ادّعى القضاء اللبناني على 13 موقوفاً من جنسيات فلسطينية وأردنية وسورية وسعودية ولبنانية للاشتباه بانتمائهم الى تنظيم"القاعدة"، وبجرم"تأليف عصابة مسلحة للقيام بأعمال ارهابية، وتزوير أوراق خاصة ونقل وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة"، سنداً الى مواد قانونية تصل عقوبتها الى السجن المؤبد. وجاء الكشف عن"المجموعة المسلحة"، التي أكدت مصادر أمنية ارتباط عناصرها بتنظيم"القاعدة"، بعد تسرب انباء عن ان فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ألقى القبض على بعض أفرادها نهاية الشهر الماضي أدت التحقيقات معهم الى حملات دهم في مدينة صيدا الجنوبية وفي أحياء عدة من العاصمة بيروت ومناطق في البقاع انتهت الى توقيف 12 شخصاً. راجع ص6 و7 وحصل هذا التطور الأمني في وقت أشارت مصادر أميركية في مجلس الأمن القومي في واشنطن الى تقارير عن تحوّل في استراتيجية تنظيم"القاعدة"نحو توسيع نشاطه وعملياته لتشمل اسرائيل ودولاً شرق أوسطية عدة غير العراق، لكن المصادر أوضحت ان لا دليل على تورط"حزب الله"بعلاقة تنظيمية مع"القاعدة"، في ضوء اعلان الأخير عن إطلاقه صواريخ من الجنوباللبناني نحو الشمال الاسرائيلي في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي. وتسلّم أمس مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي أحمد عويدات ملف التحقيق مع العناصر ال13 في المجموعة بعد التحقيقات الأمنية معهم، و"ادّعى عليهم وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري رشيد مزهر الذي سيباشر استجوابهم اليوم"، ليطلب بعد ذلك الاجراءات القانونية في حق كل منهم. وفيما رفضت المصادر القضائية الكشف عن أسماء الموقوفين ال13، قالت مصادر أمنية ل"الحياة"انهم ينتمون الى مجموعات عدة تتشكل من حلقة واحدة موزعة على عدد من المناطق اللبنانية، مشيرة الى انها كانت في طور"تأسيس البنى التحتية تمهيداً لشن عمليات ارهابية"رفضت الخوض في طبيعتها وأهدافها"حرصاً على سلامة التحقيق". وأوضحت المصادر الأمنية ان الموقوفين"كانوا يحملون أوراقاً شخصية وجوازات سفر مزوّرة، وان التحقيقات الأولية حددت جنسياتهم"مؤكدة أن عدداً منهم كان"دخل لبنان على دفعات في فترات زمنية متقاربة". ولفتت الى ان بعض الموقوفين اعترف بانتماء الفلسطيني خالد طه الى تنظيم"القاعدة"في لبنان وكان اسمه ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مجلس الأمن الدولي، على أنه كان على علاقة مع أحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط فيديو على أنه نفّذ عملية الاغتيال. وأضافت ان طه، وكما ورد في التقرير تولى تأمين انتقال أحمد أبو عدس الى دمشق وانه لا يزال متوارياً عن الانظار وهو مطلوب حالياً للمثول امام لجنة التحقيق، لكنها لم تستبعد ان يكون متعدد الانتماءات. وأكدت المصادر الأمنية ان فرع المعلومات يلاحق طه حالياً لتوقيفه وان الاتصالات جارية لمعرفة ما اذا كان يقيم في لبنان او في سورية. ونفت ان يكون للموقوفين علاقة بالصواريخ، التي أطلقت اواخر العام الماضي من الجنوب باتجاه شمال اسرائيل، وقالت"جرى التأكد