تراجعت حظوظ الموافقة اللبنانية على الافكار التي طرحتها القيادة السورية، خلال قمتي جدة وشرم الشيخ الاحد الماضي، تحت عنوان"تحسين مناخ العلاقات بين لبنان وسورية". واستكملت المشاورات العربية التي كانت حصلت نهاية الاسبوع الماضي، أمس بلقاءين مهمين الاول بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة في شرم الشيخ والثاني بين الرئيس جاك شيراك ورئيس"كتلة المستقبل"النيابية سعد الحريري في باريس عصر أمس. وجرى التركيز، في الاجتماعين، على وجوب تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية في وقت أكد وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ان الرئيس بشار الأسد"لن يمثل امام المحققين الدوليين تحت أي ظرف"بعدما طلبت لجنة التحقيق الدولية ذلك رسمياً في 30 كانون الاول ديسمبر الماضي. راجع ص 6 و7 وعلمت"الحياة"ان الجانب المصري اكد للجانب اللبناني انه نصح الرئيس الاسد بالتعاون التام وغير المشروط مع لجنة التحقيق الدولية"لانه الضمان لاستقرار النظام في سورية". وشدد السنيورة بعد لقائه مبارك على ان"ما يربط لبنان وسورية ليس الجغرافيا بل تاريخ ومصالح ومستقبل ونحن حريصون على ان تكون العلاقات ممتازة ويسودها الوئام وهذا الامر هو الذي يدعوني الى القول بأن من مصلحة سورية ان تتعاون مع لجنة التحقيق فنحن لسنا بحاجة الى ايجاد اسباب تؤدي للأضرار بسورية". أما النائب الحريري فأكد بعد خروجه من اللقاء مع شيراك"ان ليس هناك أي صفقة حول عمل لجنة التحقيق الدولية والكلام واضح من جميع الاصدقاء". وفي المقابل جاءت توضيحات أخرى للموقف اللبناني على لسان السنيورة في شرم الشيخ، رداً على سؤال عن موقفه من تصريحات رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ضد سورية، فقال ان"هذه التصريحات تأتي في اطار الديموقراطية اللبنانية ونحن نقدر ونثمن ما يقوله الزعيم جنبلاط الذي تعرض لسيل مستمر من الشتائم وهذا الامر ليس من الاساليب المقبولة في السياسة لا سيما ان الزعيم جنبلاط تعرض لمزيد من التهجم". وقال ان مجلس الوزراء اللبناني يرى انه لا مصلحة لوجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهذا مدعاة لوجود توتر في العلاقات اللبنانية ? الفلسطينية ويجب إنهاء موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مشيراً الى كثير من محاولات الاغتيال التي وقعت نتيجة لذلك واكتشاف الكثير من الاسلحة. وقال السنيورة:"ان تنقية الاجواء تستلزم حل بعض المشاكل والمسائل بين البلدين ونحن حريصون علىان تتم هذه العملية وضرورة ان توقف سورية الدعم السوري للمسلحين". ورداً على سؤال عن طلب اللجنة الدولية لقاء الرئيس الاسد وعلاقة ذلك بالسيادة السورية، قال السنيورة:"ان لبنان لا يتدخل في شؤون لجنة التحقيق الدولية ويؤمن باستقلالها، وقد طلبنا من اللجنة عقب اغتيال جبران تويني ان يشمل عملها كل الجرائم وعمليات القتل والتفجير في لبنان". وأعلن وزير الاعلام غازي العريضي الذي كان زار جدة قبل يومين وحمل الى جنبلاط ورئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع وقوى تحالف 14 آذار مارس ما تبلغ في شأن اقتراحات سورية، ان"هناك افكاراً طرحت وليس هناك موافقة عليها"، متجنباً تسميتها مبادرة. ونصت الافكار السورية كما حصلت عليها"الحياة"على التعاون الأمني بين البلدين والكف عن"التصريحات الاستفزازية"من مسؤولي البلدين ووقف الحملات الاعلامية في وسائل الاعلام كافة فيهما، وتفعيل الاتفاقات بينهما وترسيم الحدود واقامة تمثيل ديبلوماسي وفق اتفاق على صيغة لذلك والتنسيق بين الخارجيتين السورية واللبنانية في عملية السلام وتحرير الاراضي السورية واللبنانيةالمحتلة واجتماع رئيسي الحكومتين في البلدين. وكان العريضي أشار امس بعد اطلاعه جعجع على الافكار السورية والموقف منها ان السعودية"ليست في موقع غير الموقع المتمسك بالثوابت اللبنانية"، وان الافكار السورية"لم ترد فيها أي كلمة عن التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري واستكماله ومن المؤكد انه لا يمكن ان يصدق احد ان المملكة تخلت عن التحقيق". ووصف ما تضمنته الافكار السورية بأنها"تسريب طروحات لكسب المزيد من الوقت". وفي دمشق، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"امس ان لجنة التحقيق الدولية ستجري جلسات استجواب اضافية للرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع العميد رستم غزالي والعقيد المتقاعد سميح القشعمي في فيينا الاثنين المقبل، مشيرة الى ان دمشق اقترحت استجواب كل من"الشاهد المقنع"هسام طاهر هسام واخوته وزياد رمضان بداية الاسبوع المقبل في"مونتي فيردي"شمال بيروت. في غضون ذلك، نقل عن وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ان فريق التحقيق الدولي"لا يمكنه لقاء الرئيس بشار الاسد وان سورية سترفض لقاء كهذا". لكن مصادر سورية رفيعة المستوى قالت ل"الحياة"امس ان رسالة وزير الخارجية فاروق الشرع الى ميليس"لم تتضمن رفضا حاسما"ازاء كل طلباته. وكان ميليس طلب من دمشق لقاء الرئيس الاسد والوزير الشرع و"اعادة استجواب"غزالي والقشعمي في 12 الشهر الجاري وهسام ورمضان في 13 منه. واوضحت المصادر ان سورية"اقترحت على فريق التحقيق ان يزور دمشق كي يجري الاتفاق على اجراءات التعاون وان يجري اللقاء مع الشرع سواء في دمشق او في جنيف"وانها اقترحت تأجيل جلسات اللقاء مع غزالي والقشعمي والاخرين الى الاسبوع اللاحق لانتهاء عطلة عيد الاضحى المبارك. وفي حال موافقة فريق التحقيق على الاقتراح السوري، يتوقع ان يتوجه غزالي والقشعمي الى العاصمة النمسوية الاحد المقبل، على ان تجري جلسة الاستجواب الاثنين. الى ذلك، قالت المصادر رفيعة المستوى ان سورية"تسلمت رسالة رسمية"من الرئيس جاك شيراك عبر الرئيس حسني مبارك تؤكد ان باريس"لا تقف وراء"تحرك النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام.