه كان ممكناً أن يوقف المجلس اعلان نتيجة التصويت، وأن يعلن الأمير تنازل طوعاً وأن يُستغنى عن تفعيل اجراءات تنحية الأمير، ألا أن الحكومة التي راقبت"مماطلات"احضار كتاب التنازل"فضلّت ان تعلن النتيجة، وأن يخلو منصب الأمير بقوة القرار البرلماني بدلاً من الركون الى كتاب تنازل قد يتم التشكيك فيه مستقبلاً، كما قال النائب. وبذا صوّت المجلس بإجماع 65 عضواً على تنحية الأمير الشيخ سعد العبدالله طبقاً للمادتين الثالثة والرابعة من قانون توارث الإمارة، وأعلن خلو منصب الأمير. وبعد النتيجة، قام رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وأبلغ النواب بورود كتاب مختوم من الشيخ سعد بتنازله وطلب أن يرفق هذا الكتاب بقرار المجلس. والغى قرار المجلس بتنحية الأمير وكتاب استقالته جلسة كان الأمير طلب عقدها مساء أمس لاداء القسم. وكان الشيخ سعد عانى منذ عام 1997 من نزيف في القولون وتدهور حاله الصحية منذ ذلك الحين وتردد كثيراً للعلاج في الخارج، وأدى ذلك الى تنازله عن منصب رئاسة الحكومة في تموز يوليو 2003.