اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان الاساس في مواجهة الضغوط المستمرة التي تتعرض لها بلاده"هو الوحدة الوطنية المتينة والثقة بالنفس وبعدالة المواقف التي تتخذها سورية"، محذراً من"محاولات مكثفة لاضعاف العرب وزعزعة استقرارهم". واضاف الاسد خلال ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة موضوع الاصلاح القضائي امس:"ان استقلالية القرار السياسي السوري مبنية على قدرة سورية على تعزيز طاقاتها التنموية واستثمار موقعها الاقتصادي والجغرافي المهم افضل استثمار وتطوير تقانة العمل وتحسين الاداء في كل مجالات الحياة". من جهة اخرى، عقد رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل امس لقاء علنياً مع تسعة من قادة المنظمات الفلسطينية، تركز على"تنسيق الجهود بين الاطراف المستهدفة"بحملة الضغوط الاميركية. وفيما قال المسؤول الايراني ان مواجهة ضغوط واشنطن وسعيها الى"عزل"سورية وايران تتم ب"تعزيز العلاقات"بين البلدين، قال الامين العام ل"الجبهة الشعبية-القيادة العامة"احمد جبريل ان"الدفاع عن سورية هو دفاع عن فلسطينوايرانولبنان ودفاع عن الامة". واوضح مسؤول فلسطيني ل"الحياة"ان اللقاء استهدف"تأكيد اهمية التنسيق السوري - الايراني - الفلسطيني - اللبناني لمواجهة المرحلة المقبلة"، واضاف:"هناك مخطط اميركي لاعادة ترتيب المنطقة لذلك على جميع الاطراف المستهدفة التنسيق في ما بينها". وكان لافتاً ان وزارة الاعلام السورية دعت مراسلي الصحف العربية والاجنبية واعلاميين رسميين لتغطية اللقاء الذي حصل في مقر السفارة الايرانية في حي المزة جنوبي دمشق. وحضر اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة كل من زعيمي"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل و"الجهاد الاسلامي"رمضان عبد الله شلح والامين العام ل"الجبهة الديموقراطية"نايف حواتمة وجبريل ومسؤول الخارج في"الشعبية"ماهر الطاهر وزعماء"فتح - الانتفاضة"ابو خالد العملة و"جبهة النضال"خالد عبد المجيد والحزب الشيوعي عربي عواد. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان حداد عادل تحدث في بداية اللقاء عن جولته في لبنان وسورية وقال انها استهدفت"بعث رسالة دعم لسورية ولبنانوالفلسطينيين في وقت تتعرض دمشق لضغوط كبيرة"وكذلك ل"تهنئة للشعب الفلسطيني على انجاز تحرير قطاع غزة". وبعدما شدد المسؤول الايراني على ان"غزة خطوة اولى وليست اخيرة"، ابلغ الحاضرين ان ايران تنوي استضافة مؤتمر لدعم الشعب الفلسطيني في الاشهر المقبلة. ودعا السفير الايراني الاسبق السيد محتشمي عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر الى"حضور جميع الاحزاب والقوى العربية" وقالت مصادر المجتمعين ل"الحياة"ان مشعل كان اول المتحدثين فعبّر على"الاعجاب بطريقة ادارة ايران لمشكلتها مع الغرب في شأن الملف النووي"قبل ان يشدد على ان"المقاومة مستمرة. السياسة ليست بديل المقاومة بل مكملة لها"، محذراً من ان"الضغوط تستهف سلاح المقاومة لكن نحن كفصائل موحدون وفي خير". وتدخل هنا رئيس مجلس الشورى الايراني ليشبه الانسحاب من قطاع غزة بقطعة رغيف اعطيت للشعب الفلسطيني كي يتنازع اطرافه عليها. وقال:"هذه اخطر مرحلة ويجب عدم الانزلاق الى المنافسات ولا بد من الوحدة". من جهته، ذكر حواتمة بأنه كان"اول صوت فلسطيني يقف مع ايران"، قبل ان يقدم شلح مداخلة قصيرة تضمنت قوله ان مجيء حداد عادل الى لبنانوفلسطين"رسالة، العالم فهمها ونحن فهمناها والكل فهمها". وحين تحدث جبريل، عن"موقع سورية، وان الدفاع عنها هو دفاع عن فلسطينوايرانولبنان"تدخل المسؤول الايراني ايضاً فقال"لذلك جئنا الى سورية"، أما العملة فغمز من قناة الموقف الايراني في العراق عندما شدد على"وجوب ان يقاوم الجميع الاحتلال الاميركي للعراق".