من ذلك في التحقيقات التي اخضعوا لها". وقالت مصادر اخرى، اطلعت على جانب من التحقيقات الاولية، ان تخطيط المجموعة لم يشمل عمليات من الجنوباللبناني، ولا على الاراضي اللبنانية. وأوضحت ان بين الموقوفين 4 لبنانيين وسعودياً واحداً. وذكرت ان قاضي التحقيق سيقرر اصدار مذكرات توقيف وجاهية في حقهم في ضوء استجوابهم. وفي واشنطن أكدت مصادر اميركية مسؤولة في مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية انها تدرس بجدية تقارير تشير الى تحول استراتيجي في تفكير قيادة تنظيم"القاعدة"لجهة توسيع نطاق العمليات الارهابية لتشمل اسرائيل ودولاًَ شرق اوسطية. واعتبرت المصادر ان العمليات الارهابية، التي نُفذت في منتجع طابا المصري وخليج العقبة والعاصمة الاردنية عمان وأخيراً اطلاق صواريخ كاتيوشا ضد اسرائيل من جنوبلبنان قبل اسبوعين،"تعطي صدقية للتقارير التي تؤكد وجود قرار لدى تنظيم القاعدة يستهدف زعزعة الاستقرار الاقليمي في شكل يتجاوز نطاق العمليات في العراق". وقال مصدر في مجلس الامن القومي ل"الحياة"إنه"ليس معروفاً بعد ما إذا كانت العملية الاخيرة، التي استهدفت اسرائيل انطلاقاً من جنوبلبنان،"تم تنفيذها بمعرفة ميليشيا حزب الله"التي تسيطر على المنطقة ودعمها". وأوضح ان الخبراء الاميركيين يستبعدون وجود علاقة تنظيمية بين"حزب الله"و"القاعدة"على رغم تقاطع اهدافهما السياسية في ما يخص اسرائيل. وأضاف ان خبراء مكافحة الارهاب الاميركيين يتفقون مع الخبراء الاسرائيليين على ان تنظيم"القاعدة"قرر التحول لإستهداف اسرائيل لاستعادة شعبيته التي تضررت بسبب استهدافه مدنيين عراقيين ومصريين واردنيين ابرياء خلال الفترة الماضية. وأشار الى ان"التفجيرات التي شهدتها العاصمة الاردنية وجهت ضربة لحجم التعاطف الذي كان يحظى به التنظيم الارهابي على رغم سعيه لتصوير التفجيرات على انها استهدفت اسرائيليين من دون تمكنه من تقديم دليل على ذلك". واتفق المسؤول الاميركي على انه"بات من الصعب على تنظيم القاعدة اقناع الرأي العام العربي بالمنطق الذي يعطي اولوية لاستهداف المدنيين العراقيين بدلاً من استهداف الاحتلال الاسرائيلي". وأضاف ان استمرار العملية السياسية في العراق والنجاح في استيعاب اعداد كبيرة من العرب السنّة في العملية السياسية ومشاركتهم في الانتخابات زادت من أزمة تنظيم"القاعدة"في العراق، فضلاً عن الخلافات بين التنظيم الذي يقوده الاردني المطلوب ابو مصعب الزرقاوي والجماعات المسلحة العراقية التي لا تتفق مع اجندة الزرقاوي. وامتنع مسؤولون اميركيون امس عن التعليق على معلومات تفيد ان الاجهزة الامنية اللبنانية اعتقلت الاسبوع الماضي اربعة اعضاء في تنظيم"القاعدة"بالقرب من طرابلس كانوا يخططون لشن هجوم على احد السواحل الاسرائيلية. إلا انهم اكدوا أن اسرائيل"تأخذ بجدية تهديدات التنظيم كانت صدرت اخيراً على لسان الزرقاوي وايمن الظواهري". وأكد مسؤول في دائرة مكافحة الارهاب ان جزءاً من التحقيقات الجارية بالتعاون مع دول حليفة يسعى للتأكد من احتمال تورط اجهزة استخبارات عربية، لم يسمها، في تقديم دعم لوجستي لتنظيم القاعدة".