حرص الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ابلاغ جميع قادة المنظمات الفلسطينية، خلال لقائهم في"قصر الشعب"في دمشق دعم بلاده"الكامل لخيار المقاومة"، في مقابل تأكيد قادة المنظمات الاسلامية واليسارية"رفض نزع سلاح المقاومة في الداخل"، وان المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي"لا تعني التخلي عن خيار المقاومة". وقالت مصادر ايرانية ل"الحياة"امس ان وفدا من قيادة"حزب الله"برئاسة الامين العام حسن نصرالله التقى في مقر السفارة الايرانية الرئيس الايراني قبل مغادرته دمشق امس منهياً زيارة رسمية لها استمرت يومين. كذلك استقبل احمدي نجاد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري. وافاد بيان لحركة"امل"ان البحث، خلال المقابلة،"تركز على ضرورة الحفاظ على لبنان ووحدته وسيادته ومقاومته وسبل تمتين هذه الوحدة في مواجهة الاخطار المحدقة بالمنطقة وعلى الحاجة الى العمل على تحسين العلاقات اللبنانية - السورية في اطار مصلحة البلدين". ولم يجر التطرق في لقاء احمدي نجاد قادة المنظمات الى اتهامات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز لسورية وايران بالوقوف وراء العملية الانتحارية في تل ابيب اول من امس التي تبنتها"الجهاد الاسلامي". ونقل عن موفاز قوله"ان طهران مولت الاعتداء، وخططت سورية له ونفذه الفلسطينيون". وجرى التشديد، خلال اللقاء الايراني - الفلسطيني، على"الضغوط الظالمة"التي تتعرض لها دمشقوطهران وعلى ضرورة تشكيل"جبهة ممانعة"من القوى والاطراف المعنية. وقال رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل ان"الجهاد فريضة على المسلمين"، فيما اكد الامين العام ل"الشعبية - القيادة العامة"احمد جبريل اهمية"تلاحم كل الجهود الايرانية - السورية - اللبنانية - الفلسطينية لمواجهة هجمة الضغوط الاميركية". وحضر اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية مع احمدي نجاد، الى مشعل وجبريل، زعيم"الجهاد الاسلامي"رمضان عب الله شلح والامين العام ل"الديموقراطية"نايف حواتمة ومسؤول الخارج في"الشعبية"ماهر الطاهر وزعيم"فتح - الانتفاضة"العقيد ابو موسى وزعيم"الحزب الشيوعي"عربي عواد. وبعد تقديم احمدي نجاد عرضا لمواقف بلاده"الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تحرير اراضيه"في اللقاء الذي استمر نحو ساعة، بدأ الحديث جبريل باعتبار أنه جلس في مقابل احمدي نحاد، ثم تناوب في تقديم المداخلات ابو موسى ومشعل والطاهر وحواتمة. ورغم ان هذه اللقاءات بين المسؤولين الايرانيين خلال زياراتهم دمشق مع قادة المنظمات الفلسطينية باتت امراً دورياً، فإن لقاء امس اكتسب اهمية خاصة بعد تأكيد الرئيس الايراني اهمية"تعزيز جبهة المقاومة"في الشرق الاوسط، على خلفية الضغوط التي تتعرض لها بلاده وسورية في آن. وقال مصدر مطلع ل"الحياة"ان لقاء احمدي نجاد مع مسؤولي المنظمات"عادي، لكن حصوله في هذا التوقيت يدل على ان الضغوط الخارجية لن تفيد في التنازل عن المبادئ وانه لا بد من اتباع اسلوب الحوار الموضوعي والبناء على المبادئ القومية والوطنية". وقال الطاهر، بعد اللقاء، ان احمدي نجاد"ابلغنا وقوف ايران بكل قوة الى جانب الشعب الفلسطيني، واننا تحدثنا عن واقع الشعب الفلسطيني وان المشاركة في الانتخابات لا تعني التخلي عن الكفاح والمقاومة بكل وسائلها". وذكر ان بعض المتحدثين"شدد على حق ايران بامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية". وفي مقابل تأكيد بعضهم بأن"الضغوط التي تتعرض لها ايران تعود الى المواقف المميزة للرئيس احمدي نجاد، وسورية بسبب مواقفها القومية والوطنية ودعمها القضية الفلسطينية"، قال الطاهر انه"جرى التطرق الى محاولات نزع سلاح المقاومة في الداخل، فأكدنا ان شعبنا لن يقبل نزع السلاح تحت أي ظرف من الظروف". ونقلت مصادر فلسطينية ل"الحياة"عن مشعل قوله ان"الجهاد فريضة. هناك ديموقراطية في الساحة الفلسطينية. قد نختلف كفصائل في اجتهاداتنا، لكن الجميع متفق على الجهاد واستمرار المقاومة". وشدد جبريل على ضرورة"تلاحم كل الجهود لمواجهة الهجمة التي تتعرض لها المنطقة". الى ذلك، أعرب الجانبان السوري والايراني، في بيان مشترك صدر في ختام زيارة احمدي نجاد، عن"ادانتهما للتهديدات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان وعبرا عن تقديرهما للمقاومة البطولية للشعب اللبناني في مواجهة هذه الانتهاكات الاسرائيلية"مع"دعم استقرار لبنان وسيادته". وأكدا"حرصهما على أن يأخذ التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مجراه على اسس مهنية وقانونية وحيادية"، وحذرا من"اي محاولة لاستغلال هذه الجريمة الآثمة لاغراض سياسية تستهدف الضغط على سورية والابتعاد عن الوصول الى الحقيقة والذي هو الهدف الاساسب للجنة التحقيق الدولية". كما اعتبر الجانبان ان"توجيه الاتهامات المسبقة قبل انتهاء التحقيق الدولي هو استفزاز غير مبرر ويخدم اعداء لبنان وسورية. كما اكدا دعمهما لاستقرار لبنان وسيادته"، وأعربا عن"القلق من استمرار التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة وحذرا من التداعيات السلبية لذلك على استقرار وأمن المنطقة".